33."orfanato de ángeles"

40 2 0
                                    

فُتح البابُ المجهول اخيرا و كحلت انوار الشمال
اعين العقيد مخطوف الانفاس!
كان كُل شيءٍ لا يُصدق بالنسبة اليه
مجموعة من الأبنية المحصنة
مُحاطةٌ بسورٍ ضخم شاهق الارتفاع
يمنع الرؤية للخارج
تقدم الشيطان مع رجاله داخل سور القلعة المحصنة
متجهين لمبنى كان يتوسط المجموعة
يبدو وكأنه مركز الحيّ المخفي ذاك
الأمر اشبه بأعجوبة صغيرة بالنسبة لماثيو
من كان يعتقد بوجود شيء كهذا في مكانٍ
منبوذٍ عن انظار العالم
تقدم افراد العصابة واحدا تِلو الأخر ليتجمعو عند الباب و تقدم ليو الذي كان تذكرة الدخول للمركز الغامض ذاك
بما يحمله على جسده من علاماتٍ و ندبات..
يالها من فكرة عبقرية!
من الذي فكر بهذا؟
ان يتأكد من هويتهم من جراح اجسادهم
الف سؤال هز اركان دماغ العقيد
الذي كانت عسليتاهُ تصوران المكان بدهشة
مرّ معهم بسلام داخل المبنى...دون مشاكل
ليفتح امامهم رواق طويل واسع
مُشيدٌ بطريقة انيقة
حيث رُفعت اركانهُ بعشراتٍ من الاعمدة المتوجة بكاميرات الرصد في كل زاوية
و يُفضي الى ثلاثة ابواب!
احدها كان اكبر من الآخرين
يتوسط نهاية المسار
لقد ادرك شيء ما فجأة.. ان المكان دافئ للغاية
اذ ان قشعريرة جسده اختفت فور دخولهم..
احح كيف ذلك؟ الجو صقيع خارجا..
تمتم مع نفسه فقاطعه الشيطان بأحاديثه مع رجاله-

ليو : فرانس..رودولف..ومايكل..احملو الاطفال لرُكن النساء واخبروهن ان يفعلن المعتاد!
مارتن والبقية.. تعالو معي جميعا و احضرو الأسير
- رفع ماث انظاره نحو المُتحدث..كان يبدو جادا بعض الشيء..بما يفكر يا ترى-
ليو : تفرقو لمهامكم..نجتمع عند المائدة
- اخذ كلٌ منهم باباً فتفرقو
الا الجمع الذي كان برفقة ليو
استمرو على مسارهم حتى بلغو باب النهاية
الذي حين فُتح
خلق لماث عهدا جديدا من الاشراق!
ماثيو : ي..الهي
غشت معالمه الصدمة لما رأى
لقد كانت حديقة كبيرة سماؤها قِبة زجاجية
تملؤها الاشجار المثمرة و انواعٌ شتى من النباتات و الازهار
ليست ازهار شتاء حتى..

- تمتم العقيد وسط صدمته مما اثار ضحكة على ثغر السامعين-
ماثيو : لما تضحكون يااه..كيف ذلك؟؟
مارتن : ماهو؟
ماثيو : اء اعني..كيف..ا.الجو خارجا..و هذه..
- قهقه ليو و مرَّ بمقلتيه نحوه-
ليو : سنشرح هذا لاحقا
ماثيو : اين نحن ليو؟
- ابتسم الاخر و اشار بسبابته بمعنى اتبعني-
ليو : ليس من شأنك ايُها الأسير
ماثيو : ه..هاه؟
- بادرهُ الشيطانُ بنظرة ثم خطى داخل بابٍ آخر
ما بين أغصان النبات!
ثم تبعه الأخرون و ماث
كانت الأخيرة صالة واسعة الأركان محاطةٍ بنوافذ زجاجية ملونة تسطع منها اضواءٌ قليلة
تكسر عتمة الأجواء!
تقدمت عصابة الشيطان الى الظل
حيث كان يجلس شخص ما
ضيق ماثيو ناظريه محاولا رؤية وجهه لكن عبثا كان يجلس في الركن المظلم من الغرفة
يا اهلا يا وسهلا...ابنائي!
جاءهم الصوت من الظل مستقبلاً..
انه هو صاحب الصوت عند الباب
تفاقمت الأسئلة برأس ماثيو
ابناءه..؟
هل جميعهم اخوة؟
- سادت لحظاتُ من الصمت لحظة اكتمال عدد الرجال و اتساق وقفتهم امام الظل مخفي الملامح الذي بادر بقهقه خفيفة ثم نهض متقدما نحو الجمع بخطى بطيئة مُظهرا نفسه تحت اعمدة الضياء ليستقر بكيانهِ قِبالةً الشاب فارع الطول -
اهلا بالشيطان ورجاله!
- تردد صدى صوته مهللاً فأتاه الرد زجراً
من الواقف امامه-
ليو : اهلا هم؟
- اطلق سوداوتيه نحو الرجل العجوز الذي لاحت ابتسامة ماكرةٌ على وجهه ثم تصنع البراءة و تبنى رقة النبرة في صوته فاتحا ذراعيه-
ما بكَ؟ عزيزي ..الم تشتاق لوالدك؟
- عقد ليو حاجبيه و تقدم نحو من بدا ان له سطوة عليه فاستقر مابين ذراعيه مبيحا له احتضانه
ليبادره العجوز بحضن ثم مسح على رأسه وكأنهُ يتنفس الصُعداء او يُبارك ابنه العائد من الحرب-
لا اصدق انك..عُدتَ إلي سالماً..شكرا لله!
- تنهد الآخر و اشاح بوجهه عائدا خطوتين للخلف-
ليو : اخبرتك سأعود
- عُدتَ بشق الانفس..لم ازل قلقا عليك!
ليو : مالمُهم في ذلك..ها انا امامك حيّ و أنغصُ عليك حياتك كالعادة
- كان ماث ساكناً متتبعاً الحديث فنقره مارتن قاطعا عليه شروده-
ماثيو : اه ماذا..
مارتن : تبدو مستمتعا بما ترى ايها الجاسوس
- عقد ماث حاجبيه وتراجع ليدهس قدم مارتن مجددا فقفز الأخر متألما مما اثار الانظار نحوهما
فرمش ثيو ببراءة و عض سُفلاه حين التقت عيناه بأعين العجوز الذي تفحصه بلحاظه لوهلة ثم بدأ يتقدم نحوه-
ماثيو : م ..مارتن!..انه يقترب..م من هو هذا
- همس تحت انفاسه المتسارعة للآخر الذي دفع به بخطوة للأمام-
مارتن : انه الأب ماركوس!..والدنا جميعا
ماثيو : ه هاه؟
- لم يُتح له الاستفسار اكثر اذ ان الأب بالفعل وصل اليه و استقر امامه يتفحصه بزُرقة عينيه-
الأب : من هذا؟
- لم يأتِ ردٌ من الشيطان سوى نظراتٍ للعقيد الذي ارتبك و اشاح بناظريه على الفور-
مارتن : انه اسيرنا ابي!
الأب : اسير؟..ليس من عادتك..احضار اسرى
- استدار بملامحه نحو ليو متسائلا-
الأب : في العادة تقتل كل من يعترض طريقك
ليو : همم..ديه
الأب : همم هذا مُريب!
- اتسعت حدقتا ماثيو و ابتلع ماء جوفه
بدأ الخوف يتسلل لقلبه..
ماذا لو عرفو اني اتيت هُنا بمحظ ارادتي..
ماذا لو بدأو يشكون بي من جديد و تفاقمت الامور
سأقتل..لا محالة سأقتل!
جفت ملامحه للحظات اثر نظرات الأب له وتجمدت اطرافه اثناء انتظاره للرد الذي اعتقد انه سيحدد مصيره..لحظاتُ قليلة و اعاد الاب تحريك شفتيه
الأب : اسيرك وسيم!..رائع سيكون زوجا لنتاليّ
- رمش ماث باستغراب و ربت الاخر على كتفه مما جعل انفاسه ترتعش-
هذا الاب غبي مثلهم..يه
مثلهم جميعا...اغبياء!
تحدث مع نفسه بين نظراته الساخطة لهم-
مارتن : وسيم ماذا..انه كالثعالب انظر اليه
- رمقه مارتن بنظرات امتعاض ف رد ثيو بذات الملامح-
ماثيو : ماذا تقصد؟؟
مارتن : انه مخادع يا ابي لا يغرك تمثيله اللطيف كان جاسوساً في بداية الامر
الاب : من يهتم؟ بما ان ليو احضره هنا ف انتهى امره
- اقشعر ماث و انتفض ببصره نحو المذكور آنفا
يتساءل فبادله ليو النظر ثم ابتسم بطريقة جعلت الدم يجف في عروق العقيد-
ماثيو : اء..م ماذا تعني..
ليو : قهقه...انتهى امرك
ماثيو :لحظة ماذا.. لم نتفق هكذا..
ليو : نحن متفقان اساسا؟
ماثيو : وتف..ماذا تعني..ايها الاخرق
- كان الاب يتابع نقاشهما بتركيز يلاحقهما بناظريه-
ليو : تتحدث معي؟
ماثيو : بالطبع معك ياه انت احضرتني
ليو : انت اتيت وحدك ليس من شأني
ماثيو : اتمزح الان؟ ماذا ستفعلون بي؟ تزوجونني؟؟
ليو : قهقه..ربما!
- سادَ صمتٌ مُكهربٌ ما بينهما فارتفعت ضحكة الاب مارك و ازداد حماسه فجمع كتف كل واحد منهما مابين كفيه مقربا ايهما اليه و اردف بنبرة ماكرة-
الاب : انتما الاثنان تبدوان على وفاق..هذا جيد
- رفع ليو حاجبه معطيا اياه نظرة سُخف و انتفض الاخر بانفعال-
ماثيو : وِفاق ماذا.. انه يستفزني..انا لا اريد الزواج!
ليو : تريد ان تبقى عازبا مشردا يه..
ماثيو : ثم من نتالي هذه! ان كنت تريد ان تزوجني احدا فتعال انت!
- ضيق ليو ناظريه و ازدادت ضحكات الأب و الرجال حوله بينما مارتن تنهد و لطم مؤخرة رأس ثيو-
مارتن : اهوج! لا تقل ذلك
الاب : يالهي...ليو...اسيرك..يروق لي
ليو : اجل ابي ارأيت؟ انه مضحك للغاية
- اخرج ماث لسانه بعد ان علم انه نجح باستفزاز الاخر و اشاح بوجهه جانبا كي يقطع الاتصال البصري بينهما
فاقترب الاب منه متبسما و ربت على كتفه-
الاب : مبارك لي..اصبح لدي ابن جديد!
اهلا بك في ميتم الملائكة

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن