"انا قبيح"
أيا مهُجتي أنا حين رأيتُ قُبحك جثت عيناي امتثالاً
والقلب تغنى و انتشى حُباً
وانا الذي اعتَدتُ ان افر من حُسنٌ لحُسنِ
ان كان القُبح وصفك..
فأي حُسنٍ يتستر عليه الحُسن حين يطلق كوصفٍ؟
يا من قَبّحكَ الناس بحقدهم
و توسدو عُلاهم الذليلاً و اسقطو عنك زهوة الجمال
اني لقُبحك ذاك متعشقٌ ولهان!
فإن كانت ادُمعك تتألق بذاك البهاء..
فكيف لو اشرقت شمسُ ثغرك؟ و اضوت بصيرة الفؤاد
اوكلما اغراني بك القُرب اللذيذُ
اهلكني سقمُ فراقك؟
يالهفتي و وفجعتي..
اتحرق شوقاً فأُحرق ندماً
اشتهي النعيم المُقرب
فأنال ماليس ليس طاقة بتحمله
ثم اتغنى بألمي و حسرتي
الملائكة لا يجب ان تُمَس..
الملائكة لا يجب ان تُمس!
_________________________________________
حرك اللواء انامله بحذر و اقترب بهدوء تام
خلف الجنرال
كل ما كان يفكر به..هو ان يكرر ما فعله ليو تلك المرة
ان اخذ الجنرال رهينة..
فسوف يضطرون لانصياع له وسينقذه
لايهم ماذا سيحدث بعدها..
رفع مسدسه ببطئ فالتقت عيناه الحاقدة بالشيطان
توقف لوهلة محاولا فهم الرسالة المبطنة
حرك ليو شفتيه و اوحت نظراته بما يريد قوله
لا تفعل...
ماثيو..لا تفعل!
احتدت نظراته كنايةً عن شدة التحذير
ففهم الاخر و اشاح بوجهه ليشتم تحت انفاسه
ماثيو : سُحقا..
صعد الشيطان في احدى السيارات و انطلقت المركبات تاركة سان دييغو بعد معركة طاحنة
بعد دقائق قليلة وصلت الشاحنة بقيادة الطبية
لتجد الموقع فارغا
نقلت خصراوتيها بين الاحياء الهامدة ثم تنهدت
فايا : لقد انتهى الامر..
لنعُد الى الوطن..
لاحقتها نظرات الاستغراب..لم يتوقع احد ردة فعلها الباردة تلك..
هذه المرة كان مارتن يرتعد اكثر منها
_________________________________________في فرع الامن المركزي
تم ايداع ليو في زنزانة خاصة
بعد ان تم استخراج الرصاصة من تجويف معدته
اما ثيو فكان يقطن مع البقية يستمع لاخر القرارات
سيدي ماذا عن بقية عصابة الشيطان؟
تسائل احد الموظفين
الجنرال : امسكنا بالرأس..لا يُهمنا الفُتات!
مشى عبر الرواق الطويل يلقي التحية على هذا وذاك
و السعادة تغمر مُحياه
بالطبع فقد نجح في مخططاته
الجنرال : عمل جيد جميعا...عطلة لاسبوع مكافئة لجهودكم
استدار نحو ماثيو هامد الملامح وربت على كتفه ليردف بابتسامة
الجنرال : هذا يشملك حضرة اللواء! يمكنك اخذ عطلة في قريتك..ارتح ارتح
-قهقه بسعادة و مضى الى رُكنه تاركا الاخر ضائعا شارد الذهن
مالذي عليّ فعله..
مالذي...عليّ فعله واللعنة الحراسة عليه مُشددة!
علي الاطمئنان عليه..
احح ليو..لما منعتني..لما
_________________________________________
بعد مُضيّ ايام
تم نقله لفرع اخر وتحديد موعد امتثاله امام القضاء
لم يستطع ماثيو رؤيته الا لبعض ثوان اثناء نقله من منطقة لأخرى و من سيارة لأخرى
كان يبدو كالمسخ وسط وكر الثعالب ذاك
مكروه من قِبل الجميع مذموم السيرة
تُلقى على اسماعه اشد عبارات الحقد ايذاءاً
لم يكن ماثيو يعلم ان البشر يمكن ان يكونو بذلك الشر
كان مصدوما كيف لهم ان يكرهوه لذاك الحد
فقط بسبب الاعلام و الاشاعات
هناك ادرك اللواء كم من الممكن للكلمات ان تؤثر بكل شيء و كيف انها تستطيع جعل الناس كقطيع البهائم
و كيف ان الناس تطلق احكامها بناءا على المشاعر و المعتقدات...لا أحد يعلم القصة كاملة..
حتى هو..كان برأسه بعض الاسئلة بعد ولكن
بالنسبة اليه..
كان يراه على حقيقته..
كما لم يراه احد من قبل..
مرتِ ايام اُخر و قرارات جديدة و تُهم اكبر و المزيد من الجرائم الشنيعة اُلصقت بإسم ليو
" حضرة القاضي...يمثل الان امامك المدعو ب ليو مارتنيز..تم العثور على سجل ممنوعات بإسمه
ارتكب عدة جرائم لا تغتفر
عمل مع عصابته على اختطاف واغتصاب النساء لمدة عشرين عاما..
اكثر ما كان يميزهم هو الاتجار بالاطفال والاعضاء البشرية...كما وتبين انهم وراء اغتيال رئيس الوزراء الاسبق و... و ..."
اكمل المُدعي العام سرده ليسل التُهم على اسماع الحضور في المحكمة..
توجهت الانظار الحاقدة الى القابع في خانة الاتهام
وضرب القاضي مطرقته
القاضي : ليو مارتنيز! لديك ما تدافع به عن نفسك؟
لم ينبس الاخر بكلمة زائدة بل واكتفى ببسمة تحت نظراته الساخرة ثم تنهد مُنهياً لحظات الصمت تلك
القاضي : يبدو ان المتهم ليس لديه ايّ شيء ليقوله وهذا يعني شيئا واحدا
الجنرال : سيدي...ايمكنني التدخل؟
القاضي : تفضل حضرة الجنرال
الجنرال : لا يمكننا انزال الحكم بمتهم ليس لديه محامي..يجب ان نحضر محامي لينوب عنه في المجلس
القاضي : كلامك صحيح
الجنرال : ثم اني اطالب بإعادة التحقيق! متأكد ان هناك المزيد من الامور لم يعترف بها بعد
القاضي : ولكن التحقيق تم على يد مجموعة من الضباط حضرة الجنرال
الجنرال : سيدي..اقترح ان تعهد بالأمر إلي..الضباط مجرد هُواة!
- همهم القاضي بعد تفكير -
القاضي : تؤجل الجلسة الى اشعار اخر بعد استكمال التحقيق!
- غارت اعيُن اللواء بعد جفول طويل وشحُبت ملامحه
كان الخوف يقطع اوصاله
ماذا سيفعلون به..
لما يخطط ساندوفال اللعين
اقترب رجال الأمن مجددا فنهض ليو معهم ليسير خارجا بهدوء فتلتقي عيناه بأعين اللواء المُشفقة
كاد قلبه ينفجر انذاك..
لم يعد يطيق صبرا..
حاول بكل الطُرق حتى استطاع معرفة مكان الاحتجاز الجديد و انطلق بسيارته الى المعتقل
دخل بأوراق مزورة على انه في مهمة تحقيق
و استطاع الوصول اليه اخيرا
حط بآخر خُطاه ليقف امام الزنزانة بنظراته المُنكسرة
ماثيو : ليو...
- ادار الآخر مُقلتيه نحو مصدر الصوت و لاح طيف ابتسامة على ثغره -
ليو : انت هنا..حضرة اللواء
ماثيو : احح انت بخير؟
- لم يحصل على رد فصفع جبهته و تذمر -
ماثيو : اللعنة يالغبائي..ماهذا السؤال الان..
احح اسمع..سوف اخرجك من هنا مهما كلف الأمر
لا تقلق..حسنا؟
انا..انا معك ليو لن اسمح لهم بفعل شيء لك اتفقنا؟
اعدك ان اعيدك للميتم و..
ليو : اه...ماثيو..اتيت لتقول هذا؟
- اتسعت حدقتا اللواء و هربت الكلمات من بين شفتيه-
ليو : لا تقلق..انا بخير بالفعل
لا داعي لأن تفعل اي شيء الأمور جيدة
ماثيو : بحقك؟ انت لا تفهم الامر حتى الان؟
لقد جعلوكَ ارهابيا من الدرجة الأولى..اصبح رأسك مطلوبا في جميع دول العالم..اتدرك الامر؟
كيف تستطيع البقاء هادئا..و هُم يلصقون بك جرائم لم تقم بها قط...جرائم اختطاف منذ عشرون عاما وتفك؟ وقتلتَ رئيس الوزراء بعمر السادسة ام ماذا؟
ليو : ماثيو..اه ماثيو عزيزي..
- تنهد بينما يدعك ملامحه بضجر-
ليو : لدي ما هو اهم لأخبرك به الان..افترض ان وقتك سينفذ قريبا
- تنبه العقيد لساعته بصدمة..اذ ان الوقت على وشك الانتهاء فعلا-
ليو : اسمع..عُد الى الميتم و اخبر الأب ان يكشف كل الاوراق المخفية! اخبره ان الوقت قد حان
ماثيو : احح ماذا تعني؟
ليو : ستعلم بكل شيء حالما تخبره بذلك اتفقنا؟
ماثيو : سأفعل..
ليو : اه و ايضا..
ماثيو : ماذا؟
- اتسعت بسمة ليو والتقت احداقُهما للحظات-
ليو : اخبر مارتن انها له!
ماثيو : ماهي؟
ليو : فايا
ماثيو : وتفك!! اتمزح الان؟
ليو : و دانيال..لك!
- افترقت شفتا ماثيو بصدمة ولم يستوعب ماسمعه للتو فصرخ بانفعال-
ماثيو : بئسا ايها الوغد الا تغار على امرأتك؟؟
- فتح الحارس الباب منذرا بإنهاء الوقت-
الحارس : حضرة اللواء انتهى الوقت
ماثيو : قادم واللعنة!
- اعاد نظره بحدة للقابع خلف القضبان -
ماثيو : لا اصدق..لا اصدق برود اعصابك!
ليو : هيا..اذهب
ماثيو : احح سأذهب..آمل الا تندم على قراراتك
ليو : من يهتم ؟
- شد اللواء على قبضته بانزعاج و صعد السلام سريعا حين اطلق الحارس التنبيه الثاني
اُغلق الباب مجددا و عاد ممر القبو المؤدي للزنزانة خاويا مظلما
تنهد الشيطان و ارخى برأسه الى حافة الكرسي
تاركا اجفانه تحظى براحة مؤقتة
اما اللواء فقد تنفس الصعداء لحظة التقاء نور الشمس بعينيه
لم يدرك مدى ظلمة المكان الا بعد ان صعد الى النور
حيث استقبله الجميع بإبتسامة و نظرات رحبة
و الكثير من الحُب والتقدير
على نقيض ما يحصل اسفل قدميه تحت الأرض
حيث حصل خليله على العالم السفلي المظلم
لم يفهم مالفرق بينهما؟
لما جعله الناس في الاعلى.. اما ليو ففي الأسفل
مع انهما متماثلان تماما..
كلاهُما طيبُ القلب و كلاهُما مسالم

أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
AksiyonD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...