بعد ساعات
انتهت اللعبة بالعقيد المنهك المطروح ارضا
وفوقه عشرة اطفال يبرحونه ضربا بالعابهم
ماثيو : كفى كفى لقد مِت حقا..اهه
- اغمض عينيه و اخرج لسانه بطريقة مضحكة محاولا التظاهر بالموت كي يتركوه
لكن عبثاً-
لا يزال يتنفسس..اضرب مؤخرته!
سنقضي عليك كابتن هوكك
ماثيو : اه اُمي..انقذيني
- اردف بنبرة تذمر مضحكة جعلت الاخر المنهك قربه يغشى ضاحكا-
ليو : اه كفى يا اولاد..انتهت اللعبة
لاا ليس بعد لم يمت الكابتن
لنقضي عليه...هياا
- كادو ان يبطشو به بمسدسات الماء و اسلحتهم البلاستيكية الفتاكة لولا ان قاطعهم نداء نتالي الانثوي-
نتالي : ماذا تفعلون يا اولاد؟ من تضربون هكذا؟
هيا الحصة ستبدأ هيا
- ابعدتهم عنه ثم رمشت باستغراب-
نتالي : اه انت جيد؟
- توردت وجنتاه وابتلع ماء جوفه ثم اومئ-
ماثيو : شكرا لكِ
- ابتسمت و اشاحت بملامحها لتجر خلفها الاطفال و تبتعد متوجهة للصف بينما ماث يلاحقها بناظريه-
ليو : هيه انت حي؟
- تنبه للجالس على الارض قربه و اومئ مجددا فتبسم الاخر و مد كفه له فنظره ثيو للحظاتٍ ثم امسك بيده و اعتدل جالسا-
ماثيو : يالهي اؤلئك الاطفال مشاغبون حقا
ليو : يه قليلا..
ماثيو : يشبهون احدهم
- رفع ليو حاجبه ومرر ماث ناظريه من اعلاه لأسفلاه-
ليو : ههه..مضحك جدا..
ماثيو : بيتر بان الشيطان
ليو : بالمناسبة لم اكن اعلم انك كنت هوك في حياتك السابقة
ماثيو : نينيني اخبرتك اجيد التمثيل
- رفع ماث بصره للسقف الذي كان قبة زجاجية ثم نظر حوله يتفقد المكان-
ماثيو : مازلت مستغربا..كيف تنمو هذه النباتات هنا..ماهذا المكان العجيب
ليو : اه صحيح..وعدتك ان اشرح لك
- نهض لينفض الغبار عن بنطاله-
ليو : تعال لناكل ونتحدث
ماثيو : حسناا
- انتفض الاخر و تبعه فأكملا سيرهما معا وسط الحديقة-
ليو : هذا المكان في الاساس اُنشئ لاغراض عسكرية ثم حصلنا عليه و حولناه لميتم متواضع
وهو ايضا مقرنا الخاص
حسنا بما انه كان قاعدة عسكرية فإن به العديد من الانظمة المتطورة التي تحافظ عليه كمكان ممتاز للسكن
لديك مثلا نظام خاص لتفقد الوظائف الحيوية للنبات هنا..في حال حدوث اي خلل
يقوم بتعديل مستويات الحرارة والرطوبة و الخ
ماثيو : واه...اذا النباتات هنا على مدار العام
ليو : بالضبط! لدينا طعامنا..لا نحتاج الخروج من هنا
و هناك حظيرة مواشٍ في الفناء الخلفي و رعاة جيدون و تقنيات زراعية!
ماثيو : اممم و ماذا عن المرض؟ اعني ان مرض احدكم اين تذهبون به
ليو : لدينا مشفى صغير هنا..
به مجموعة متواضعة من الاطباء والاجهزة
اعمل على هذا حاليا..ساجعله افضل
- اومئ ماث بتفهم و نظر من احدى النوافذ فوجد الاطفال يتوزعون على المقاعد الدراسية و نتالي تكتب على السبورة-
ماثيو : اه ماهذا ايضا..
ليو : مدرسة! التعليم متاح هنا
من الابتدائية الى الثانوية
ثم للاسف سيتوجب عليهم الخروج لاستكمال دراستهم في الجامعات الاخرى
لكن من يدري..ربما مستقبلا ستصبح لدينا جامعتنا الخاصة
- رمش ثيو باستغراب و نظره-
ماثيو : تقصد..انت حرفيا تحاول انشاء مدينة!
ليو : انها مدينة مصغرة بالاساس عزيزي ماث
لكنها مخفية على الخريطة..لا احد يعلم عنها
ماثيو : واه..من اين تحصل على مواردك البشرية..اعني الاطباء و المُدرسين و الخ
ليو : لست بحاجة! نحن كُثر
انظر نتالي مثلا درست هُنا ثم اكملت في اكسفورد و عادت الينا لتعمل ك معلمة و هناك بضع معلمات ماهرات ايضا و هنّ كافيات صراحةً
و كاترينا درست في احد معاهد الطهو في فرنسا وعادت لتعمل ك طاهية خاصة وتعلم من معها وهناك الكثير من الامثلة بعد
ماثيو : امم ماذا عن الاطباء؟
ليو : حسنا..مثال على ذاك لدينا فايا
لقد درست الطب الشرعي في جامعة نتالي ذاتها و الخ
ماثيو : ووه..فكرة عبقرية!
ليو : ربما..ولكن ليس لدينا الاكتفاء الكامل بعد..
مثلا نحتاج جراح اعصاب..منذ فترة استضفنا شخصا من خارج الميتم..و لا ادري..لا اثق به تماما..
لكنه شخص جيد بزعم الأب ماركوس
- اخفض ماث انظاره متتبعا خطاه و اومئ بتفهم-
ماثيو : صحيح قد يكون جاسوسا
- استدار بملامحه تجاه العقيد الشارد ونقره-
ليو : لكن لننظر للجانب المشرق
ليس كل الجواسيس متشابهين..
بعضهم يصبح مقربا
- ابتسم ماث بمكرٍ و رد عليه نقرته-
ماثيو : مازلتُ خطيرا..احذرك لا تأمني ظهرك
- ضحك الاخر واومئ متماشيا معه-
ليو : اجل..ستطعنني من الخلف اعرفك
- اخذ بعض الطعام من المطبخ و رمى لماث حِصته ثم اشار بأنظاره ان يتبعه فصعدا درجا كان يؤدي الى السطح-
ليو : دعنا نأكل في الاعلى
ماثيو : اجل و قبل ان يأتي احد و يسرقك مجددا
ليو : لا تقلق..لا احد سيعكر علي جائزتي
ماثيو : اجل من يدري..امم فايا او ربما احدهم
- نظره ثيو بطرف عينه فرمش الاخر و ضحك-
ليو : اوووه اتغار منها ام ماذا؟
ماثيو : وتفك؟ هي عشيقتك انا عدوك
ليو : لا تقلق هي في المشفى الان لديها عمل كثير
ماثيو : جيد من يهتم
- التفت حوله يتفقد السطح فاتسعت الفُرجة مابين شفتيه-
ماثيو : ووه..الثلج...في كل مكان! انه كثيف فعلا
ليو : اجل..لن نمكث طويلا كي لا تمرض
- نفض بعض الثلوج عن حافة الجدار و جلس ثم ربت قربه-
ليو : تعال هنا
- قفز ماث فوق الجدار و اعتدل جالسا قربه-
ماثيو : اذا منذ متى وانت على علاقة بالطبيبة؟
- لاحت ابتسامة خفيفة على ثغر الشيطان و دحرج مقلتيه نحو الفضوليّ الصغير ذاك-
ليو : اخبرتك..انها تغيظك
ماثيو : ابدا..فقط لم اتوقع انك مرتبط..بوضعك البائس ذاك تبدو اعزب متشرد
- علت قهقات ليو واستند بيده خلفه-
ليو : وتبين انك المتشرد بيننا
ماثيو : ناه انا ايضا كنت في علاقة
ليو : فعلا ؟
ماثيو : اجل نالت اخت بران ما نالته مني..
اظنني كنت حبيبا سيئا حقا
ليو : ارجح انك لحقت بي اكثر مما لحقت بها
ماثيو : اء...كلامك صحيح ايها المزعج
- ارتشف من شرابه بعد ان اطلق قهقات الساخرة ثم نظر نحو العقيد متسائلا-
ليو : و اذا انفصلت عنها؟
ماثيو : اجل...
لقد تزوجت الان..ولديها طفلان
ليو : امم وانت لما لم تتزوج؟
- غص ماث بشرابه و رمقه بنظرة توحي بالتحذير-
ماثيو : انت ما قصتك مع زواجي؟
ليو : لا شيء بحق..ليس بالشيء المهم
اريدك فقط ان تتوقف عن اتباع الاوهام و تتذوق اللذة الحقيقية لحياتك الفارغة من الملذات
ماثيو : ماذا تقصد؟ ان كنت تقصد الخمر والنساء والمخدرات ف لقد جربت بالطبع و لا داعي ان اتزوج كي..
ليو : اخرق!
- قاطعه بنظرة ازدراء ثم اشاح بملامحه المُستائة ليتنهد ويطلق بصره نحو الأفق حيث الامتداد السرمدي للابيض النقي-
ليو : انت بعيد كُل البُعد عما اتحدث عنه
لا تعرف كيف تعيش بالفعل
ماثيو : اها..لنفترض ان حياتك رائعة..اخبرني بما لديك
ليو : تزوج من فتاة جيدة
وانشئ منزلا.. انجب طفلا او اثنين
تذوق لذة العيش المستقر
على الاقل حين تعود..تجد شخصا يتوق لك
- رفع ماث حاجبه بعدم اقتناع وصمتَ قليلا ثم لعق شفتيه وبرر صمته بالسخرية كي لا يظن الشيطان انه نجح باقناعه-
ماثيو : ثغرك يقطر حكمة حضرة الشيطان!
ليباركك الرب و يحفظك لنا ايها الحكيم المخضرم
ليو : تشه..غبي
- ابتسم بخفة واخفض ناظريه لقهوته عابثا بحواف الكأس-
ماثيو : ان كنت تعتقد ذلك فلما لم تفعله انت اولا هاه؟
لما لا تكف عن قتل الناس وتفجير الاحياء و التصرف و كأنك قس او ملاك امام الاطفال؟
فقط تزوج و عش بعيدا و دعني ارتح من ملاحقتك
- استقرت ابتسامة نظيره على فاهه و جاءه بجواب سريع -
ليو : من طلب منك اللحاق بي؟
ماثيو : اتهزأ بي؟ هل اتركك تفعل جرائمك و اتجاهلك؟
ليو : اجل دع غيرك يلحق بي..
انت ابتعد عن طريقي
ماثيو : و اترك الجنرال يعاني معك؟ لا لن افعل
سأقبض عليك بنفسي و اسلمك له ان لم تتوقف ليو
عليك التوقف كفى..
ليو : اه انت قلق على جنرالك البطل المغوار اجل..
- شابك انامله حول تصالب ركبتيه وابتسم-
ليو : يالكَ من تابع وفي...
ماثيو : لا تسخر !! رجالك ليسو بأفضل
على الاقل قائدي يستحق ان اتبعه...ولا يمثل امام الاطفال انه بطل
- عقد الشيطان حاجبيه ورفع سوداوتيه نحو المتحدث ليرمقه بنظرة تنم عن كره عميق..
وسع ثيو مقلتيه..و ارتعش صدره..لم يعي اي جزء من كلامه قد اغضبه..
لقد ادرك فقط ان الذي امامه الان هو الانفصام المخيف من ليو..انه الشيطان الحقيقي
ليو : ابتلع لسانك..والا خسِرتَه ماثيو!
لا تتحدث في شيء تجهله..
لا تتحدث مطلقاً
- تنهد ورمى بالكوب جانبا ثم نهض ونزل عن الجدار تاركا الاخر في صدمة-
ليو : لننزل الجو بارد
- ابتلع ريقه و اومئ ثم نزل بهدوء يلحق به خلفه مراقبا ظهر الشيطان بينما يسير دون ان يلتفت له-
ماثيو : ان لم اكن اعلم..فأخبرني..اريد ان اعلم
ليو : لا داعي
ماثيو : اريد ان افهم ما يحدث
ليو : لا داعي لذلك ابقى على نهجك انت جيد
ماثيو : اتهزئ الان؟
ليو : لست افعل..لكن لن استفيد من الكلام معك
ماثيو : لما تظن ذلك؟
- توقف واستدار نحو العقيد بنظرات عِتاب..صمت لوهلة ثم اردف بتوكيد-
ليو : لانك لن تفهم قبل ان تتخلص من عقلية الضحية خاصتك..سأخبرك بكل شيء حين ارى عقلك يتفتح
- عقد ماث حاجبيه بانزعاج و اشاح بوجهه جانبا-
ماثيو : اصبح الخطأ مني الان؟
مالذي ستشرحه اساسا؟ ستبرر لي سبب اتجارك بالمخدرات؟
او لحظة دعني احزر ستبرر لي لما خطفت الاطفال؟
- ارخى ليو عقدة حاجبيه وفرغت ملامحه من التعبير-
ليو : ماذا تعتقد؟
- اعاد العقيد لحاظه صوب مقلتي الأخر و اردف بحدة-
ماثيو : لن اصدقك! انت تجيد الكذب علي..
تجيد اللعب بعاطفتي ليو مارتنيز..
لن اقع بفخك مرتين!
أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
ActionD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...