*بعد اسبوعين*
دونالد : اهلا بعودتك حضرة العقيد..
لقد كانت اياما صعبة بدونك
ماثيو : حدث اي هجوم في غيابي؟
دونالد : اجل..ليلة امس..وكان مختلفا عما سبق
ماثيو : مختلف؟
دونالد : اصبحو يتوقعون تحركاتنا اكثر
ماثيو : بئسا..الديهم جواسيس ام ماذا؟
- دحرج الاخر مُقلتيه بصدمة نحو المُتسائل -
دونالد : ايُعقل؟
ماثيو : علينا ايجاد حل لهذا
سيدي المُلازم حدث هجومٌ جديد بالقُرب من دار الايتام!!
- صرخ احد عناصر الأمن فانتفض اليه قادته لينطلقو مسرعين الى موقع الحدث-
ماثيو : مالذي حدث؟
**سيدي..لقد انفجر جدار الميتم فجأة و هناك انباء عن اختفاء عدد من الاطفال..
ماثيو : سُحقا!!..ماذا تعني باختفاءهم؟؟
**لقد اخبرتنا مديرة الميتم انهم مفقودين بالفعل ولا اثر لهم
- شد العقيد قبضته بغيظ و اسرع بخُطاه مابين الدخان والرُكام-
**انتظر سيدي لا يزال هنالك حريق!! لا تدخل!!
- لم يستمع لتحذيرات عناصر الامن من حول بل واقتحم المكان..كان هناك شيء ما يردد بداخله..انه هنا!
لا شك بانه هنا..
ماثيو : اخبر رجالي ان يطوقو السطح و الاسوار جميعها
**عُلم حضرة العقيد..
- شد اليه حزام الخصر و لقم مُسدسه-
ماثيو : تريد الاتجار بالاطفال ايضا..
الى اي مستوى من القذارة تود الوصول
- تمتم مع نفسه بينما يقطع اروقة الدار يتجول في انحاءها ويخرج الاطفال الخائفين تحت الأسرة وفي الممرات
عبر الى ان وصل الى الساحة الداخلية التي تكاد لا تُرى لشدة الدخان و الرماد حيث تناهت الى سمعه اصوات رجال فدفع بجسده خلف احد الأعمدة وبدأ يترصد المكان..
اتعست حدقتاه و ارتفعت انفاسه حين رأى احدهم
ماثيو : ميغيل!!
- اردف بصدمة ثم لمح ظلالاً اخرى تتحرك وسط غمامة الرماد فعاد و ضيق مقلتيه محاولاً التركيز..
الى ان ادرك ما زاده يقينا-
ماثيو : جوليان...مارتن..واللعنة..انهم هُنا!!
- تجمد انامله فوق الزناد لثوان ثم استعر الحماس بصدره و ارتسمت ابتسامة ماكرة فوق ثغره
اجل لقد حان وقت انتقامه
رفع اللاسلكي من على خصره و اصدر اوامره على عجل-
ماثيو : انُهم هُنا..دونالد..عشرة قناصين على السطح و اغلق الباب بالمُصفحة! اياكَ ان تخرج نملة من المكان
دونالد : اهه..حاضر!! عُلم حضرة العقيد
- ابتلع الملازم توتره وركض على عجل ينفذ الاوامر
بينما بدأ ماثيو حركته بحذر
اقترب خلف الأعمدة الضخمة متخفيا يحاول الحصول على نظرة اقرب..
اين هو..لا شك بأنهُ هُنا
نقل ناظريه مرارا وتكرارا..بدأت غيمة الدخان تنقشع و اصواتهم تصبح اوضح قليلا
اه عما يتحدثون..
مارتن : اخذتُ عشرون..اصبحو في الشاحنة
ميغيل : هل اخذت الفتاة؟
مارتن : لم استطع الوصول اليها انها خائفة
- قطب ماثيو حاجبيه محاولا التركيز فيما يسمع لكن عبثا..حتى رؤيته بدأت تُصبح ضبابية..
اصبح يراهُم ظلالا و قواه بدأت تخور و خطاه تتعرج
انه المهدئ...اللعنة!
تمتم مع نفسه و تنهد محاولا التقاط انفاسه ثم تهاوى ببطئ فجثى على ركبتيه يسترجع وعيه
يالهي.. ماذا سأفعل..
عثرت عليهم اخيرا ولكن..ولكني لا استطيع النهوض..
انا عاجز...
كلهُ بسببه هو..
كل ما يحدث بسببه
ارخى جفنيه و اتكئ بجسده الى العمود مستسلما لتأثير المهدئ..ربما رجاله سوف يمسكون بهم..
دونالد في الخارج لا داعي للقلق اجل..
بعض دقائق و سأصحو..
تردد الصدى برأسه و اظلمت الدُنيا
لقد كانت يهلوس بالفعل..و قد غاب عنهُ وعيه
.
.
.
ليو : اين هُم الان؟
- انتشرت نبرة صوته في المكان ببعض كلماتٍ قليلة لفظها فاثارت هزة في كيان العقيد المُخدر!
اتسعت حدقتاه و تنبه كسبعٍ جائع
لتقع انظاره عليه..
حين كان يحطُ اولى خُطاه على الارض خارجاً من السيارة
اشتعلت اوصالهُ قوة وتسارع نبضه وجفت شفتاه!
ماثيو : ا..انت..
ليو مارتنيز!!!
- صرخ بشراسة واندفع بجسده دونما هوادة ليباشرهُ بالرصاص مستقبلا اياه بحرارة
مما جعل الاخر ينتفض لحظة اختراق الرصاصة الاولى لكتفه-
مارتن : سُحقا!! من هذا..
- تبعثرت صفوف عصابة الشيطان لحظة اصابة قائدهم و ضجت حناجرهم بالحقدِ لتتعالى الصرخات و يرفع كُلٌ منهم سلاحة نحو العقيد المنُدفع-
مارتن : اطلقو يا رجال!!
ليو : انتظر!!
- خمسة احرفٍ جعلت الجميع يتوقف و كأن الزمن تجمد لوهلة-
مارتن : ل..ليو..
- دفع بكتف احد رجاله و خرج من بينهم بخطى ثابتة ليُلقي نظرةً على من افتقدته الحواس-
ليو : ماثيو...
- ارتعد العقيد و تلبدت ساقه فاستقر مكانه على بُعد خُطىٍ قليلة من شيطان الدمار ذاك-
ليو : مرّ وقتٌ طويل..حضرة العقيد
- حرر اخر احرفه مع بسمة خفيفة و نظراتٍ كانت غايةً في الغرابة...
التقت اعيُنهما لأول مرة بعد عقد او اثنين من الحقد او يزيدون
هذا ما شعر به كلاهما..انه لقاءٌ بعد سنين طِوال!
ولكنه لم يلبث الا سنتين من البُعد
ماثيو : اخرس..ولا تنطق اسمي..على شفتيك القذرة تلك!
ليو : اومو على رِسلك..اصبحتَ مندفعا
- شد الاخر على اسنانه بغيظ و نظره بنظره توحي بكُرهٍ عميق-
ليو : ترحيبك كان حاراً بالفعل..
- ابتسم و مرر انامله فوق شريانه الممزق الذي ينضح بدمٍ ساخن و يسري على طول ذراعه ليُدنس ارض الميتم..يبدو ان الشيطان..
هو اول من نزف..في هذا الهجوم اليوم..
اذ لا ضحايا من الاطفال او الرجال حتى اللحظة!
ماثيو : سأجعله الترحيب الاخير اعدك
ليو : اهوجٌ كثيرُ الكلام كعادتك..لا تتسرع بحشر انفك
ماثيو : اخرس يا مجهول النسل..
سأمنعك من نشر المزيد من قذارتك
ولو كلفني ذلك حياتي
- اتسعت اعيُن مارتن بصدمة لما سمعه من الاهانات..
بينما رفع احد الرجال حاجبه
و شخر الاخر معترضا
و آخرٌ اشتشاظ غيظا
لم يعتادو قط على سماع احدهم يذكر نسب زعيمهم بالسوء..اذ ان اي لفظٍ حول الامر كان يتبعه عواقب وخيمة
لكن ليو..لم ينبس ببنت شفةٍ بل فقط كانت اعيُنه تفيض بنظرات غير مفهومة وبسمة غريبة..
و كأنه يتقبل الامر ولا يسؤه-
ليو : احح...اخبرتك الا تلحق بي..
ماثيو : وفر..نُصحك
ليو : مُصر ان تكون على هذه الحال
ماثيو : انت اخر من اود سماع شيء منه
- قال جُملته الاخيرة بينما يرفع ذراعه متأهبا لشيء ما
ويبدو ان نظيره فهم ما سيحدث تالياً فرفع بصره متفقدا اركان السطح بناظريه ليُدرك هُناك المُصيبة القادمة-
ليو : مازلتَ كلب حراسة اذا هم؟
- مشط الارض المُدماة بقدمه محاولا ابعاد دمه عن مسار خطاه المُقبلة ثم رفع بصره نحو العقيد الذي كان بالفعل يستشيظ غضبا..
تلك الكلمات تؤثر به جدا..
ويبدو ان الشيطان يعلم جيدا مالذي يتفوه به-
ليو : انتهت صلاحيتك..اخبرتك..لن تنال سوى الشتم
ماثيو : اخرس!!
- شدد احرفه الاخيرة ثم رفع صوته مُهددا-
ماثيو : سأجعلك عبرة..ليو مارتنيز!
- عقد الآخر حاجبيه ثم ادلى بنظرة نحو مارتن الذي يبدو انه قد فهم الامر فصرخ على عجل محذرا-
مارتن : تراجعو يا رجال!! انه فخ!
ماثيو : اطلقو النار!
ليو : بئسا..اللعنة ماثيو!!
ماهي الا لحظاتٌ حتى اُمطرت الساحة بوابلٍ من الرصاص من كل حدبٍ وصوبٍ !
أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
ActionD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...