43."Pasado Oscuro"

38 3 0
                                    

ومن هنا بدأ كل شيء..
هنا بدأتُ
هنا انتهيت!
هنا ادركت..تهت ثم سقطت
بك نجوت ثم انهزمت
انشلتني انفاسك
ثم قتلتني
لن انتهي الا حيث يجب ان انتهي
دعني اكن حيث يجب اكون
_________________________________________
مارتن : و من هنا بدأ كل شيء
ماثيو : اه...بئسا..
الا يعني ذلك..انه تحرر من قيده؟
- نفى مارتن مقاطعا تساؤل العقيد ثم اقترب ليستند بكفيه لحافة السرير يجول ببصره مابين ملامح الشيطان-
مارتن : مطلقاً!
عرفت ليو قبل كل شيء تعرفه عنه
منذ كنا مجرد مراهقين يلعبان الورق على الرصيف كل حين مع اولاد الحي..
صحيح اننا اشقياء قليلا ولكن يمكنك تخيل الامر في ذلك الوقت..كنا طفلان يحاولان النجاة
- زم العقيد شفتيه و اومئ بتفهم-
مارتن : ولكن بعد ان قتل ذلك الفاسق
تم التحقيق بالقضية
لم يستطع احد ان يشك بصغيره المفضل..
كان اكثرهم ولاءا له
و الافضل من كل ذلك يا عزيزي
لم يكن هناك سوى وريث واحد مدرج في خانة ابناء الرجل المتوفى
و هاهو ذا امامك..
- رمش ماث بصدمة و اتجه بأنظاره نحو السرير-
ماثيو : و ذلك يعني..
مارتن : ورث عنه ثروة طائلة بومضة عين!
ماثيو : ورث تجارة المخدرات اذا
مارتن: بالضبط!
ماثيو : احح فهمت الان
مارتن : استمرت تجارته و ازدهرت
مع انه كان صغير الحجم لكن لديه خبرة جيدة في التعامل مع الوضع والسوق
بدأ يقيم امسيات مقامرة مع كِبار الموردين
و لا حاجة ان اخبرك كيف يلعب
ماثيو : يه...انه بارع..
- صمت العقيد و دارت عيناه في حلقة مفرغة مابين اركان الغرفة و السرير-
ماثيو : ولكن.. مازال هناك اشياء لا افهمها
لما هو الثالث؟ من قرر ذلك
و من الأول حتى؟
مارتن : انه الأب مارك..
- استدار بملامحه نحو مارتن فالتقت اعينهما-
مارتن : هو مالك الميتم و هو من بدأ سلالة الشيطان!
- تنهد المتحدث و جر اليه الكرسي مجددا ثم اعتدل بجلسته عليه تاركا مخيلته تعوم بين نفحات ذكرياته المظلمة-
مارتن :بعد ان اصبح ليو مالكا للثروة..
لم اعد اراه في الشارع
كنت انتظره كثيرا..لكنه لم يكن متفرغا
بدأ يعمل و اصبح شخصا اخرا فجأة دون سابق انذار
كنت اراه يخرج و يذهب مع مجموعة من الاشخاص
كل يوم وكان يتجاهلني وذلك يغيظني!
اصبحت ادعوه بعبد المال و استمر بمضايقة رجال الأمن على باب منزلهم وقد فقدت الامل من استعادته
بقي الوضع هكذا لفترة
الى ان آتى الي ذات ليلة..
و كان قد هرب من قبوه البائس ذاك و طلب الي ان نتجول في الارجاء كما كنا نفعل
كنت غاضبا عليه ولكن لا اخفيك كنت اتوق لذلك معه
فاخذته للجسر و كنا نعبث..
صعد على الحافة و اخبرني انه سيقفز..
ظننته يمزح لكن لا..
لقد...حاول الانتحار
- اتسعت حدقتا ماثيو و امالَ بجسده قليلا للأمام ك علامة لازدياد التركيز-
مارتن : احح بتلك اللحظة..لم استطع فعل اي شيء
بقيت اصرخ وانا اراه يغرق
وحينها ظهر رجل يتوشح السواد و انقذ الموقف
لم يتركنا منذ ذلك الوقت...حتى الان
انه معنا يعتني بنا و يقوم بتوجيهنا
اجل كما يخطر بذهنك انه الأب ماركوس
ماثيو : احح..
- انهى مارتن حكايته بابتسامة صغيرة و عبارات مبعثرة-
مارتن : قام بتعهدنا واحدا تلو الاخر و اصبحنا جنودا للميتم خاصته هنا..
ندافع عن فكرة ما تخصنا..مثلما انت تفعل ماثيو
- افترقت شفتا المستمع و اشرقت قسمات وجهه لازدياد دهشته فاتسعت بسمة مارتن و نهض مربتا على كتفه-
مارتن : يه...اعتقد انك اصبحت تعرف اكثر من اللازم حضرة العقيد الجاسوس!
- عقد ماث حاجبيه سريعا و تراجع للخلف-
ماثيو : هيه..لست جاسوسا!
مارتن : لا اثق بك ايها المدلل
ماثيو : اصمتت لست مدللا البتة..
مارتن : بلى انت مدلل كبير...
والأسوأ انك كدت تقتله في نيويورك ايها الغبي..تشه
اكان في رأسك ضفدع ام ماذا؟؟
ماثيو : تششه! اصمت انت لا علاقة لك كان بيننا ثأر
مارتن : غبي اقسم...
الم تفهم انه يبعدك عن طريقه فحسب كي لا تتورط؟
اتعلم؟ انا الومه هو ايضا غبي كبير..
مكانه لكنت انهيتُ حياتك منذ اول لحظة علمت بها انك خائن..لكن لا ادري بما يفكر اقسم
- ابتلع العقيد ماء جوفه وكلماته لوهلة اذ ادرك امرا ما-
ماثيو : اتعلم..
مارتن : هم؟
ماثيو : في نيويورك..
حين طلبتُ من ليو ان يبوح بأمنيته الاخيرة..
قال لي شيئا غريبا
مارتن : ما هو؟
ماثيو : اريدك ان تكون الشيطان!
- رفع مارتن ملامحه الجادة فالتقت اعينهما من جديد-
ماثيو : لقد..ظننته يهزأ بي انذاك..
مارتن : اذا..سيعهد بها لك..
- رمش ماث بصدمة و نفى بعدم استيعاب-
ماثيو : هاه؟ انا؟ ما دخلي انا
مارتن : اختارك لتكون الرابع ايها الاخرق
ماثيو : لما اختارني انا لا شأن لي..ليبقى هو فحسب
مارتن : لا لن يبقى طويلا
ماثيو : ماذا تعني؟
- ابتسم مارتن بخفة وسحب انفاسه ثم ادلى بنظرة اخيرة وكلمات ساخرة نسفت الوضع الجاد بينهما-
مارتن : سيذهب لميامي و يتزوج عشر فتيات او اكثر
ماثيو : وتفك..
من يفعل هذا بحقكك؟؟
مارتن : هاهاه انا سأفعله! انا..انتظر فحسب
- قال جملته بينما يلوح خارجا من الباب-
مارتن : انتبه له..سأعود لاحقا
ماثيو : انتظر!! مازال لدي اسئلة كثيرة
مارتن : في احلامك ايها الجاسوس
ماثيو : احح اخرق
- تنهد بقلة حيلة و استدار نحو الفراش الهامد من جديد
ليلقي بصره عليه يتأمل ملامح خليله الغائب عن الوعي
ثم اقترب تجاهه والتمس انفاسه الثقيلة
تأكد انه حيّ..فاستقام و جلس قربه على الفراش
يتمعن في التفكير..
ان كان الامر هكذا..
لما قد يأمرهم الاب ماركوس بتفجير الاحياء؟
اهو رأس العصابة؟
ام ليو؟
لما قد يختطفون الاطفال..
و يربونهم هنا في الميتم؟ احح مالذي اقوله
و لما..
لما اختارني انا الرابع؟
غير معقول..
لاشك بأنه كان تحت الضغط ولم يجد سواي امامه
احح مالذي علي فعله الان
- نقر جبهة الشيطان بسبابته ك توبيخ من نوعٍ لطيف-
ماثيو : كله بسببك..
انهض اخبرني ماذا افعل..
هل ابقى مع اخرق مثلك ام اعود..
- لم يحصل على رد سوى ايماءة خفيفة على وجهه
جعد ملامحه حين شعر بلمسته
فتنهد العقيد و استند محدقا بما حوله-
غرفته غريبة..
بها الكثير من..الدروج..
لما قد يحتاجها..اكل هذه ثياب؟
- همهم بتساؤل ونهض ليسحب احد الدروج الاولى
ليجد به كومة اوراق فأخذها وبدأ يبحث بها
كانت عبارة عن سجلات لأشخاص
قلّب بها مرارا الى ان وجد اسما يعرفه
فرمش باستغراب-
ماثيو : نتالي غلوكسبورغ...
مكان الولادة : المملكة المتحدة
تاريخ ...
يوم...
عُثر عليها عند المنطقة الحدودية..
- رمش بصدمة ثم اعاد التقليب بين الاوراق فوجد شخصا اخر يعرفه-
ميغيل
مكان الولادة : جزيرة كامبيتشي - البرازيل
تاريخ..
يوم..
في قارب مجهول على شاطئ الجزيرة
- عقد حاجبيه و تقفد المزيد من الاوراق..
المزيد منهم..يالهي جميعهم لُقطاء تقريبا
اعاد اول رزمة للدرج و التقط اخرى..ثم اخرى
الى ان عثر على رزمة كانت معنونة بالعام الحالي
مرر بصره نحو السرير يتأكد من ان لا احد يراه
ثم فتح المغلف على عجل و بدأ يتفحصها
الاماكن التي حدثت بها الانفجارات..
واحدا تلو الاخر..
طفل..تلو الاخر..
تبعثرت افكاره في مجرة الادراك و ارتعشت عسليتاه البراقة-
ماثيو : كل..حادث..كان..لأجل طفل!
احح..هذا...غير منطقي!
- مرر انامله فوق ملامحه اذ ان مفعول المسكن بدأ يتراجع و هاهي الغرفة بأكملها تعبث معه..انها تدور
اتكئ بجسده للخزانة خلفه و تصاعدت انفاسه
و هاقد بدأت ساقاه ترتعشان و بدأ جسده يهبط على الارض..اما عيناه فقد سرحت نحو الفراش
لم يكن في حالة تسمح له باستيعاب ما يراه
لكن... ربما اذناه تفعلان-
ليو : انت بخير؟
- رنت بحة صوته في اذن العقيد فاتسعت مقلتاه و حينها ادرك..
كان يبادله النظر...كان يراه و هو يقرأ..
ارتعش ماث و ارخى انامله عن الاوراق تاركا اياها على الارض-
ليو : ماثيو..اجبني..
- كرر الاخر تذمره حول السؤال ثم شد على الفراش بمحاولة للنهوض فارتفع انين المه-
ليو : ا.اهه..
- نفض ماث صدمته و اتكئ لينهض بسرعة نحوه-
ماثيو : ابقى مكانك..لا تتحرك
- دفع به للخلف مانعا اياه من الحراك مما جعل الاخر ينظره بقلة حيلة-
ليو : اتتصرف وكأنك الاقوى الان هاه؟
ماثيو : لا..انا فقط ارد لك افعالك ايها الممرض الماهر
- ضحك بين تنهيداهه و القى بجسده للخلف في محاولة للطاعة-
ليو : ستعاني معي..اعدك
ماثيو : اشش لا تشعر بالألم؟
ليو : تشه انا؟ لا طبعا
- فرغت ملامح العقيد كنوع من السخرية مما جعل الاخر يرمش و يرفع سبابته بتهديد-
ليو : لا تفكر في ذلك حتى..
- لم يكد يكمل عبارته الا وقد شعر بأنامل ماثيو تقرع جرحه فجعله ينتفض يئن ألماً-
ماثيو : اخرق!! لن تنهض لأي مكان
ليو : اهه..هذا ان استطعت اولا..
ماثيو : قلت انك لا تشعر بشيء هاه؟
ليو : احح..حاليا انا فقط لا اشعر بساقي
- اخفض بصره يتفقد جسده فابتلع ماث ماء جوفه ناظرا اياه برهبة-
ماثيو : لا تمزح..
- مرر العقيد انامله فوق جبيرة ساقه ثم رفع بصره يتفقده فوجده ساكنا لا يأتي برد فعل-
ماثيو : لم..تشعر؟
- نفى الاخر بإيماء خفيف و اخفض بصره الى جسده البالي ثم تنهد و القى برأسه للخلف يدعك ملامحه بكفه-
ليو : لابأس توقعت ذلك...وزن السيارة بأكمله كان فوقها
- تجمد العقيد و ارتعشت شفتاه..اما انامله فقد ارتخت ونبضه بدأ يتباطئ -
ليو : هيه.. لا تبتئس!
- عقد ماث حاحبيه محاولا نفي الفكرة من رأسه
ثم نظره بحدة و شد انامله فوق الجبيرة-
ماثيو : لا تتحدث بأشياء تافهة ايها المزعج
- ارخى ليو ملامحه بشيء من الدهشة بينما غضب العقيد يتصاعد-
ماثيو : لا تحاول التصرف وكأنك بخير!
- اعاد تلمس ساقه مرارا و تكرارا لكن عبثاً لم يأتِه بأي رد فعل ابدا-
ماثيو : احح اللعنة..
- كان الاخر يتغشاه نعاس المخدر فلم يكن مكترثا للامر حتى-
ليو : امم..لا بأس..انها مجرد ساق
ماثيو : احح ايها الاخرق..لن تمشي مجددا..
- دحرج مقلتيه الغائرتين نحو مصدر الصوت وهمهم بعدم مبالاة-
ليو : اهدأ...لا مشكلة..
- لم تزل قسمات وجه العقيد مُستاءة غير راضية ان تعود لمجراها الاعتيادي مما دفع الاخر لمحاولة مواساته
رغم انه احوج لذلك-
ليو : لننظر للجانب المشرق..انت مازلت تمشي
ماثيو : احح ليس..عدلا
- لاحت ابتسامة طفيفة على ثغر ليو و عاد ليحتضن الغطاء استعدادا لغفوة اخرى-
ليو : ستحملني انت..اعرفك..اثق بك
- رمش العقيد بدهشة و تأمله بصمت لبضع دقائق
لم يعد لديه ما يقوله-
ليو : ياه..اتعلم؟ كنت امزح بخصوص جائزتي..النوم والطعام..
- دعك ملامحه و حدق نحو ماثيو بضحكة ساخرة-
ليو : وكأني كنت اعلم ان...النوم كان جائزة جيدة لحالتي
- اومئ ماثيو بتفهم و تنهد ثم نهض ليربت على خصلاته-
ماثيو : خذ وقتك بالراحة
- ارتسم طيف ابتسامة على وجه الاخر و تمتم بنبرته الناعسة-
ليو : حاضر..امي!
- رفع ماث حاجبه و اخذ نفسا عميقاً-
ماثيو : اتستفزنييي ايها الوغد!!
- اطلق الآخر ضحكة عالية و بدأ موشح الجدال المعتاد ما بينهما من جديد-

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن