ماثيو : لن اقع في فخك مرتين
- تجمدت قسمات وجه الشيطان لوهلة و مرر انامله فوق حنجرته متلمسا عنقه بينما الاخر ينظره باحتداد-
ماثيو : لن ترمي بي مرة اخرى..حتى ولو وثقت بك
- تنهد المستمع ثم اومئ موافقا و ابتسم-
ليو : معك حق..لندع الامور بيننا رسمية!
انا لن اثق بك وانت ايضا لا تثق بي جدا..اتفقنا؟
ماثيو : حسنا! افضل
- اوشك الشيطان على الرد لولا ان صوت مارتن صدح فقاطع نقاشهما-
مارتن : ليو!! تعال..لقد عاد دانيال
- اتسع أعيُن ليو ونظر نحو مصدر الصوت-
ليو : تمزح! انا قادم
- استدار ليركض نحو الغرفة فرمش ماث باستغراب و ركض خلفه ليتبعه-
ماثيو : اين تذهب؟
- لم يرد عليه بل و تابع ليدخل الغرفة التي تجمع فيها الرجال و بعض نساءهم واصواتهم مستبشرة بالترحيب والتهليل -
فايا : واخيرا عُدتَ الي
- تنفست الصعداء بينما تشد احتضان الفتى-
الاب : اهلا بك صغيري..لقد اقلقتنا عليك
دانيال : اه لا داعي ابي لقد كنت بأمان
- مرر الصبي انظاره بين الجموع وتساءل-
دانيال : ولكن..اين..
ليو : دان!!
- اتسعت اعين الصبيّ الذي كان بين الأيدي يُؤخذ يَمنة ويَسرة و اندفع بجسده تجاه ذي الظل الداكن فارع الطول ليرتمي بين اذرعه بعناق حار-
ليو : احح الهي..واخيرا
- بعيدا عن حرارة الترحيب كان العقيد المندهش عند الباب متجمد الملامح يتساءل-
من هذا الصبي..لما..
لما كل هذا الترحيب؟
لما لمعت اعين ليو اكثر مما ينبغي لهفة له؟
- طال الحضن بينهما فأثار العاطفة في الاجواء و بعض الدموع..
مما جعل الاسئلة تُلح برأس العقيد اكثر-
بحق السماء من هذا الولد!!
دانيال : اشتقت لك جدا..ابي!
ليو : احح..اشتقتك اكثر امير والدك
- انتفضت اجفان ماثيو بصدمة و تخشبت اطرافه
فتلعثم وهربت منه كلمات مبعثرة-
ماثيو : اء .اب..ابن.ابنك!!
- تنبه الشيطان و صغيره بانظارهما نحو الرجل مرتعد الملامح-
دانيال : من هذا ابي؟ اهو جديد هنا؟
- عقد ليو حاجبيه وتنهد ثم ربت على اكتاف صغيره بهدوء وهمس-
ليو : سأخبرك لاحقا عزيزي..تعال لتحكي لي عن رحلتك هيا
- امسك بيد الفتى و مضى بين المتجمعين ليدخل بينهم ثم يتوارى مع طفله داخل غرفة معتمة اخرى
لقد تجاهل العقيد الذي بقي خارجا ولم يلتفت اليه..
مما جعله يتراجع خارجا -
مارتن : تعال..لنذهب لغرفتنا
- سمع نداء مارتن الذي انهى ترحيبه و مضى امامه فحرك ساقيه ببطئ و توجه خلفه ليرتمي بقلبه المثقل على الفراش حال دخوله غرفته
وسكن هناك يتساءل وسط نفحات الدوار التي تنهش وعيه-
ماثيو : الشيطان...لديه..ابن!
- تمتم بثقل وارخى جفنيه ليغط بنومٍ عميق-
بعد عدة ساعات استيقظ العقيد و الصداع لايزال ملازما اياه
دعك ملامحه و تنهد ثم نهض ليراقب النافذة بناظريه
وتذكر آخر ما رآه..الشيء الذي جعل افكاره تتوقف!
كيف ذلك..
ليو...لديه ابن؟
و الاسوأ..انه سحب ابنه بعيدا عنه و لم يعرفه اياه حتى
لا شك بأن ذلك الجدال الذي حدث بينهما..جعل ليو يفقد رغبته في اي شيء يبقيهما معا
ماثيو : علي..ان اعرف اكثر!
- عزم على نبش الحقائق بدواخله و قرر انه يجب ان يفهم كل شيء حتى وان كلفه ذلك كره الشيطان له
خرج من غرفته متتبعا الاصوات باحثا عنهما
كانت الحديقة فارغة
ولا اثر لأي حركة
تلفت حوله و تنقل بين نوافذ الغرفة
فعثر عليهم بالفعل
ليو و الأب و نتالي و فايا..و مارتن يقف متكتفا يسند الجدار وهناك رجلان جديدان
احدهما متقدم في السن قليلا يغزو هيئته الطابع الرسمي القديم و يميز وجهه نظارة طبية دقيقة
يبدو وكأنه احد رواد العلم او اساتذة الفن او لديه دكتوراه او شيء من هذا القبيل..والاخر
يبدو كحارس شخصي بعضلات مفتولة وطولٍ مهيب
كان ذو النظارة جالسا قِبالة ليو يخبره ببعض الامور
و نظيره يبدو مركزا فيما يقوله
بدا الوضع جادا و قسمات الغضب بدت على وجهه
احح الى متى سأبقى هكذا..اتلصص الاخبار من وراء الجُدر؟؟
- تأفف العقيد وحاول الاقتراب اكثر علّه يلتقط الصبي الصغير بنظراته..بحث و بحث
لكن لم يعثر عليه..
اين هو ذاك الطفل؟
- انغمس ببحثه دون ان يعي انه وضع قدمه بموضع غير ثابت فتعثر و كاد يسقط
لكن يدا صغيرة ما التقطت قميصه فجذبته للخلف
فالتفت خلفه
فرأه! ..انه ذلك الصبي الصغير
اعتدل بوقفته و كف الصبي يده عنه-
دانيال : انت بخير؟
ماثيو : اجل عزيزي..اشكرك
- تبادلا النظرات بهدوء للحظات ثم تقدم ماثيو ليروي عطش فضوله-
ماثيو : ماهو اسمك يا فتى؟
دانيال : اسمي..د.دان!
ماثيو : اسمك الاخر؟
دانيال : اتقصد..عائلتي؟
ماثيو : اجل؟
دانيال : دانيال مارتنيز!
- ابتلع العقيد ريقه و حاول الا يظهر اي علامات تدل على تأثره ثم اخفض ملامحه وابتسم-
ماثيو : اذا انت ابن ليو؟
دانيال : ا.ءمم..اجل
ماثيو : سررتُ بلقاءك عزيزي
- نظره الصبي و زم شفتيه لثوان وكأنه مستغرب او غير مرتاح له-
ماثيو : اوه..حسنا..يجب ان اعرف عن نفسي صحيح؟
ادعى ماثيو..وانا عقيد في قوات الامن
- بقي دان ساكنا بنظراته الهادئة التي بدت مخيفة لماث
اذ انه لم يلتقي بطفل بهذه الهالة الهادئة من قبل
لم يشعر وكأنه يخاطب طفلا حتى-
دانيال : و من اين تعرف والدي؟
ماثيو : اء..انا..صديقه..صديقه المقرب
دانيال : امم..الى اي حد؟
- فرق ماثيو شفتيه باستغراب و سكن بعسليتيه ضد الأعين الخضراء الصغيرة تلك-
ماثيو : اه..ربما كثيرا؟
دانيال : امم..حسنا
- ابتسم الصبي فجأة و استعاد ملامح البراءة بشكل دب الذعر في نفس العقيد الشاب-
دانيال : سررتُ بمعرفتك عم ماثيو
- بقي ماث متجمدا لدقائق يتأمل ذاك الصبي وقد ادرك امرا...انه حقا...مثله!
لديه اسلوبه في الحديث و نظراته و..انفصامه
نسخة مصغرة من ليو..
ايعقل ان..هذا الذي يقف امامي الان
عدوي المستقبلي؟
دانيال : اتعرف ان هذه الازهار تستخدم لعلاج الامراض التنفسية؟
- رمش ماث و استعاد وعيه ليتنبه لما قاله الفتى-
ماثيو : احقا؟
دانيال : اجل لها خصائص طبية فريدة
انظر خاصة هذا الجزء الاصفر منها
- قرب احدى ازهار الحديقة وبدأ يسترسل بالشرح عنها
وماث يستمع و يراقبه بفضول
لا يبدو طفلا عاديا حقا
انه ذو معرفة واسعة-
ماثيو : هذه معلومة جديدة..من علمك اياها ؟
دانيال : معلمي السيد روبرت!!
انظر هاهو ذا
- صعد بقصر قامته على النافذة واشار للرجل ذي النظارة الطبية ذاك-
ماثيو : اوه هذا استاذك؟
دانيال : اجل السيد روبرت انه عالم في الاحياء
لديه دكتوراه في الطب الداخلي
ماثيو : ووه..وهو يعلمك ذلك؟
- اومئ الصبي و قفز على الارض مجددا -
دانيال : سيعلمني كل شيء يعلمه كي اصبح مثله في المستقبل!
- ابتسم العقيد و قد شعر بشيء من السعادة
لم يفهم لما
لكنه ادرك وكأن هناك بارقة امل..
ان هذا الفتى سيصبح طبيبا ولن يكون كوالده تاجر مخدرات اللعين ذاك
نظر نحو ليو وعقد حاجبيه قليلا -
ماثيو : جيد انك تشغل عقلك احيانا
- تمتم بما بدى مبهما لدى الطفل فتساءل علّه يفهم-
دانيال : هاه؟
ماثيو : لا لاشيء..فقط هذا رائع دان
- استدار اليه و انحنى بجلسة القرفصاء ليربت على كتفي الطفل و يتأمله ببسمة-
ماثيو : هدفك في الحياة نبيل! حافظ عليه
- سكن الصبي ذو الاعين البراقة يستمع للعقيد بتركيز-
ماثيو : اتمنى ان تصبح بطلا و محبوبا من الجميع
فهذا اهم شيء في الحياة! مساعدة الناس
- امال دان برأسه الصغير متسائلا-
دانيال : ماهو هدفك في الحياة عم ماثيو؟
- رمش العقيد و شرد بافكاره لوهلة
لحظة هدفي هو...اء..
استدار لينظر نحو والد الصبي وابتلع ريقه
لان الجواب الذي انبثق بذهنه
هدفي هو القاء القبض على والدك..
- هز رأسه ينفض عنه تلك الافكار الغبية و استعاد موضع بصره ضد اعين الطفل..ليس من المعقول ان يخبره بهذا-
ماثيو : هدفي ان اكون رجلا صالحا واساعد الناس فقط
- ابتسم الصبي و اومئ-
دانيال : لدينا هدف جيد معا
- طارت اطياف افكار خبيثة حول رأس العقيد
ان استطاع ان يكسب وِد ذاك الصبي..
فسوف يمسك والده من نقطة ضعفه!
ماثيو : امم ما رأيك ان نصبح شركاء؟
دانيال : هاه كيف ذلك؟
ماثيو : بما اننا نتشارك الاهداف..
ما رأيك ان تصبح شريكي و ان نكون اصدقاء مقربين نتعاون على ذلك؟
دانيال : اتقصد..تريد ان تصبح صديقا لي ايضا كما انت مقرب من والدي؟؟
ماثيو : اجلل اجل عزيزي..وسنقوم باعمالنا معا و نخبر بعضنا بكل شيء..
ما رأيك؟
- ابتسم الصبي و لمعت عيناه و بدى الحماس يشع منهما-
دانيال : اجل..بالطبع في احلامك!
- تخشب ماثيو ورمش بجفنه السفلي-
ماثيو : هاه..
- تراجع الصبي بخطوتين للخلف محررا جسده من بين اذرع العقيد ثم رمقه بنظرة مخيفة فجاة-
دانيال : لن تخدعني بهذا الكلام!
- جف الدم في عروق ماثيو ورمش عدة مرات-
ماثيو : ماذا تعني..
دانيال : ان سمح لي والدي بالتقرب منك فسافعل
ماثيو : اوه..بالطبع هو سيسمح..اسأله هيا
- ظل الصبي يرمقه بشك لثوان الى ان خرج صاحب العلاقة بالفعل و كان يبحث عن ابنه-
ليو : دان! اين..اء
- رفع حاجبه حين راه مع ماثيو الذي اعتدل واقفا من فوره-
ليو : ماذا تفعل؟
دانيال : كنت اتعرف على العم ماثيو
- تبادل الشيطان والعقيد النظرات ثم ادلى بنظرة تجاه ابنه الصغير المتمسك بقميصه-
ليو : و كيف وجدت العم ماث؟
دانيال : انه جيد..ولكن
- رفع الصبي بصره نحو والده باشارة اليه ان يقترب فرمش ليو وانحنى ليهمس دان بإذنه ببعض الكلمات بينما ينظران نحو العقيد الذي يرمش باستغراب-
ليو : فعلا؟..اوه
- كبح الاب الشاب ضحكته و اعتدل بوقفته ليربت على خصل ابنه و يومئ-
ليو : لا بأس..ادخل عند والدتك
- حرر الصبي قميص والده وركض على عجل نحو امه في الداخل-
ليو : اين كنت؟
- ارتسمت بسمة خفيفة على ثغر الشيطان حين نظر الى خليله الذي ليس يدري..احقا هو خليله ام عدوه-
ماثيو : كنت نائما
ليو : من ينام في وسط النهار يا هذا..تشه ابحقك؟
ماثيو : ماذا قال لك عني؟
- اتسعت بسمة الشيطان و دحرج مقلتيه نحو النافذة يتأمل صبيه الصغير ذاك -
ليو : قال...انك..
ماثيو : هاه؟
- اتسعت اعين ماث و ركز بما سيقوله نظيره تاليا فصدمه بنظرة مضحكة و تعابير ساخرة-
ليو : انك مغفل كبير و اخرق و تحب ازعاج والده!!
ماثيو : وتفك؟ احقا قال هذا؟؟
ليو : لا طبعا..انا قلت
- قلب ماث عينيه وتكتف معطيا ظهره للمتحدث-
ماثيو : انت لا يهمني ما تقوله!
ليو : اها..اذا تريدني اصمت ولا احدثك؟
ماثيو : افعل ما تشاء تشه
ليو : اتفقنا..سأنزل عند رغبتك..ولن اتحدث اليك مجددا
- استدار ليحرك خطاه مبتعدا-
ليو : ابقى مع مارتن المزعج طوال الوقت ودعه يصبح مقربك
- رمش العقيد عدة مرات حينما تذكر مارتن..اعع انه بالفعل لا يطاق! -
ماثيو : لحظة لحظةة انتظر
- ركض خلفه وسط قهقات خفيفة صدرت من الشيطان الذي كان متأكدا انه سيفعل-
ليو : ماذا تريد؟
ماثيو : لا تدعني مع مارتن بحقك..تعلم اني لا اطيقه
ليو : اذا كن اكثر ادباً معي
ماثيو : اشش..انت حساس وعاطفي كالنساء
- صفع مؤخرة رأسه و استمر النقاش الى ان تواريا عن الانظار خارج اسوار الحديقة-
أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
БоевикD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...