45."Respiraciones"

49 3 1
                                    

اعدني الى حيث انتمي
الى مجرى انفاسي
حيث تشهقتُ الحياة من الريف
و زفرتُها ألماً على المٍ
حيثُ ابتسامة خليل
و ظل أيكة!
حيثُ بسط النسر جناحيه
على مرفأ الفراق
وداعاً خليلي القديم
_________________________________________
مضى الاسبوع الاول سريعا
الميتم اصبح فارغا في اعين العقيد رغم ان المفقود شخص واحد فحسب
لكن العادات هي الأسوأ
فقد عود نفسه على التردد الى غرفته يوميا و ان يظفر بنقاش عميق او بعض الضحكات أو العبث معه
مازال هناك مارتن..و ميغيل ورودولف وجميع الرجال
جميعهم اصدقاءه بالفعل
و حتى دانيال الصغير..
كان يُثريه بذكاءه الفذ كل صباح و يؤرق ذكرياته بتصرفاته التي تشبه ابيه
لم تزل نتالي تأسر ناظريه كُلما مرت في الحديقة و اشعت خصلاتها الشقراء تحت ضياء الشمس
و الأب ماركوس اصبح يعهد اليه بمهام لا تقل اهمية عن باقي ابناءه
بعد فراق الشيطان
ذاك الانتماء..
بدأ يتحول اشتياق للوطن
كيف حال بران؟
ماذا حل به..
وماذا حل برفاقي في قوات الامن ورجالي
ارغب برؤية دونالد والجميع مجددا
او ربما الجنرال يبحث عني..
- شرد بأفكاره بعيدا متجاهلا حديث مارتن فلاحظ الاخر شروده-
مارتن : هيه..ماثيو..ايها الاخرق انا احادثك!
ماثيو : هاه..
مارتن : اين شردت؟
ماثيو : لا...لاشيء
مارتن : اممم...اشك في ذلك
- تبادلا النظرات لوهلة ثم تنهد ماثيو واشاح بملامحه-
ماثيو : لاشيء لاعليك
مارتن : تحدث ايها العقيد المدلل
ماثيو : لست...مدلل! اه توقف
- صمت هُنيهة ثم ادرك امرا ما-
ماثيو : ولست..عقيدا..
مارتن : ماذا تعني؟
ماثيو : نسيتُ..اني كذلك حتى
- رفع مارتن احد حاجبيه اذ راودته الشكوك حول ما يدور برأس الاخر-
مارتن : و اشتقتَ لذلك؟
- رفع ماث بصره نحو المتحدث ثم تنهد و حاول ابعاد الفكرة عن رأسه-
ماثيو : لا لا...انسى الامر
- همهم مارتن بشك ثم اومئ موافقا-

*********
بعد يومين آخرين
مرت نتالي في الحديقة مجددا تجول بأبصارها باحثة
ميغيل : تبحثين عن شيء؟
نتالي : ماثيو!..لم يأكل اليوم
ميغيل : اظنني رأيته عند الدرج
نتالي : اه اشكرك
- حملت الطعام و صعدت به الدرجات المؤدية الى السطح لتستقر بآخر خُطاها و تنظر حولها فأبصرته جالسا على حافة الجدار يتأمل الافق بملامح بها شوائب من الجدية والحِدة بل وتميل الى الحزن نوعا ما-
نتالي : ماثيو!
- تنبه ونظرها بأعينه الجادة تلك فرمشت و عادت للخلف خطوة ك رد فعل-
نتالي : اء..لقد..احضرت..لك..فطورك
- ادرك ماث ان نظراته مرعبة فرمش ليخفف حدته و نهض من فوره تجاهها ليقفز عن الجدار-
ماثيو : اه اشكرك..كنت سأنزل بنفسي
نتالي : لا داعي..
- تمتمت كلماتها الاخيرة رفق نظرة قلقة و تلعثمت في سؤالها-
نتالي : ماثيو..انت بخير؟
- استعاد منحى نظره نحوها لثوان ثم اومئ بصمت لم تعهده-
ماثيو : هم؟ لما؟
نتالي : لا ادري..تبدو لي..بحال..مختلفة قليلا
ماثيو : لا لاتقلقي..انا جيد
نتالي : اه..امل ذلك حقا
- لاح طيف ابتسامة على فاهه و نظرة اقل حدة -
ماثيو : اشكرك لاهتمامك نتالي..لن انسى صنيعك هذا معي
نتالي : لا تشكرني.. ليس هناك ماتشكرني لأجله

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن