30."Despedida 2"

28 1 0
                                    

حل الشتاء وستهاجر الطيور للجنوب
ليس مجددا..
لا يمكننا العيش في البرد القارس
علينا الهجرة الى النعيم
عُد الى ارضك..و تنفس ريح الربيع
لا...
اريد برد الشتاء المميت!
_________________________________________
حسنا لم اعد افهم شيء حقا..
ما بال هؤلاء..اليسو اشرار؟
وهذا الاخرق قربي...بدأ يغفو..
الا يخاف ان ابطش به..
اهه رأسي سينفجر..احتاج المهدئ خاصتي
ثم من هي ماريا هذه التي خاطرو بحياتهم منأجلها
اكتسحني الفضول فاخذتهم على حين غفلة ونظرت خلفي لصندوق السيارة
كانت فتاة صغيرة...لا تتجاوز عامها الثالث و هي جميلة للغاية..
حسنا حسنا لن استغرب..ربما هي ابنة احدهم و
لا ادري..بكل الاحوال اتوقع كل شيء من هذا الاخرق قربي
ضيقتُ مقُلتاي ونقرتُ جرُح فخذه بقصد ازعاجه فجعد ملامحه و رمقني بنظرة مضحكة
ليو : ماذا تريد
ماثيو : لا تمُت هُنا مثل الجرذان الضعيفة
بادلني النظرات بصمت و رمش.. ثم اعاد راسه للخلف من جديد و تمتم بسخرية
ليو : ظننتك تريد الحمام..
ماثيو : و ان قلت اجل؟
ليو : افعلها على نفسك حضرة العقيد..لن نتوقف
-رفع ماثيو حاجبه ثم نقر كتفه بلكمة فنهض الأخر و رمقه بنظرة تحذير-
ليو : طفح الكيل!..انت تتعمد لمسها؟
ماثيو : اجل؟ اتمانع؟
ليو : بحقك...
- زم ماث شفتيه و سكن ليو اذ ادرك امرا ما-
ليو : لحظة لما لم تركل ساقي حين اختطفتك؟
- ابتلع العقيد ماء جوفه و ارتسمت على وجهه ملامح مضحكة اذ انه سأل الشيء الذي كان يحاول اخفاءه..
انه ما يحاول التهرب منه-
ليو : لحظة بجدية! كان بإمكانك الهرب لو ضربت كتفي او ساقي ربما..لما لم تفعل؟
- غص بكلماته و نظر نحو مارتن الذي يراقبهما من المرآة وبدا انه مُهتم بما سيسمع-
ماثيو : ماذا؟ لما تنظر اليّ انت الآخر..انظر للطريق
وانت ما شأنك؟ لم يخطر لي الامر فحسب
- رفع ليو احد حاجبيه ونظر نحو مارتن بعدم اقتناع-
ليو : اوقف السيارة اوقفها..وجدنا شيئا ممتعا هُنا
- توقف مارتن على الفور و رمش ماث بعدم استيعاب-
ماثيو : لحظة ممتع؟ ماذا..ماذا؟
- اقترب مني بشكل مبالغ و تحدث بنبرة ماكرة-
ليو : يبدو ان لدينا رهينة..تتظاهر بأنها كذلك
دعني احزر..
ستتجسس علينا مجددا هاه
- نقر كتفي بشكل مزعج فاشحت بوجههي بعيدا عنه و تعمدتُ اغاظته-
ماثيو : اجل وهذه المرة سأتصرف بحذر و اجرك الى السجن كي اعذبك بيداي هاتين
- سكن قليلا ثم استعاد وضعيته معتدلا بجلسته-
ليو : مع كامل اسفي الاخرق الذي اخبرك انك تجيد التمثيل..كان يريد التخلص منك فحسب..
انت فاشل به جدا
ماثيو : اش كاذب! لقد كُنتَ تصدقني
ليو : لم افعل قط
ماثيو : اها..اتساءل انت كيف مازلتَ حيا..
- وجهتُ نظري نحو مارتن معاتبا-
اتباعك الاوفياء..كيف لم يدحرجو رأسك حتى اللحظة؟
- ابتسم مارتن بسخرية و تنهد الآخر ثم اعاد نظره الي بشيء من الجد-
ليو : اتباعي..ليسو اتباعاً انهم اصدقاء!
ثم اخبرتك..لقد ابتلعتَ الطُعم..و كشفت نفسك..
- رفع العقيد حاجبه بعدم فهمٍ و نقل بصره مابينه وبين مارتن-
مارتن : لقد كان فخاً من الزعيم..كي نكشف نواياك!
و حين قاومتني...ادركتُ اني استطيع ان اعهد به لك
ممتن لأنك قمت بحمايته في قريتك
ماثيو : هكذا اذا...
مارتن : اجل..
- سكن ماثيو مخفضا ناظريه..يتأمل ساعده المُضمد يحاول ربط الامور في عقله من جديد
شعر وكأن احدا بعثر ذكرياته
لم يعد متاكدا من اي شيء-
ليو : انا جائع..
نظر ماث ومارتن نحوه باستغراب
مارتن : حسنا حسنا..لنحرك هذه المركبة
ماثيو : بالمناسبة لا يبدو لي كمن يحتاج طعام..
بل يحتاج اسعاف
- اخفض بصره نحو مقعد السيارة الذي بدأ يتشرب الدماء-
مارتن : صحيح ليو ما وضع جراحك؟
ليو : لا اشعر بشيء..
- رمش باستغراب و نظر لجسده فادرك انه بالفعل مازال ينزف-
ليو : اوه..لحظة..اعتقد نحتاج الاسعاف بالفعل
- صفع مارتن جبهته و تنهد بقلة حيلة-
مارتن : يجب ان نُسميك بالتمساح..لا الشيطان!
ماثيو : يمكنني علاجك لو اردت
- ارتعش جفنه السفلي و نظره بنظرات مضحكة-
ليو : ان اخر مرة عالجتني..جعلتني افقد وعيي ليومين متواصلين!
- انفجر العقيد ضاحكا و زاده من الشعر بيتاً كي يزيد خوفه-
ماثيو : و جعلتك ترى كوابيس سوداء
ليو : اصمت!! لا تذكرنييي
اقسم لقد رأيتك تنتزع قلبي بيدك!!
ماثيو : تستحق لانك كنت تحت تاثير المخدرات!!
- دعك مارتن جبهته و اكمل الطريق نحو المرفأ بينما يراقب جدالهما و يبتسم بين الحين والاخر-
ماثيو : و كنتَ تكره الماء ايضا ولا تجيد السباحة
ليو : يا غبي كنت مصابا
ماثيو : اجل اجل..و ماسبب كُرهك لبران؟
ليو : لم اكن اكرهه..هو كان يتهمني اني من أؤذيك
ماثيو : اتنكر انك تفعل؟
- سادَ الصمت بينهما لدقائق ثم ادرف ليو بنبرة ساخرة رفق اظهاره طرف لسانه-
ليو : و من يهتم؟
ماثيو : بحقك؟؟
ليو : اجل وبحق جدتي
مارتن : يبدو انكما خُضتما مغامرة ممتعة معا..
اسفُ لمقاطعتكما ولكننا وصلنا حضرة الزعيم
تنبه كلاهما اليه و ادركا الامر...
انهما انغمسا حقا في النقاش..
ليس و كأنهما اعداء
ليو : اه وصلنا للمرفأ..
حسنا خذ ماريا
- نزل مارتن وحمل الطفلة ثم استقر عند نقطة ما ويبدو انه ينتظر شيئا
بعيدا عن ذلك نظر العقيد نحو الشيطان بتساؤل
فتنهد الآخر و اشار بسبابته نحو الشمال-
ليو : يوجد مشفى هناك..
ستصل اليه في غضون دقائق قليلة
عالج جرحك و انعم بحياة هادئة
- عقد ماثيو حاجبيه بإنكار و امال برأسه معاتبا-
ماثيو : اها؟ و تقرر عني
ليو : اجل..انزل هيا..انتهت مهمتك
ماثيو : اخذتني لتنجو بحياتك فقط؟
ليو : ماذا تتوقع اكثر؟
- تبادلنا النظرات و كلٌ منا يحاول ان يقسو على الآخر اكثر -
ماثيو : حسنا اذا شكرا لك..
سوف نلتقي قريبا و لن تنجو مني حينها
- استدرتُ بُغية النزول فأمسك بمعصمي و اعاد جذبي نحوه-
ليو : انت مزعج بالمناسبة
- قال كلمته و غدرني مجددا اعاد صفع عنقي
فاصبحت رؤيتي ضبابية و اغمي عليّ بين ذراعيه مرة اخرى
ليو : اسف ماثيو ولكن يجب عليك ان تفهم...
انه ليس مكانك حتى
_________________________________________
الطبيب : حالته اصبحت افضل يمكنه الخروج اليوم
دونالد : شكرا لك حضرة الطبيب
الطبيب : يجب ان يتوقف عن استخدام ذراعه هذه الفترة و ان يأخذ اجازة
دونالد : حاضر سأخبره بذلك
تناهت الى سمعه اجزاءٌ ضئيلة من حديثهم فاستيقظ
ليجد نفسه ممددا على فراش مريح في المشفى
و حولهُ دونالد و عدةُ ممرضين
وفي كفه ابرة السائل المُغذي الذي يقطر الى دمه و يمُده بالشفاء
فتح اجفانه بصعوبة و اعتدل من فوره جالسا
ماثيو : اين..انا؟
دونالد : في المشفى حضرة العقيد
- دعك اجفانه ثم رفع بصره للنافذة فتذكر ما حدث
فعقد حاجبيه وتنهد بقوة-
ماثيو : اللعنة ذلك ال...
- جر غطاء السرير بعيدا عن جسده و نهض على عجل يجذب اليه انبوب المُغذي-
ماثيو : علي اللحاق به قبل ان يختفي!
بئسا ما هذا الشيء
- شده محاولا نزعه وسط اعتراضات الملازم و الطبيب
لم يستطع احد ايقافه سوى الممرض الذي اتى على عجل-
مالذي تحاول فعله؟؟

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن