48."Adiós, tercero diablo"

33 3 0
                                    

بضع دقائق من السكون خيمت على ارض الاشتباك
لم يكد اللواء يصدق عيناه
اما مارتن فقد تجمد ببصره نحو المُتحدث الذي يضحك من حالهما
ليو : ما بِكُما؟ انهضا لا وقت للنوم على الارض حاليا
مارتن : هذه اكثر مرة اكون سعيدا برؤيتك...
حضرة الزعيم!
- شد الشيطان معصم اللواء فنهض بينما الاخر رمق مارتن بامتعاض-
ليو : عُدنا للقلب المستفز؟
مارتن : احح ايها الحقير... منذ تخليتَ عن لقب الزعيم اصبح كل شيء اسوأ
ليو : ههه انه دورك عزيزي..اشعر ببعض المسؤولية قليلا
- ارخى كفه عن كف ماثيو ثم ربت على كتفه ببسمة و مضى بخطاه المتزنة مبتعدا نحو الصبي سام
ليتفقده ببصره بينما يشعل سيجارة بين شفتيه-
ليو : انت بخير عزيزي؟
- أومئ الصبي المتصنم بمعالم الدهشة التي تعلو وجهه
تبسم الشيطان واستدار ببصره نحو اللواء ليتفحصه بأنظاره هو الآخر ثم زفر الدخان واردف بنبرة تلاعب-
ليو : اصبحتَ اكثر وسامة بمنصبك الجديد يا امي!
ماثيو : اعع...انت احمق لاتتغير..
- ضحك المعنيُّ بالكلام و اشار بمقلتيه نحو زقاق ضيق-
ليو : اتبعاني هيا..نفذ الوقت لدينا
- شق طريقه ركضا عبر الزقاق ليتبعه كُلّاً من مارتن و ماثيو مع الصبي-
مارتن : اهذا وقت التدخين سيد ليو؟ اراك بمزاج جيد
ليو : ولما لا اكون كذلك؟
مارتن : اعني ربما نحن في ورطة الان؟؟ و يجب ان تكون متوترا؟
ليو : مضحك...مالذي لدي لأتوتر لأجله؟
مارتن : احح اخرق..
ليو : ماثيو...مالخطب هذه المرة؟ لما احضرت رجالك؟
ماثيو : لستُ انا بحق! هذه المرة لست انا
انه..الجنرال ساندوفال هو من احضرهم
اتسعت بسمة الشيطان ليتطاير الدخان من بين شفتيه ثم استدار بمقلتيه نحو اللواء فجأة و اردف بشيء من الحماس-
ليو : اتمزح!..انه هنا؟
ماثيو : اجل انه عند المرفأ مع الرجال
- توقف عن الركض فجأة ليرمش مارتن باستغراب و كذاك ثيو-
ليو : ديفيد ساندوفال هنا؟
ماثيو : اء..اجل؟
ليو : اومو...
- عقد اللواء حاجبيه باستغراب وتبادل الانظار مع مارتن بعدم فهم بينما ابتسامة شيطانية ارتسمت على ثغر ثالثهما و دهس السيجارة بقدمه ببطئ -
ماثيو : مالحكاية؟
ليو : لا لاشيء...ماث..دع الفتى معنا واذهب اليهم
لا داعي لان يشك بأمرك الان هيا
ماثيو : ليس بعد..انتظر هناك ما اود سؤالك عنه
ليو : لاحقا!..ليس الان
ماثيو : بئسا..كيف
- لم يكد يكمل سؤاله ليقاطعه اصوات صراخ رجال الامن خلفه-
توقفو! حالا!!
- استدار ليو بحدة بصره نحوهم ليستل مسدسه و يردف بتهديد-
ليو : ابتعدا عن طريقي
- شهق مارتن ودفع بثيو جانبا لتخترق رصاصاته خط الافق فتُردي الرجال خلفهم ارضا مابين جريح و مرعوب-
ليو : لن اطلب مجددا! ماثيو
ماثيو : اححح بئسا..سأذهب!
- انعطف اللواء ليركض في زقاق آخر بمفرده بينما يتبعهم بأنظاره و هُم يركضون تجاه الاحياء رفقة الصبي
استطاع الوصول لتجمع الجنرال وعاد لينتصب بقوامه قربه فنظره وتساءل-
الجنرال : اين كُنت؟
ماثيو : كان هناك طفل ضال..لقد ابعدته عن المكان
- همهم الجنرال وضيق بصره بشك ثم كاد ان يردف لولا صرخة احد الرجال-
سيدي!!! انهم هُناك!
- تنبه الجنرال والشرر يتطاير منه لتلتقط عيناه مارتن و الطفل يركضان وحدهما فلم يوفر فرصة لاذاقتهم اشد انواع البؤس -
الجنرال : اطلقو نحوهم! اقتلوهم
- بدأت رشقات الرصاص تتجه نحوهما فظهر ميغيل من العدم ليتلقى ما تلقاه بجسده ويلفظ دماءه بغزارة
التفت مارتن بأعين متسعة و اطلق صرخة دوت احياء سان دييغو
مارتن : ميغيييل!!
تهاوى جسد الشاب امام انظار الجميع ليستقر على الارض بين شهقاته
فتعالت اصوات نحيب ذئاب الشيطان و ازداد اندفاعهم
مارتن : ميغيلل!..احضرو ميغيل بأي ثمن!
- زمجر بغضب فتسبب باحتداد الموقف اكثر بين الطرفين المُتنازعين على الجريح اوسط الساحة
بين هذا وذاك نشب الذئب الأسود لينتشل الجسد المصاب و ينسل به سريعا بين الاحياء-
الجنرال : لا تدعوهم يفلتون!! امسكو بهم!!
ليو : ميغيل..اتسمعني؟ ميغيل
- ربت على خده فافترقت اجفانه بثقل و نظر نحو المتحدث-
ميغيل : ليو...اهه..
ليو : تماسك قليلا اتفقنا؟ سأخرجك من هنا
ميغيل : اهه..ليو..اسمع انا..
-تبعه مارتن والباقون بين اصوات الرصاص المتصاعدة خلال دقائق ليتجمعو حوله-
مارتن : احح اللعنة ميغيل..تماسك!
رودولف : دعونا نأخذه الى المشفى..ستعالجه فايا
ليو : احح..ليس هذه المرة رودي..ليس هذه المرة
لقد فارق الحياة بالفعل
- مرر انامله ليغلق عينا ميغيل ثم حمله بهدوء و تنهد-
مارتن : سحقا...سحقا لهم
تعالت صرخاته واشاح بوجهه شادا على اسنانه بغيظ و بدا ان الحقد يقطر من عينيه-
ليو : اهدأ...دعنا نُعد ميغيل للوطن هيا
- اقرب رودلوف ليحمل الجثة على ظهره وسط نظرات الوجوه الآسفة-
ليو : ستصل السيارة خلال دقائق..رودولف..خذ سام و ميغيل و اركب مع..
- سكن الرجال يستمعون للتعليمات بتركيز تام
الا مارتن..لم يكن كذلك
كان غارقا في غيظه ينظر حوله مترصداً
لم يستمع لما قاله ليو
انتفض ليسحب السلاح الرشاش عن كتف احد الرجال و انطلق كالرياح بعيدا يجري عائدا لرجال الامن
ليو : اللعنة!! مارتن!!
- صرخ الاخر باحتداد و انطلق خلفه محاولا ايقافه-
ليو : انتظر..انه فخ ايها الاحمق انه..
- لم يستمع له مارتن قط! كان كالثور الهائج بالفعل
سحب زناد الرشاش ورفعه تجاه جمع رجال الشرطة دون يعي لما يحدث حوله!
لم يكد يطلق الا و أدرك امرا ما..
انه محاط بعدة سيارات و العشرات
لقد كان فخا محكما بالفعل
حاول التراجع لباطن الحي لكن لا
تم تطويقه من جميع الجهات
تهافت رجال الامن عليه لينشب بينهم عراك
كان اول شيء حدث هو انتزاع السلاح بعيدا عن يده
بينما باشره اولهم بركلة اسقطته ارضا
و اخر شد معصميه خلفه ليكبله بالاصفاد-
مارتن : دعوني..ابتعدو ايها الكلاب الشاردة!!
تعالت اصوات صرخات استغاثته بينما اللواء ماثيو يترقب و اعصابه كادت تنهار
لم يستطع ان يأتي بحركة..
تقدم بخطوات مرتعشة..
اراد ان ينهي كل شيء
لا يهمه ثقة اي احد..اريد انقاذ مارتن
بئسا..لا...
لا..دعوه ارجوكم...
عبثت الافكار المتهورة بعقله فمرر انامله على سلاح خصره..بينما الجنرال كان يراقبه بتركيز مترصدا حركاته
ليس لدي خيار اخر...
لا احد سينقذه غيري...
ترددت تلك العبارات بعقله الى ان اتى الجواب!
نشب الشيطان من جديد
ليو مارتنيز!
اندفع ليفتت تجمعهم فوق مارتن
واحد ضد عشرة من رجال المحترفين
او ربما اكثر؟
لا أحد يهتم لعددهم بتلك اللحظات
كانت اول مرة يقاتل بجدية
طوال الوقت سابقا..لم يكن ليو يبذل جهدا يذكر
هذه المرة..وقف ماثيو مصدوما امام المشهد
اما الجنرال ساندوفال فقد ازداد انفعاله وبدأ الشتم بأعلى نبراته الساخطة
الجنرال : اللعنة من ذاك الرجل!!
- انه الشيطان سيدي..
الجنرال : الشيطان!..ليو..امسكو به انه واحد فحسب..اللعنة ضُعفاء!
- توالت صرخاته هنا و هناك لكن عبثا
وللاسف لم يكن واحد فحسب كما اعتقد..
انهُ قائد بأُمة!
رؤية ليو يقاتل...
