شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵

10.𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓽𝓱𝓮𝓻 ‏𝔀𝓸𝓻𝓵𝓭

هناك حياة بعيدا عن الحرب!
اين؟
بعيدا عن براثن النقمة..خارج قفص اضلعك
تقصد الهرب من الثقب الاسود؟ هل الهرب حياة!
اجل..فقط..لنهرب..يمكننا صنع نعيم في كل مكان نتواجد فيه معا
_________________________________________

منزل القرية..
هذا صحيح! - أردف احد السكان المحليين-اذكر جيدا حين عاد ثيو الى هُنا وكان معه شابٌ لاتينيٌّ فارع الطول...شاحب الملامح بأعين داكنة!
- ليرد آخر بنبرة منفعلة- اذكره ايضا! كانت هيئته يُغالبها السواد..لم ارتح لذاك الشاب منذ اول نظرة
حرك بران مُقلتيه مابين المتحاورين ثم انهى النقاش بإيماء خفيف
بران : صحيح! ذاك هو ليو...الذي يتحدث عنه ماثيو طوال الوقت في مذكرته
- ثم بلل ابهامه وقلب الصفحة بهدوء دون ان ينظر للكتاب في يده-
بران : انا ايضا التقيتُ به هنا و
لا ادري سبب ارتياح ثيو له..ليته لم يفعل
- تنهد ومرر عيناه على الورق فاتسعت حدقتاه و قام بقلب الصفحات على عجل-
مالامر بران ؟ - تساءل احد القرويين-
بران : لقد..انتهى!
ماهو ؟
بران : المذكرات..اقصد انظرو..
- رفع الكتاب الذي اضحت صفحاته بيضاء فارغة امام انظارهم فتعالت شخرات التذمر والسخرية من زوايا الحانة-
بران : الصفحات ممزقة!
-همهم احد اصدقاءه و اطلق الدخان من ثغره -
لعل ثيو غضب فمزقها
بران : مستحيل..ثيو كان يُقدس مذكرته..يستحيل ان يخربها..متأكد ان شخص ما..فعل ذلك
- اغلق الكتاب بهدوء ونظر للجلوس حوله-
سأجدها..
________________________________________
في مكان آخر من العالم
ربما على الجانب الثانِ من البحر او خلف سلاسل الجبال
خلف خط الأفق..
في ارضٍ شتائها قاسٍ..الثلج فيها يهطل بسخاء
اجل عزيزي القارئ كما تخيلت
صوت صفير الرياح الجليدية و دخان المدافئ
قد تظنها ايسلندا..او الاسكا
من يهتم للزمان والمكان؟ فكل شيء مثالي يسير وفق خطة معينة
شخص يصمت ليكمل الآخر
هناك حيث تحلّق اطفال مارتن حول المدفأة
و نظراتهم تتوجه نحو والدهم الذي كان يسترق لحظات السعادة خلسة من لمعان اعينهم
ماريّا : لقد وعدتنا ان تكملها يا ابي
ميغيل : صحيح و قد حان وقتها اساسا
- ضحك مارتن و اعتدل بجلسته ثم رفع ناظريه لزوجته طلبا للمساعدة فإقتربت هي الأخرى و جلست قربه-
فايا : هذا صحيح عزيزي..لتكمل القصة لنا
- تنهد حين علم انه ليس هناك من مهرب-
مارتن : حسنا..اين وصلنا
ميغيل : حيث السيارة و بوم بوم عندما الزعيم انقذ الموقف
مارتن : اه صحيح صحيح..
بعد ذلك تواريا عن ناظريّ انذاك و ذهبتُ انا مع بقية رجالنا..هربنا الى حيث امرنا الزعيم و انتظرناه هناك
فايا : ولكن ماذا حل به؟
مارتن : لقد حكى لي كل شيء منذ تلك اللحظة وحتى النهاية..سأسرده عليكم كما سردها لي بنفسه
آنذاك قد اخذه ماثيو الى قريته..و قام بإخفاءه هناك لأيام...
ليو : ياه اين تأخذني..الطريق طويل
- استندت للمقعد بتعب و اخذت اراقبه كان يقود بهدوء-
ماثيو : نكاد نصل حضرة الزعيم تحلى بالصبر
اغلقت جفناي ك نوع من الموافقة و هدأت
كانت جراحي تعج بالقيح!..انها تؤلم بحق..لكن لايمكنني التصرف بضعف امام ماثيو
ثم ماهي الا دقائق حتى وصلنا الى كوخ خشبي قديم
يبدو رثّاً لكنه جميل
نزل ماثيو تفقد المكان ثم دعاني للمنزل
ماثيو : اهلا بك في منزلي المتواضع حضرة الزعيم..
سنختبئ فيه حتى يزول الخطر عنك
دخلتُ وبدأت اتفحص المنزل بعيناي
كل شيء يبدو بسيط و مُنسق بطريقة مريحة
هكذا هو ماثيو
بسيط..لكنه مُنسق!
ماثيو : لم تأكل منذ يومين لاشك انك جائع ..لدي بعض الطعام بالتأكيد..انه هنا
- اخذ يبحث في المطبخ و يتحدث الى نفسه..
لم اعلم كيف اخبره اني كل ما اريده هو ان يزول ذلك الألم
ليو : لا لاتتعب نفسك ماثِ..لست كذلك
جلستُ على اريكة المطبخ فاستدار و نظر نحوي
ماثيو : ادعى ثيو هُنا في القرية..
ليو : فعلا؟ لابأس سأناديك به..انه جيد
- اقترب بخطوات حذرة ومرر كفه فوق جرحي تماما! فإنتفض بدني و اتسعت عيناي دون ارادتي-
ماثيو : توقعت ذلك! دعني ارى
- رفع القماش عن بدني و تفحص الجراح بعناية
ماثيو : الغرز مفتوحه! عاد للنزف..يجب ان نعقمه ونوقف الدماء
ليو : لا تخف سيتوقف من تلقاء نفسه
ماثيو : عما تتحدث انت!؟
- كنت اراقبه بخمول بينما يجمع اغراض من هنا و هُناك..اصبح جريء واكثر قوة-
ماثيو : اسمع لدي طريقة!