قاربت الشمسُ على الغروب فانعكس شُعاعها على القبة راسماً اشكالا ساحرة في ارجاء الحديقة
اتكئ اللواء الى سياج الشُرفة المُطلة على المنظر البديع ذاك و قربه مارتن يُدخن
مارتن : ستعود الليلة هم؟
ماثيو : اجل يجب ان اعود بأقصى سرعة
مارتن : احضره الى هُنا..اريد شكره لأنقاذي
ماثيو : سأحاول
- همهم مارتن ليعُم بينهما هدوء دام لدقائق ثم كسره اللواء حالما تذكر امراً-
ماثيو : تذكرت...لقد اخبرني بشيء يخصك
- اخفض مارتن بصره بتساؤل فنظره الاخر بشيء من الانزعاج-
ماثيو : اتذكر حين طلبتَ زوجته ك هدية؟
مارتن : كانت مزحة ياه..
ماثيو : اخبرني ليو انها لك!
- اتسعت حدقتا مارتن و رمش باستغراب-
مارتن : اتمزح؟ هو قال ذلك؟
ماثيو : اجل اتصدق؟ اقسم كنت اريد ضربه..لكن حالته لم تكن تسمح بذلك
مارتن : لا..اصدق..
ماثيو : غباء!...لا ادري كيف يفكر..هل هناك احد في العالم يُهدي عشيقته لصديقه؟ تشه هذا هُراء
- لم يعلم مارتن مالذي عليه قوله فاكتفى بالصمت بينما الافكار تزدهر في عقله-
ماثيو : انا سأنزل لتفقد الاطفال قليلا قبل ذهابي
مارتن : ديه لا بأس
ماثيو : انتبه للمكان ايها الاخرق..سأحاسبك بنفسي ان قصرت
مارتن : وانت كذلك..سأعاقبك ان اخطأت
ماثيو : لستُ اهوجا يلقي بنفسه الى التهلُكة ويتسبب في القبض على صديقه
- شد مارتن قبضته بغيظ و تنهد بقوة-
مارتن : تشه اخرق!
- نزل اللواء على السلالم حتى الطابق الأرضي حيث المدرسة..مر على الصفوف الفارغة واحدا تلو التالي يتأمل المكان قبل ذهابه..
الى ان جذب اذنيه صوت عذب يصدح من احد الفصول
اقترب قليلا ليُدرك الأمر
انها الفتاةالشقراء!
تغني بصوت عذب اذاب فؤاده دونما رحمة
"Fly me to the moon..and let me play among the star..let me see what sprining is like on jupter and mars.."
سكنت قدماه عند الباب و شعر بفؤاده يخفق كما لم يفعل من قبل..
انه متأكد مما يشعر به الان اكثر من اي وقت مضى
تقدم بثقة عبر الباب اليها
فرفعت بصرها عن الاوراق فتتسع حدقتاها و تنتفض واقفة لحظة لمحتهُ-
نتالي : ماثيو!..لقد عُدت!
- ركضت لترمي بجسدها عليه فالتقط خصرها بعناق حار دام طويلاً-
نتالي : اشتقتُ اليك..اشتقتك جدا
ماثيو : وانا ايضا نتالي..اشتقت اليك..كثيرا
- تراجعت للخلف خطوتين لتحيط وجهه بكفيها متفحصة ملامحه بقلق-
نتالي : انت بخير؟ كيف حالك هاه؟
هل تأكل جيدا؟ هل تعتني بنفسك؟
- لامس اناملها و تأمل ملامحها بشرود ثم اندفع فجأة ليُبادرها بقبلة اضرمت النار في فؤادها
فتثنت بين ذراعيه كغُصن البان و جذبته لدفئ احضانها كإشارة خضراء لما سيكون تالياً
مرت ساعات الليل سريعا لتشرق شمس الصباح
و اذا باللواء يودع عشيقته الشقراء عند الباب بتوصيات الحُب و الاحضان
انتهت العطلة و عاد ثيو للعمل الجاد
كان اول شيء فعله هو التحري عن مكان الاحتجاز الجديد ثم حاول ترتيب الامور حتى يستطيع الدخول هناك و المشاركة في التحقيق
بالطبع لم تكن اجراءات الوصول سهلة البتة
كان الجنرال يتكتم على كل ما يخص قضية ليو بشكل مبالغ فيه
لكنه لن يستسلم
بحث عنه في فرع الامن الجنائي
اسمه لم يزل في قوائم المعتقلين لكن لا اثر له
قلَب المبنى رأسا على عقب و اثار جلبة كبيرة
ماثيو : كيف لا تعلمون؟ كيف يمكن لمجرم خطير مثله ان يهرب دون ان يعلم احد بشأنه؟
الحارس : لم يهرب احد اقسم لك سيدي اللواء
انا اراقب الكاميرات اربعاً وعشرين ساعة..لم تتحرك نملة من مكانها
ماثيو : كيف لا اثر له اذا؟
اريد ان تعثرو على ليو مارتنيز حالا او سوف اسلخ جلودكم في فرع الأمن العسكري بيداي هاتين!
- ثار الذعر في اركان المكان و لم يعد احد يعلم ماهو سبيل الخلاص...
بالفعل لا احد يعلم كيف خرج ليو...او من الذي اخرجه
ضج الفرع بالخبر و موظفون يتراكضون هنا وهناك
الى ان اصطدم الخبر بالملازم دونالد
الذي كان تواجده امرا غريبا في ذلك المبنى في تلك الساعة!
فهو لم يكن يتبع لإدارة هذا البلد حتى وانما هو ملازم في الولايات المتحدة..فنهض من فوره متوجها الى حيث يقبع اللواء الغاضب
دونالد : سمعتُ انك غاضب حضرة اللواء مالخطب
ماثيو : اوه دونالد!
- نهض ماثيو ليصافحه و ينظره باستغراب-
ماثيو : ماذا تفعل هنا بهذا الوقت؟ انت بمُهمة؟
- التفت الملازم خلفه ونظر حوله ثم اعاد بصره نحو ماثيو وكأنه يود اخباره بشيء على انفراد-
دونالد : اجل سيدي..انا هنا بمهمة خاصة
ماثيو : تعال حضرة الملازم تعال
- انعزل الاثنان في غرفة خاصة فتغيرت تعابير وجه الملازم ثم تنهد و اردف بهمس-
دونالد : حضرة اللواء..انت تبحث عن مارتنيز؟
- رفع ماثيو حاجبه باستغراب و اردف بحذر-
ماثيو : اجل انا ابحث عنه..
دونالد : انا اعلم اين هو..
ماثيو : كيف تعلم؟
دونالد : احح اسمع..انا..
ماثيو : تحدث دونالد مالأمر
- اخفض الملازم ملامحه قليلا بتفكير ثم استعاد مجرى نظره نحو اللواء-
دونالد : حضرة الشيطان الرابع!..انا رهن اشارتك
- صُعق ماثيو تماما بل واتسعت حدقتاه لشدة الدهشة و تراجع للخلف خطوتين ليلامس مسدس خصره-
ماثيو : من انت؟
- رفع الملازم يديه فوق رأسه كِناية عن الاستسلام-
دونالد : اهدأ حضرة اللواء..سأشرح كل شيء
ماثيو : يُفضل ان تسرع دونالد..صبري محدود
- تنهد الملازم وابتلع ريقه..لم يكن من السهل عليه التحدث بما يلي-
دونالد : الم تتساءل يوما كيف تصل الانباء لعصابة الشيطان؟ عن اماكن الاطفال و الامور الخاصة بالفرع؟
كيف ليو يسبقك بخطوة دوما؟
- تجمدت ملامح ماثيو و لم ينبس بحرف بل اكتفى بالانصات بحذر-
دونالد : انا...احد الضحايا حضرة اللواء..انا..
ايضا تربيتُ في ذالك الميتم و درستُ في الولايات المتحدة ثم ها انا ذا امامك...كنت احد رجال الشيطان الثالث... لكنه اودعني هنا..لأجل مهمتي السامية
ماثيو : احح اللعنة..دونالد..لما..لما لم تخبرني؟
دونالد : لم يكن يمكنني ذلك حضرة اللواء اعذرني
عملي يتطلب السرية التامة!
لكن الآن..علمتُ انك الشيطان الرابع و
تأكدت ان حالة الطوارئ قد تم اعلانها مذ رأيتُ الشيطان الثالث في المُعتقل
ماثيو : احح صحيح..الوضع سيء للغاية
دونالد : لقد حاولتُ مساعدته لكن لم افلح انا تحت المراقبة من قِبل قادتي
ماثيو : بئسا... لما؟
دونالد : لا ادري لو تذكر في الميتم نيويورك... كان بإمكاني انقاذك ببساطة و اطلاق النار على ليو حين اخذك رهينة..لكني..منعتهم من التحرك..
- افترقت شفتا ثيو و اومئ حين ادرك الامر-
ماثيو : صحيح...كان بإمكانك مباغته لانه فرد واحد
دونالد : الامر جعل قادتي يشكون بأمري و ها انا مُراقب بكل زاوية
ماثيو : اللعنة عليهم جميعا..جميعهم خلية فاسقة واحدة..اقسم سأقبض عليهم جميعا ولو كلفني ذلك اغلى ما أملك!
- ابتسم الملازم و تنهد برضى ثم اكمل ليُهدئ روع اللواء-
دونالد : اثق انك لها حضرة اللواء..اذهب و انقذ الشيطان الثالث من فضلك..لطالما سمعت اسمه في مجالس الحقد خاصتهم..اثق سيذيقونه اشد العذاب
ماثيو : احح فقط اين اختفى الان..كيف هرب
دونالد : لاصارحك وهو تتبعتُ موقعه هو لم يهرب للاسف
ماثيو : اين هو اذا؟
دونالد : اتى رجال الجنرال ساندوفال و اخذوه بالسر بعد ان عبثو بتسجيلات كاميرا المراقبة
ماثيو : سحقا!!
دونالد : استطعتُ تتبع شارة هاتف الجنرال و انه الان في منزله الصيفي عند قمة الجبل..
ارجح ان ليو هُناك معه الآن
ماثيو : سُحقا...سُحقا..دونالد..علينا ايقافه
هو لا يعلم مالذي يفعله
دونالد : جاهز سيدي اللواء! اي شيء لأجل الشيطان
-ابتسم ماثيو و اردف بينما يربت على كتف الملازم-
ماثيو : انت افضل من عملت معه بحق دونالد
دونالد : شرف لي حضرة الشيطان الرابع
- ركب الاثنان في سيارة ماثيو ليتتبعا الاحداثيات على الخريطة..
بدأت الغابات الكثيفة تغطي جانبي الطريق
ماثيو : سُحقا...المكان خارج البلدة حتى..
بما يفكر ساندوفال ذاك
دونالد : ارجح انه..لا يفكر بشكل جيد
- امسك ماث المسدس بأسنانه و حشر الرصاصات به على عجل بينما يحاول التركيز في الظلام الدامس
بدأت نفحات افكاره السوداء تغزو عقله و توتره يزداد
ماذا سيفعل به..
مالذي بإمكانه فعله
تراودت لذهنه طُرق التعذيب التي تعلمها في صفوف الجامعة..
و تلك الأدوات المخصصة لهذه الامور
ربما قطع اصابعه؟ او اقتلع اظافره..
او ربما استخدم الكهرباء..
او..احح ماذا لو استخدم معه حُقن الهذيان السامة..
احح اللعنة توقف!
صفع جبهته محاولا ايقاف عقله عن التفكير و ركز بالطريق اكثر حتى تراءى له المنزل وسط الاشجار
اوقف السيارة و نزل سريعا
كانت الانوار مُضاءة و سيارات BM عند الباب
اجل هذه سيارة الجنرال انهم هُنا
اقترب نحو الباب رغبة بقرعه لكن دونالد اشار عليه ان يصبر ثم تقدم الاخر ليفتح القفل ببضع حركات بسيطة ويدفع الباب بهدوء
دخل ماث على عجل و تفحص المكان الفارغ بأبصاره
دونالد : لا احد هُنا..اين هُم..
سحب دونالد المسدس من حزام خصره و صعد على الدرج بهدوء خلف ثيو ليخطو بحذر نحو احدى الغرف
سمع نقاشا يدور مابين عدة رجال
دنا بحذر ليُبصر من فتحة القفل فوجد عدداً من الرجال التابعين لكتيبة ساندوفال
متحلقين على طاولة يحتسون الشراب
اخذ ابصاره يمينا ويسارا..
اين هو؟
لم يعثر على ليو بينهم..
تراجع للخلف خطوتين ثم تابع تنقله بين الغُرف..
ليلاحظ امرا ما بعد عدة خطوات
ماثيو : ما هذا على الارض..
دونالد : لا ادري ربما..
- حرك قدمه في السائل الداكن وانخفض ثيو ليلامسه بأنامله واستنشق رائحته فاتسعت حدقتاه حين ادرك ماهيتهُ-
ماثيو : دماء!!
- ارتعش صدره و انتفض ببصره متتبعا اثار الدماء التي تتناهى الى احدى الغرف..
ركض هُناك على عجل وامسك بالمقبض..
دونالد : انتظر ماذا لو كان يوجد احد معه؟
ماثيو : احح سأدخل مهما حدث لا يُهم
رفع مسدسه و اقترب اكثر
ابتلع رعشته وفتح الباب بهدوء..

أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
ActionD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...