مشهد كفيلٌ بأن يحفز رجاله بشكل لم يعهده احد قط
ازدادت حدة الاشتباك و الفوضى عمّت المكان
حتى ان كفة الانتصار بدأت تميل لعصابة الشيطان
استطاع ليو تحرير مارتن
و ضرب اعناق رجال الامن
لم يكن ذلك يعجب ساندوفال بالتأكيد
فرغت ملامحه من اي تعبير و احتدت نظراته الحاقد
خطى وسط سيل الرصاص المتطاير بهدوء و اتزان
ماثيو : اء سيدي الى اين؟
لم يلقي له بالاً بل و تابع خطاه نحو الاشتباك
ليخطف مسدسا من يد احد رجاله ويلقمه على عجل
كانت نظرات حقده واضحة
يعرف جيدا اين يصوب
هدفه واضح نصب عينيه
رفع المسدس و ركز على هدفه جيدا
ثم اطلق!
و بالفعل..
استقرت رصاصة الحقد حيث اراد تماما
وهاهو ذا الضحية ينظره بأعين متسعة بينما يتهاوى
الى ان سقط على الارض بين الجميع فجأة
ليو...
لقد اصيب ليو..
صرخ اللواء دون ان يعي من الجانب الاخر
لم يستوعب احد ما حدث
استغرق الامر ثوان ضئيلة قبل ان ينهال عليه رجال الامن ويمسكو به مُكبلينه بالاصفاد
مارتن : لا...
لاا اللعنة ليو!!
- تعالت صرخاته المتباكية اكثر فأكثر و زاد الصخب والنصب..لكن لا..
لم يستطع رجال الشيطان تحرير قائدهم هذه المرة
بل وربما حلّت نهايتهم بالفعل
على الطرف الاخر تعالت ضحكات الجنرال و انتشى مزهوا بصيده الثمين
الجنرال : احضروه اليّ...
يا مرحبا..بالشيطان!
لم يستطع احد فعل شيء هذه المرة حقا..
كانو يشاهدوه وهو يلفظ دماءه بين انفاسه المستارعة و يُقاد بين عشرات الرجال نحو سيارة الجنرال
اما باقي افراد عصابة الشيطان فقد
ظهرت امامهم شاحنة كالبرق اعترضت سيل الرصاص و فتحت امامهم
دفع مارتن الصبي الصغير تحت المقعد ودخل سريعا
ثم رودولف مع جثة ميغيل
ثم البقية
لاحق اللواء خط سيرهم بأبصاره ثم ادرك امرا ما..
ماثيو : اء..الشاحنة تتجه نحونا!
الجنرال : لاحظت...احمو الأسير بأي ثمن!!
- صرخ الجنرال باحتداد
عندما مرت الشاحنة سريعا قربهم لتظهر فايا وهي تلف المقود بسرعة مما جعل ماثيو يفتح فاهه بصدمة-
ماثيو : وتفككك! ف. فايا
- انطلقت الطبيبة بمحاولة لاجتياز سياراتهم التي كانت تسد الشارع لتدهس احدها و تنطلق خارج الحي-
مارتن : فايا عودي بحقك!!
فايا : لما هل جننت؟؟
مارتن : ليو مايزال هناك!
فايا : اتمزح!! ليو
- ادارت المقود بسرعة عائدة للمكان-
اما على الجانب الاخر
كان الجنرال يتأمل ملامح الشيطان بإبتسامة متسعة لدرجة لم يعهدها احد قط
بينما الاخر تعلو وجهه ملامح الارهاق و ابتسامة مبهمة المعاني وانفاس تتلاطم و حقد يقطر من هنا و هناك-
ليو : مرحبا حضرة الجنرال..اشتقتني؟
الجنرال : انت لا تعلم كم اشتقتك! اتيت بنفسي لأعبر لك عزيزي
- ضحك الاخر بسخرية و بصق دمه ارضا-
ليو : اه بئساً..
الجنرال : هذه المرة لن ينقذك ماركوس..تعال..الى السيارة يا رجال
- لم يفهم احد ماهية الحديث الذي دار للتو..
حتى اللواء..اكثرهم قربا للشيطان..لم يفهم
كان متجمدا يحدق بهما بملامح مرتعشة
اما ليو فقد تهاوى بمقلتيه نحو خليله القلق ليبسط بسمة مُدماة كمحاولة لطمئنته
ثم شد اصفاده بامتعاض و نظر نحو الجنرال بسخط فابتسم الاخر و اردف لرجاله-
الجنرال : ابعدو ايديكم عنه..لابأس لن يهرب
تم تحرير يديه من الأصفاد و مشى بثقة بين رجال الأمن رافعا بصره للسماء بإعتزاز لم ينكسر
- ارتعشت شفتا العقيد و اشتدت نبضاته
مرر انامله على خصره مجددا
و عض سفليته..سحب سلاحه ببطئ
و استدار نحو الجنرال بنظرات ساخطة..
افكاره السوداوية تزداد عُمقا..
سأنقذه..بأي ثمن!

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن