غمرت سُكرة النُعاس جفنيه و ترنحت خطاه و غارت عيناه فإذا بغمامتين رماديتين تطفوان اسفل منهما
هالات سوداء و ملامح مُنهكة
بران : احح..ماذا حل بك بحق السماء
ادخل..ادخل
- افسح الطريق للآخر الذي دخل ورمى بحقائب سفره على الفراش ثم الحقها بجسده المُثقل
فاقترب صديقه المخلص و باشره بنزع اثقاله عنه من امتعة و ملابس ثقيلة-
بران : مالذي حدث لك؟ كيف عُدت
ماثيو : ارسلني...الطبيب في عطلة
- همس بينما بدأ النعاس يغشى عليه ثم ارخى اوزاره و استسلم نائما تاركا صديقه في حيرة من امره-
بران : اه ذلك الفتى
- تنهد بقلة حيلة ثم رفع الغطاء عليه-
_________________________________________امم ليو..
- تهادت انفاسُها صوبَ ملامحه ومررت اناملها تُسرح سواد خُصله ثم اقبلت فاتِنة الدجى تحتضن النائم بقربها الى دفئ نهديها مُطالبةً اياهُ بالاستيقاظ
فايا : ليو...استيقظ ياه
ليو : امم..
- تذمر الآخر..المُثقل بسهرٍ متوالٍ من ليالٍ فائتة و دفن ملامحه الباردة مابين احضانها-
فايا : يالكَ من رجلٍ لعوب..سهرتَ تؤرقني والآن تنام
- ضحكت ثم زينت جبهته بقُبلة و اسدلت جفنيها فوق خُضرة مقلتيها لتسكُن اليه و تتنعم بلحظات تواجده بأحضانها..انه لا يزورها الا نادرا..
بات تواجد ظله في غرفتها..حُلما..لا تود الاستيقاظ منه
ولكنها ايضا لا تريده ان يغفو حتى
بل ترغب بأن تتلذذ بصوته و انفاسه قدر المُستطاع قبل ان يتلاشى كالضباب او كالاوهام-
فايا : عينا حبيبي كوكبان و صدرهُ زهر الربيع..
- اخذت تُطرب مسمعهُ بصوتها العذب و تداعب ملامحه بنعومة اناملها
كانت جميلة كالملائكة نقية كالاطفال
هي كالجنة و جائزة لأي رجل..
وحدهُ من كان يعلم كيف انتهى بها الحالُ في غُرفة قائد عصابة..بل و كان قد شغفها حُباً-
فايا : استيقظ ايُها الشيطان الكسول
- ضحكت و داعبت انفهُ فاشاح بملامحه عنها و اختبئ فتعالت ضحكاتُها-
فايا : يالكَ من طِفل..امم تبدو وسيما
مارتن : حضرة الزعيم!!
- قاطع دخوله المفاجئ جلسة تأمُلها فشهقت و توارت اسفل الاغطية على عجل تستُر ما ظهر من جسدها-
مارتن : اء..ا. اسف
- ارتبك الاخر و اشاح بأنظاره نحو الباب ثم خطى بترنح مبتعدا يستشعر خفقان قلبه السريع و سخونة الدم في رأسه-
مارتن : اهه الم يستيقظ بعد!!
- اخرجت نصف وجهها لتبرز حُمرة خديها و تمتمت بنبرة يملؤها الحياء-
فايا : ل. لا..لقد حاولتُ و لم ي..
مارتن : احح كفى راحة ليو..
انهض ايها الشيطان..
- لم يتلقى الرد فالآخر كان يغطُ في نومٍ عميق و لا يستطيع سماعه مما جعل مارتن يتابع-
اتظن ان الراحة من حقك؟
وانت تقتل عشرات الناس وتسلبهم الراحة؟
- كلماته الساخرة دبت النبض في صدر النائم فايقظتهُ
و نهض بثقلٍ يجر جسدهُ المُنهك-
ليو : مُزاحك..ثقيل
- انتفض كلاهُما بأنظارهما المرتعشة نحوه ليبتلع مارتن بصعوبة و تندفع فايا اليه فتضُمهُ بقوة-
فايا : لا لاتستمع له..حبيبي!
ابقى لدي ارتح
- نظرها الآخر بهدوء و لمس خصرها ك محاولة باردة لمُبادلة العناق ثم رفع بصرهُ لمارتن المُتلبد عند الباب مما زاد ارتعاش الآخر-
ليو : ماذا هُناك
مارتن : اء..لقد..كنت امزح فقط..
لا شيء مُهم
- سكن بناظريه لوهلة ضد اعيُن تابعه الذي ادرك غباء فعلته فنكّس رأسه وتنهد-
مارتن : اعتذر.. لم اكن اقصد
ليو : اخرس..وفر اعتذراك
- اخفى جسد عشيقته و نهض يعقد رداءه الحريري الأسود حول عضلات خصره بينما الآخر يتبعه بأنظاره تارة و ينظر للفتاة المختبئة تارة وتنهيداتهُ لا تخفى-
ليو : احضرتَ ما طلبته منك؟
مارتن : اجل..
- خرج لبعضة دقائق ثم عاد ومعه حقيبة متوسطة الحجم ليرمي بها على الاريكة امام زعيمه ثم يفتحها-
مارتن : هاهي جميعها
- نهش الفضول صبر الفاتنة فإنسلت خلسةً وارتدت معطفها الطويل و عقدته بإحكام حول خصرها ثم اقتربت تمدُ رأسها فوق كتف حبيبها وترفع جسدها النحيل على اصابع قدميها
الى ان ادركت ما تراه !!
حقيبة مملوءة بمساحيق التجميل و ادواته الكاملة
فشهقت وتورد خديها و هتفت بنبرة طفولية-
فايا : وااهه كُل هذا منأجلي؟
- رمقها الرجلان بنظرات هادئة فرمشت بعدم فهمٍ و أمالت رأسها قليلا لليمين مُتسائلة-
فايا : هاه..ماذا.. ماذا هُناك________________________________________
انار شعاع الشمس ملامح العقيد النائم
فازعج راحته وتسبب بإيقاظه
لينهض و ينظر حوله..هدوء القرية جميل في الصباح
بران : استيقظت
- تبسم بران و اقترب واضعا فنجان شايّ ريفي على طاولة السرير ثم جلس قريبا منه ليرتشف من فنجانه هو الآخر-
بران : كيف تشعر الان؟
ماثيو : لا ادري..لا اشعر بشيء
- نقلّ الآخر انظاره بملامح العقيد الباردة ثم مسح على خُصله و اردف بنبرة توحي بالتفاؤل-
بران : لا عليك..انه مفعول الدواء
- تنهد ماثيو و نظره نحو صديقه-
ماثيو : بحثت في اغراضي؟
بران : اعذرني..يجب ان اطمئن عليك واتأكد من حالتك
ماثيو : لا تهتم
بران : اصمت واخبرني..المهدئات وصفة طبية؟
- اومئ ماثيو و نهض يمسح ملامحه بكفه فلاحقه الآخر بأنظاره حين بدأ جولته في المنزل-
بران : و هل تشعر بتحسن بسببها؟
ماثيو : اخبرتك لا اعلم بما اشعر..
بران : ان كانت لا تنفع فقط توقف عن اخذها
ماثيو : بلى..لقد خففت من عنائي كثير..
احتاج اليها
- تنهد بران و اومئ موافقا ثم نهض الى المطبخ-
بران : اتبعني..اعددتُ لك فطورا شهيا
دعنا نناقش موضوع علاجك
ماثيو : علاجي...
بران : اجل..ستحدثني عن جرعات العلاج كي اساعد
ماثيو : ان كنت تود المساعدة حقا..فقدم لي العلاج الذي احتاجه
بران : بالطبع..يمكنني اعطاءك اياه في اوقاته
ماثيو : ليس الدواء
بران : ه. هاه؟ ان لم يكن الدواء علاجك..اذا ماهو؟
ماثيو : دمه!
بران : اء..عما تتحدث
ماثيو : لن يعالجني سوى دمه..حين اراه على الارض امامي
او ان اعذبه بيداي هاتين..
فأسمع صرخات استغاثته
و اشفي غليلي منه
- تنهد بران بقلة حيلة و نهض ليربت على اكتاف صاحبه و ياخذه لمائدة الطعام معه-
بران : الم اخبرك..ان عليك ان تنسى حقدك
سوف يجرك للهلاك ثيو
ماثيو : لا يمكنني...
يجب ان احقق غايتي اولا..
بران : احح كما تشاء
ماثيو : سوف اجعل العالم مكانا افضل
حالما اسحق ذلك الوغد
اعدك ان الجميع سوف يذكر اسمي
وسوف يكون لي منصب اعلى
- اومئ بران محاولا مجاراته رغم انه غير راضٍ ابدا في قرارة نفسه..يريده ان يعيش بسلام-
بران : متلهف لذلك
ماثيو : انه ليس بعيدا..فقط دعني ارتاح قليلا و سأعود للميدان بقوة
بران : اثق بك..اجل..سوف تجعل العالم افضل...

أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
AksiD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...