شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵

18."London Eye"

" أما كفى؟
ماذا تعني...
انت تعلم
قل الحقيقة فقط..كفى"
_________________________________________

وسط عتمة اضلعي ووحشة انفاسي
وعقلي المُحتل من قِبل جُند الخيانة
خطت قدماي خلفه بإنصياع
الى عين لُندن
حيث رغبته طغت على افكاري
و جعلتني انسى كُل شيء كنت اتلهف اليه
وصلنا هناك وصعدنا احدى العربات
ثم جلسنا متقابليّن
و هاقد بدأت تدور و نحن نطفو
ونصعد ببطئ شيئاً فشيئاً
ماثيو : المكان جميل
ليو : اجل من هُنا تستطيع رؤية لندن بأكملها
ماثيو : لما اتينا الى هُنا؟
ليو : لنشاهد الألعاب النارية
ماثيو : ووه! العاب نارية؟ اهناك احتفال في لندن؟
- ابتسم ثم نهض بخطوات رصينة نحو نافذة العربة و ارخى عنه تنهيدة ما كُنت عهدتها قبلاً
فنهضت قربه و بدأتُ اراقب المدينة-
ماثيو : مالامر امم؟ انت جيد؟
ليو : ماثيو..
ماثيو : هاه؟
ليو : انت معي؟
ماثيو : اجل بالطبع
ليو : الى أي حد
ماثيو :بلا حدود
ليو: متأكد؟
- نظرته باستغراب..ماذا دهاه يتحدث كالنساء الان مالذي يحاول فعله بالضبط-
ماثيو : لما هذه الاسئلة الان حضرة الزعيم؟
ليو : اجبني فقط
ماثيو : اء حسنا..انا معك دوما
ليو : حتى و ان عرفتَ حقيقتي؟
ماثيو : اء حقيقتك؟ ماذا تعني
ليو : انت تعلم جيدا..اني الشيطان! كيف تتبع خطواتي؟
ماثيو : اهه حضرة الزعيم..بحقك..
بالطبع ذاك مجرد لقب سخيف اطلقه عليك من لا يعرفك..تشه..لقد بتُ اعرفك جيدا
انت شخصٌ جيد و ذاك اللقب مجرد اهانة لك
- لم يرد على اطرائي بل وبقيت عيناه تنظر اسفلا نحو اكوام البشر تحتنا فنظرت معه وحاولت ترطيب الجو بيننا بعبارات ساخرة-
ماثيو : يالهي..الناس من هنا مثل النمل
هه ايعقل اننا نبدو مثلهم؟
ليو : الشيطان...
- رفعت عيناي له بملامح شاحبة كان يحدق بساعة يده..ماباله بحق بدأ يقلقني-
ليو : ليس اسطورة..انه حقيقي
ماثيو : ها..هاه؟ كيف ذلك؟
ليو : انا اسوأ من ان تعرفني..ماثيو انا الشيطان حقا
- اهو ثمل ام ماخطبه؟ انه يتحدث بطريقة غريبة-
ماثيو : اء..مالذي تعنيه؟
- اطلق ضحكة مهيبة وصوبَّ سوداوتيه نحوي فارتجفت مقلتاي و ارتعش جلدي..اقسم وكأنه تحول فجأة او ان جِناً ما الأن استقر امام ناظري-
ليو : اه عزيزي...
عزيزي الصغير ثيو
حضرتُ لك مفاجئة صغيرة لأنك كُنتَ تابعاً وفياً لوقتٍ جيد..اقترب تعال لأُريك
- رفع سبابته نحو مشرق الارض لشارع من المباني السكنية بطوابق عدة و انوارٍ خافتة-
ليو : اترى ذاك الحي الجميل هُناك؟
ماثيو : امم اجل؟
ليو : سأجعله يشع بالاضواء لأجلك!
- رمشتُ ونظرت نحوه..اء ايعقل انه سيجعل الناس تشعل اضواء منازلها بشكل معين لأجلي؟-
ماثيو : كيف ذلك سيدي؟
- سحب انفاسه وابتسم ثم نظر عينايّ فبادلته بتعجب
لم نلبث الا ثوان..
لينفجر اول مبنى برمُته وتأكله النيران!
ثم الثاني ثم الثالث..سلسلة من الانفجارات المهولة..
وعلى بُعد امتار..أُناس تصرخ..و الارضُ تهتز
و بدأت صفارات الاسعاف تنطلق من كل حدبٍ وصوب
وضج الناس تحتنا بالذُعر-
ليو : اه..كان..ذلك جميلاً..
- كنت انظر بملامح متجمدة..عيناي متسعة على مصراعيها و فاهي مفتوح و لا أجيد نُطقا..
بينما هو يتأمل الحريق ويبتسم ثم نظرني فارتعد قلبي مجددا-
ليو : ما رأيك؟..كان صغيرا هم؟..
دعنا نحاول مجددا..
- رفع سبابته مجددا نحو حيّ آخر غرب لندن ثم صفر او ربما اطلق صوتا يوحي بما سيحدث..بانغ!
و بوم..نُسف حيٌ اخر امام ناظريّ
و اهتزت ارض مجددا كما اهتز كياني وتحطمت احلامي
كل ما كنت اظنه..كان وهما..
لم يكن شخصا جيدا..لم اكن محقا في حدسي
كنت اتبع الشيطان!
لقد..لقد تم الايقاع بي انا..-
ليو : تؤ تؤ تؤ...بئسا..