29."No dispares, idiota"

33 4 0
                                    

ماثيو : على الرحب..سأنهي هذيانك
- اعاد العقيد رفع المسدس ضد ملامح الشيطان الذي يجثو على احدى ركبتيه امامه
ليرفع الاخر بصره نحوه بثباتِ رغم ان فوهة المُسدس تقابل مقلته اليُمنى
ما إن يضغط ثيو الزناد..سينفجر رأسه ابتداءاً بها
ستكون ميتةً بشعة بحق
- شد العقيد زمام الامور و ضغط الزناد دون تمهل اكثر
لتندفع رصاصة الذُل بومضة
وتنطلق صرخة آلمٍ مدوية!
مارتن : لا تطلق النار ايها الاحمق!!
- صرخ مارتن بعد ان اطلق على ذراع العقيد فجعله يخطئ التصويب!
اللعنة..انه يوم حظ الشيطان
ترنح العقيد المُصاب ممسكا بذراعه الذي تحطم عظمه و تناثرت دماءه على وجه ليو-
ماثيو : سحقا..اهه
- توجهت انظاره العقيد نحو مارتن المُندفع الذي انهال عليه بلكمة اسقطته ارضا و كاد ليُباشره بالتالية لولا ان زعيمه زجرهُ-
ليو : مارتن..توقف ايها الغبي!!
- شد ليو معصمه مبعدا اياه عن ماث الذي لم يعطي نفسه وقتا للاستيعاب بل كل ما كان يفكر به..هو ان يمسك بمسدسه مجددا ويعاود النهوض
رمى بجسده على جنبه محاولا التقاط المسدس
ولكن الشيطان أحال امنياته سرابا حين ركله بعيدا عن متناول يده-
ليو : كفى انت الاخر!
ماثيو : اخرس..لا تُملي علي ما افعل
- تنهد انفاسه بقوة..يبدو ان الغضب بدأ يتسلل الى ملامحه الساخرة-
ليو : انت تريدها بأصعب الطرق..
- سحب العقيد جسده للخلف مبتعدا عنهما ثم ترنح بين محاولاته للنهوض-
ماثيو : اريد جعله كل شيء صعب عليك
سأذيقك مُر العذاب قبل ان انهي حياتك
- شد الاخر قبضته ثم نظر نحو مارتن-
ليو : خذ ماريا و الرجال و اذهبو من هنا
مارتن : ماذا ستفعل؟
ليو : ليس من شأنك؟ سأخرج من هنا
مارتن : انظر..ان كنت تظن انك ستاخذ دور البطولة و تتصرف بتهور ف تبا لك و لماريا
تعال معي ولا تتحامق ليو!
- تجاهل تُرهاته وانحنى على الارض حاملا مُسدس ماثيو بينما الاثنان يُلاحقانه بأبصارهما و لديهما نفس التساؤل..مالذي سيفعله هذا ؟
استدار بملامحه المحتدة ناحيتهما و رفع حاجبه مهددا بأحرف هامسة-
ليو : تبخر من امامي..3..2..
ارتعش مارتن و قضم سفلاه..اذ انه ادرك غضب قائده فأومئ بالطاعة وانصرف لأمره على عجل
اما العقيد فقد اتسعت حدقتاه و ارتعدت الارض من تحته
انه هو...
الشخص الذي قابله في عين لندن..
ذاك الذي كان ينتظر رؤيته..
هالته المظلمة..
شخصه الآخر الذي يثير الرُعب في اوصاله
ظل يُحدق به دون استيعاب..
بينما الآخر يُلقم المُسدس و يتوجه نحوه بخطوات ثابتة
ليو : اسمعني جيدا..
انتهى المزاح
- ارتعش جفن ثيو و دعك عيناه بعدم تصديق-
ماثيو : ع. عما تتحدث؟
- ادرك ضعفه فعقد حاجبيه و اعتدل بوقفته محاولا استدراك صدمته-
ماثيو : اترك مسدسي ايها القذر!
ليو : كلمة اخرى وسأقتلع لسانك البذيء ذاك
مارتن : ايها الزعيم..
- نده مارتن الذي كان متجمعا مع الرجال اوسط الساحة بوضعية الدفاع و كُلٌ منهم ينظر للأعلى بتوتر-
نحتاجك هنا..
- عقد ليو حاجبيه ثم رفع بصره ايضا..
فأدرك ان رجال الأمن قد رتبو صفوفهم من جديد
و استعادو مواقعهم
وهاهي البنادق موجهة نحوهم مجددا
دونالد : اعيدو الينا العقيد...
هذا اخر تحذير..عصابة الشيطان!
- صرخ الملازم جريح الساق الذي كان يسير بترنح ويتكئ الى رجاله-
ماثيو : يبدو انه ليس افضل ايامك هه..
اريني كيف ستخرح منها الان
- قهقه العقيد بسخرية و نظر نحو الشيطان منتظرا منه قولاً لكن لم يحصل على ردٍ يُرضي تعطشه لإذلاله
صفّر ليو بسخرية و بلل جفاف شفتيه ثم بادله اللحاظ و اردف مستائلا-
ليو : يبدو انهم يحبونك للغاية هاه؟
ماثيو : ليس من شأنك..على الاقل لن يغدرو بي قط
- انسلّ الذئب الاسود على عجل مكبلاً ايدي العقيد خلف ظهره و شدهُ اليه بقسوة مانعا اياه من الحراك ثم مرر كفه المُدمى حول عنقه
جاعلا مظهره يبدو وكأنه غارق بدمه
مما جعل العقيد يشهق دون استيعاب و يقاومه بضراوة-
ماثيو : ماذا تفعل..ابتعد
دعني وشأني..ابتعد عني
ليو : سنرى هل رجالك يحبونك فعلا
- قهقه بسخرية وجذبه خارج الظل الى منطقة الخطر
ليتوسط الساحة و ينبس مهددا-
ليو : حركة واحدة وسأفجر رأس عقيدكم البطل
- ضج المكان بالاضطراب و نظرات السُخط والدهشة
ولكنه لم يأبه قطُّ لوابل الشتائم المُلقاة عليه بل و شد الوثاق و اقحم المسدس في جبهة العقيد ثم اعاد التحذير-
ليو : اقسم ان تنفس احدهم..سأفجر رأسه حيا!
ماذا سنفعل سيدي..
-تساءل احد رجال الأمن فارتعشت انفاس الملازم و رفع ذراعه مانعا اياهم من الاطلاق-
دونالد : تمهلو..
لا تطلقو..
- سقطت انظار دونالد على ليو..الذي بدوره كان يبادله بنظراتٍ محتدة ثم كسر الاتصال البصري حين استدار بمقلتيه صوب رجاله الذين بالفعل..فهمو مايجب عليهم فعله
جمعو شتاتهم و صعدو للسيارات بسرعة ثم انطلقو خارجا يُجارون الرياح
اما هو فبقي يجر رهينته ويتراجع بخُطاه تحت شتائم ثيو المتواصلة
ليو : اخرس واللعنة الا تتعب؟
ماثيو : ايها الغدار.. الشتم اقل ما يفعل بحقك
ليو : لا تتحدث عن الغدر..لستَ بافضل مني حضرة العقيد
- ثقلت احرفه الأخيرة لاشتداد المه و بدأ جبينه يتصبب عرقا بينما الآخر يراقبه ويتحين الفرصة-
ماثيو : لم يتبقى لك الكثير ايها الشيطان ستسقط
هه ستسقط لقد نزفت كثيرا
ليو : اه..خسئت
- تنهد كلماته الاخيرة بثقل و حارت انظاره..
ذهب رجاله و بقي وحده..
ايعقل انهم تركوه ؟
مارتن : هُنا هُنا ليو!!
جاءه الرد من السائق الارعن الذي ظهر خلفه من العدم و دار دورة كاملة حولهما ثم استقر امامهما بباب سيارته المفتوح-
مارتن : اصعد بسرعة اصعد!!
- دفع ليو برهينته فوق المقعد ثم القى بجسده داخلا و انطلقت السيارة بسرعة جنونية وسط رشقات الرصاص و اعتراض رجال الأمن
لكنهم هربو منهم بالفعل...
اخذو العقيد رهينة!
حل الصمتُ لدقائق و سادت الخيبة عناصر الأمن..
يالهُ من يومٍ سيء..
بعيدا عن ساحة الخيبة على بُعد كيلو مترات قليلة
في المقعد الخلفي لسيارة مارتن
ماثيو : اعدنيي هناك ايها السافل
ابتعد اريد ان اخرج
مارتن : اجل قُم برمي نفسك..احسنت
ماثيو : اصمت انت لا احادثك
- ازدادت حدة النقاش بين الاثنين وثالثُهما كان صامتا يتفقد الصغيرة النائمة في صندوق السيارة-
ليو : اخرسا اجل؟.. ان استيقظت ماريا..
سألجم فاهك و فاهُ بلجام البقر
رمش ماثيو بصدمة و نظر نحو ليو
مارتن : اجل و ستجعلنا نقول موو..
ليو : بالضبط..الا انكما ثوران اهوجان للاسف ولا تنتجان الحليب
- حل الصمت لثوان في السيارة وسط تبادلهم الانظار..
ثم انفجر مارتن ضاحكا و اشاح ثيو بوجهه كاتما ضحكته هو الآخر..-
ماثيو : احمق..لا تجعلني اتخيل الأمر
- رفع ليو حاجبه و رطب شفاهه الجافة ثم اردف وهو يمزق كُم قميصه-
ليو : تتخيل ماذا؟ الامر واضح يا غبي الثور ينتج الحليب من مكان واحد فحسب..
- اتسعت حدقتا ثيو ثم انفجر ضاحكا دون ان يعي و هاقد انقشعت غمامة السوء التي كانت تحيط بهم
بالطبع فقد اجتمع الثلاثة هؤلاء مجددا-
ماثيو : احمققق!!
- ابتسم ليو واقترب فشد ذراعه المكسور مما جعل العقيد يئن ألما-
ماثيو: اء.اهه اه..ماذا تفعل!!
ليو : اص..
- همس الشيطان بينما بدأ يضمد ذراعه بكُم قميصه الذي سبق و مزقه لأجل هذا الغرض-
ليو : علي ان احافظ..على حياة رهائني..
- ارتعشت ملامح العقيد الذي سكن يتصفحه ببصره..
من..هذا..
ا..ء..انه نفسه..ليو..الذي كان في القرية؟
تصادمت الافكار و المشاعر داخله..
لم يعد يفهم بما يشعر في هذه اللحظة
اهو حقد حقا؟
مارتن : اش تبقى مدللا لديه مهما فعلت ايها الساقط
- شخر مارتن بسخرية مقاطعا عليه دوامة الاسئلة التي كاد ان يعلق بها-
ماثيو : اء..انا..لم اطلب دلاله
- عقد حاجبيه وسحب يده سريعا فور انتهاء ليو من تضميدها..فابتسم الاخر و القى برأسه للخلف مستندا لمقعده-
ليو : خذنا...لنرتاح..مارتن..

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن