تنهد ثيو رعشته و فتح الباب ببطئ و حذر
ونقل ناظريه عبر الشق الضيق للباب..
فأبصر ظلالا على الجدار
كان هناك شخصان يتحدثان
استطاع ان يتعرف صاحب الصوت الاول
انه ديفيد ساندوفال يتحدث بصوت منخفض
اما صاحب الصوت الاخر..
عقد اللواء حاجبيه و استند لينصت جيدا
دونالد : هيه..ماذا رأيت
ماثيو : اشش!
- هسهس الاخر و مرر انظاره عبر الغرفة نحو الظل المظلم...لم تكن ملامحه واضحة ولكن..
تلك الهيئة..مألوفة لعينيه
احتدم النقاش بين الظلين ورفع احدهم المسدس تجاه ملامح الاخر..
كانا يتناقشان حيال فتاة صغيرة مفقودة
يبدو انها من سلالة حاكمة!
ثوان قليلة و اطلق احدهما الرصاص على الاخر
فتناهى انين ألم مألوف الى اسماع اللواء!
ماثيو : انه ليو اقسم..
- زفر اللواء بنفاذ صبر و كاد ان يدفع الباب لولا لن اعترضه دونالد-
دونالد: اصبر دعنا نفهم الأمر!!
الجنرال : مازلتَ لا تريد التحدث هاه؟
ليو : في احلامك..ايها الحقير..
الجنرال : يبدو ان مفعول الابرة انتهى..ونسيتَ شدة الألم...ايجب ان اذكرك هاه؟
- اتسعت اعين اللواء و انتفض سريعا لينظر داخل القبو المظلم فرآى الجنرال يجهز حقنة ما و يفتحها ثم اقترب و دس سُمها في عنق الأسير..فتوالت تنهيداته بين تصاعد الضغط من الجلاد الظالم-
الجنرال : اخر فرصة لك..اين هي ماريا!
ليو : لا..اعلم..احح
- شد اللواء قبضته و نظر نحو الملازم فأومئ الأخر موافقا و نهض عن ركبتيه-
دونالد : انتبه جيدا...سأحرس الرواق!
ماثيو : لا داعي للقلق..سيستمع لي
دونالد : لا تثق به كثيرا حضرة اللواء..انا غير مرتاح له
- رفع ماث حاجبه باستغراب ثم دفع الباب بهدوء ودخل عليهما الدلجة فشخصت اليه ابصارهما-
- اتسعت الأعيُن المدماة بالحنين و تنهد الظل المرتعش فوق الكرسي-
ليو : ماثيو..
- بينما رفع ساندوفال حاجبه و اقترب ليضغط زر الانارة فيبصر الأمر بوضوح-
الجنرال : اوه اللواء ماثيو هنا
- مرر ثيو انظاره نحو المنظر الدموي امامه وشد قبضته بغيظ ثم خطى بثبات عبر الغرفة-
الجنرال : مالامر ماثيو؟ كيف وصلت هنا؟
ماثيو :ليس مُهما حضرة الجنرال..
انا هنا لاخبارك بشيء مهم قد يغير مجرى التحقيق
- عقد الجنرال عاجبيه و نظر نحو الأسير الذي بدأ يلهث بأنفاس مخضبة بالدماء ثم وضع الابرة بهدوء على الطاولة و بدأ يمسح يداه بمنديل-
الجنرال : فعلا؟ يالك من رجل شهم حضرة اللواء!
قطعت كل هذه المسافة لأجل ان تنقذ حياة مجرم؟
- جذب اليه الكرسي وجلس قِبالة الشاب المُنهك امامه متأملا اياه بقسمات وجه سامّة-
الجنرال : كن شاكرا ايها الوضيع! ماثيو شخصيا اتى ليشفع لك!
- لم ينبس الاخر بحرف بل اكتفى بمحاولة التقاط ملامح خليله بعينيه..لكنه لم يكد يبصره جيدا..
فالدوار يكتسح وعيه و الصداع بدأ ينخر عظام رأسه دون رحمة-
الجنرال : قُل مالديك حضرة اللواء
- شد ثيو قبضته لدى التقاء عيناه ب ليو و تفحصه بمقلتيه بقلق-
ماثيو : سيد ساندوفال..وجدت دليل يثبت لك ان الذي امامك..ليس ليو مارتنيز
- تبدلت نظرات ساندوفال للاستغراب و اردف بسخرية-
الجنرال : ماذا تعني؟ اهذا مارتنيز مزيف اذا؟
ماثيو : لا سيدي...انه ليو ساندوفال!
لم يكن مارتنيز قط
- اخرج الورقة بهدوء من جيب سترته و قربها نحو نظيره المتصنم-
الجنرال : ما...الذي تقصده؟
ماثيو : انه ابنك من لحمك و دمك حضرة الجنرال
- اتسعت حدقتا الرجل ذو الأعين الغائرة و برزت خطوط السنين فوق جفنيه فالتقط الورقة على عجل و اخذ يقرأ..
ثم رفع مقلتاه بصدمة نحو الشيطان ذي الملامح الشاحبة المدماة و اردف بصدمة-
الجنرال : انت...
- اقترب ليرفع خصله عن جبهته متأملا قسمات وجهه عن قرب فأردف اللواء مؤكدا-
ماثيو : انه...يشبهك للغاية حضرة الجنرال..
- ارتعشت انامل ساندوفال وتراجع خطوتين ليكف يده سريعا فسقط رأس ليو من جديد و تناثرت دماؤه الساخنة على ملابسه
تنهد ماث واقترب ليباشر فك الحبال التي كانت تقيد خليله فأردف ساندوفال بانفعال-
الجنرال : لا..لايعقل ذلك ماثيو!!
كيف..
هل كنت افعل هذا بإبني طوال الوقت..
بئسا..ماثيو..كيف حدث ذلك
- ضرب الطاولة بعنف و رمى بالورقة على الارض فنهض ثيو محاولا تهدأته-
ماثيو : اهدأ..سيدي..دعنا ننقذه اولا
لابأس لم تكن تعلم
الجنرال : بحقك كيف سأنظر في عينيه الان!
انا لا استطيع الاكمال بهذا
اكاد اجن ماثيو..اكاد افقد عقلي
- ارتجفت اخر كلماته و تسارعت انفاسه المتباكية فاتسعت اعين اللواء وتصنم لوهلة اثر صدمته-
الجنرال : كيف سيسامحني الان..
ليو : اه..كاذب..
- تنهد الاخير انفاسه بثقل و دعك مقلته بباطن كفه دون ان ينظرهما-
ليو : توقف..عن التمثيل
- تناهت انظار ثيو الى الأبن و سكن محاولا فهم مايجري..بينما احتدت كلمات ساندوفال و رمى بجسده على اللواء في محاولة للحصول على حضن يُهدئ من روعه..
لم يستوعب الاخير مايجري...فلم يكن منه الا ان حضن الجنرال بهدوء محاولا احتواء لوعته-
الجنرال : لم اعد اريد هذه الحياة بعد الان..
لقد اكتفيت من كل هذا العذاب..
اريد التخلص من جميع خطاياي
ماثيو : سوف..تتخلص منها سيدي..
سوف تفعل
الجنرال : ايمكنني ذلك ماثيو؟
ماثيو : بالتأكيد سيدي..دائما هناك فرصة لحياة جديدة..لحياة افضل
الجنرال : حياة جديدة...
اه هذا ما احتاجه حقا..
- تمتم اخر كلماته بهدوء ماكر ومرر انامله خلسة خلف ظهر ثيو ليستل مسدسه و يُصوبه بالخفاء نحو الشاب المتعب القابع على الكرسي-
ماثيو : يمكنك..البدء من جديد سيدي..
الجنرال : لن استطيع قبل ان اقتل جميع الخطايا
ماثيو : يمكنك ذلك
الجنرال : اجل..سأفعل حتما..انه..مجرد خطيئة..
مجرد ذنب اقترفته
- رفع اللواء ملامحه باستغراب و نظره متسائلا-
ماثيو : هاه؟ ماهو؟
الجنرال : انه مجرد خطيئة ويجب ان اتخلص منها
- لاحق اللواء مجرى انظار الجنرال التي تصب على الشيطان ثم رمش محاولا الاستيعاب و عندها اتسعت حدقتاه لحظة ادراكه
انتفض بأنظاره للخلف فرآى المسدس لترتفع صرخته-
ماثيو : بئسا لا.. ليو!!
- ضُغط الزناد و شقت الرصاصة الجلد والعظم مُتسببة بألم حاد و شهقات مدماة
اهه...
ترنحت انفاس اللواء الساخنة قِبالة ملامح ليو
و اتكئ الى الطاولة ممسكا بجرحه ثم تمتم بكلمات متناوبة بين شهقاته-
ماثيو : ايها الحقير..
كان يجب ان اعلم..
انت..
- تراجع الجنرال للخلف بصدمة -
ماثيو : انت من بِعتَ ابنك لهيوغو مارتنيز بملئ ارادتك!
- احتدت نبرته بينما اخترقت نظراته اعين ديفيد ساندوفال الذي بدأ يتصبب عرقا و ترتعش الرصاصات مابين انامله اثناء حشوه للمخزن-
الجنرال : وه وه انا منبهر!
ايُهمك امره..لدرجة ان تتلقى رصاصة لأجله
- امال برأسه قليلا محاولا التقاط نظرة لليو-
الجنرال : انه مجرد لهو مع عاهرة...عند الشاطئ
اساسا اسأله ان كان يملك اسما حتى
لا ادري من اين حصل على اسم ليو ذاك
- قهقه بسخرية و لقم المسدس مجددا ثم اكمل بنبرة ساخرة-
الجنرال : يراودني شعور ان فتاة ما اشفقت عليه و اعطته اسم
- لوح بالمسدس باستخفاف-
الجنرال : والان ابتعد عن طريقي دعني انهي عملي
- ضاقت انفاس اللواء و عقد حاجبيه..
كانت حالته لاتسمح له بالرد وكذلك ليو..
يستحيل ان يبتعد
اشاح بملامحه لينظره للمرة الأخيرة..
اراد ان يحصل على بضع كلمات هادئة معه
و لكنه صُدم حين استشعر هالته السوداء تنبعث من عينيه..
انه الشيطان..
ليو..بوجهه الاخر
ليو : ادنو مني ماثيو..
- همس بين نظراته المحتدة فاقترب الاخر بخطى ثقلية نحوه حاجبا مسار الرؤية عن الأب المختل-
الجنرال : ابتعد! توقف عن العبث ليس لدي وقت لهذا الهراء
ماثيو : اه..على الاقل..اسمح لي بكلمة اخيرة معه
- ازداد اعتراض ساندوفال فلم يبخل عليهما بسخاء عباراته الساخرة-
الجنرال : تريدان البكاء معا ام ماذا الان؟
اتعلم؟..لما لا تمُت معه فقط انت ايضا..
ليو : مجرد حشرة!
- تناهت الكلمات الاخيرة الى اسماع الجنرال رفق وابل من الرصاص ارداه قتيلا دون كلمة اضافية-
ليو : احح سحقا..لك..
- تنهد انفاسه ورمى مسدس ماثيو على الارض
بينما الآخر عقد حاجبيه باستياء و شد قبضته
ثم التقت انظارهما لوهلة في لحظة مفعمة بالمرارة
لم يترك الشيطان فرصة لماث
بل بادره بالسؤال كالعادة-
ليو : انت بخير؟..دعني ارى جرحك
- تنهد اللواء وسط بسمته و اردف بنبرة تغزوها العاطفة والمكر-
ماثيو : اشتقتك..ايها المجرم العالميّ!
- هربت ضحكة مرهقة بين انفاسه و نهض بصعوبة محاولا القاء نظرة على الجرح -
ليو : احح يجب ان تحصل على علاج حالا
- تنهد ثيو و ونقر كتفه-
ماثيو : انظرو من يتحدث...
انت بالكاد تتنفس..
دعنا نذهب للمشفى حالا
- تبسم الشيطان و اشاح بناظريه ثم خطى بثقل نحو جثة ابيه و دنا منه جاثيا على احدى ركبتيه
يتفحصه بأنظاره للمرة الاخيرة-
ماثيو : ليو..انا..اسف..
لم اكن اعلم بالأمر
- رفع الاخر انظاره و حرك رأسه نافيا ثم نهض و خطى نحو الباب-
ليو : انه مجرد عدو...
انه السبب بكل شيء ماثيو..لا تبتئس!
- تنهد انفاسه و اتكئ الى الحافة محدقا بتناثر الجثث حوله..وفي نهاية الرواق كان الملازم دونالد اسفلا يُلقي عليه التحية فرد بإيماء
و ترنح بخطاه ببطئ بين بقع الدماء الغزيرة
يتأمل قسمات وجه الموتى بهدوء
حتى فاضت انفاسه المثقلة بتهويدة هادئة
رمش ماثيو باستغراب و القى اسماعه محاولا فهم الكلمات-
ليو :
Are you, are you coming to the tree?
Where they strung up a man they say who murdered three
Strange things did happen here, no stranger would it be
If we met at midnight in the hanging tree...- كان سُم الابرة يسري في دمه...
و من الواضح انه بدأ يهذي..
Are you, are you coming to the tree?
Where a dead man called out for his love to flee
Strange things did happen here, no stranger would it be
If we met at midnight in the hanging tree...
شد اللواء جرحه و لحق به على عجل
نزل الدرجات خلفه بينما يرقبه بأنظاره
ماثيو : ليو..الى اين؟؟..انتظر..Are you, are you coming to the tree?
Where I told you to run so we'd both be free
Strange things did happen here, no stranger would it be
If we met at midnight in the hanging tree...
ما إن وصلا الباب..شق طريقه خارج المنزل الدموي ذاك
ليعبر العشب تحت ظلال القمر المكتمل
هناك..و على بُعد خطى قليلة
سقط الشيطان الثالث!
ثم انتهت ازمان تلك الليلة بسماء هادئة مرصعة بالنجوم
و من هُنا عزيزي القارئ
عسى اسطر حكايتنا تغير نهج فكرك نحو اتجاه افضل و ترسم لك دربا من الوعي نحو عالمٍ جديد
انتهت اسُطري ها هُنا..
و ربما بقي ما بها من أثر
كل شيء حولك منذ الشهقة الأولى على الارض وحتى اللحظة..حربٌ قائمة متجددة..
يُقال انها مابين الخير والشر
لكن دعني اكشف لك القناع مبكرا
انها مابين النفس والهوى
لم يولد احدٌ ك عدو لأحد ولم يكُن الدم رخيصا قط
ذلك ليس فقط وساوس الشياطين انما هي النفس حين تروي ظمأها للأنانية..انما ذلك
قبسٌ من الفِتن!
أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
AksiyonD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...