ماثيو : ليو!!
اللعنة..لاا
- صرخ العقيد بملئ صوته و ترنح بخطاه الثقيلة ناظراً حوله علّ احد الرجال يسمعه او انهم قد رأو ماحدث
لكن بئسا..مارتن الارعن اقتادهم بعيدا دون ان يلتفت
تنهد رعشة انفاسه و جر ساقيه لينزل الصخر الوعر متشبثا بيديه المرتعشتين-
ماثيو : اتسمعني!!. ليو!
- تردد صدى صرخاته في الافق المقفرة
لكن لا جواب!
شعر بقلبه يمزق حنجرته نبضه تسارع
وانفاسه تقطعت..لم يصل الى اسفل الجُرف الا وقد فقد رصيده من الصبر
حط بقفزة اخيرة فوق اكوام الثلج وبدأ يركض نحو السيارة المحطمة ويصرخ برهبة-
ماثيو : ليو..ليو مارتنيز!!
ايها السافل اجبني..
- جثى على ركبتيه وبدأ يجرف الثلج بيديه العاريتين بين لُهاث انفاسه-
ماثيو : اخرج كفى عبثا..انه ليس مضحك..ليس مضحك!
- خرجت اخر كلماته بنبرة باكية..و دارت اعينه حول الحطام فأدرك شيئا ما..
كانت جهة مقعد السائق للاسفل..والزجاج محطم
تجمدت ملامحه و هربت بعض احرفه برعشة
ماثيو : تلقى..الضربة!!
- هاج مجددا و تعالى صراخه المُتباكي و ازدادت لهفته متناسيا انامله التي بدأت تنزف لشدة الصقيع
الى ان بدأ يرى اجزاءاً منه
عثر على يده اولا فشهق و تابع كشط الثلوج بكل ما اوتيّ من قوة-
ماثيو : انهض..ايها الحقير!! اتسمعني..ليو!!
ليو مارتنيز!
- دوت صرخته الاخيرة الارجاء فأتاه ردٌ سريع من المدفون تحت الثلوج
انتفض ليسعل بثقل ويبعد الثلج عن جسده الممزق-
ليو : اه انت مزعج كالنساء
- اتسعت بسمة العقيد و تهلل وجهه
كانت افضل اهانة سمعها في حياته هذه المرة
لطالما كره ان يشبهه ليو بالنساء
لكن هذه المرة...اجل ارجوك..اشتمني..قل اي شيء
اجل..اللعنة انا كالنساء..
اه..
سماع صوته حيا..كل ما كان يريده
شعر و كأن الحياة عادت الى عروقه بعد ان جفت روحه لشدة الرهبة-
ماثيو : بئسا..ايها الساقط!! كيف تفعل ذلك بي
- ازداد نحيبه بينما الاخر يسعل بقوة ويتقلب محاولا سحب جسده والنهوض-
ليو : اخبرتك..اغلق.. الباب!
- تنهد بثقل و نظر اسفله محاولا المقاومة اكثر-
ليو : احح لا عليك..
اعذرني انه خطأي..ضل تركيزي عن الطريق و اهه
- نظره العقيد لحركاته باستغراب ثم ادرك انه لا يستطيع النهوض-
ماثيو : مالامر..
ليو : احح..ساقي
- حاول سحب ساقه بقواه الخائرة لكن عبثا
مالبث ثوان الى ان ارتمى على ظهره مُنهكا يلهث بارتعاش-
ليو : احح بئسا..
- مرر ماثيو انظاره فوق الجسد المُلقى امامه
كان ينزف من فمه و صدره غير سويّ!
لا شك بأن هناك اضلعا محطمة او شيئا من هذا القبيل
اندفع بجسده محاولا رفع الحطام عنه
لكن لا جدوى!
ارتمى الاخر جالسا قربه و انفاسهما تتصاعد وسط نفحات الصقيع-
ماثيو : اللعنة..مالعمل..
رجالك احقر من قد رأيت في حياتي!
دائما ما يتركونك خلفهم
- لم يستطع ليو الرد بل اكتفى باغلاق عينيه و الاستسلام فوق وسادة الثلج التي احتضنت جسده تاركا انفاسه تهدأ شيئا فشيئا
مرت بضع دقائق من الصمت والعقيد يترقبه بأعين يملؤها القلق
مسد كتفه المصاب بخشونة واقترب يمرر انامله بين خصل شيطانه العالق اسفل الحطام..محاولا التخفيف من مرارة ما يشعر به-
ماثيو : ستكون على ما يرام..لا تخف..انا معك..سأبقى هنا معك...حتى انقذك
- لاحت ابتسامة خفيفة على ثغره المدمى و اطلق تنهيدة من بين اضلعه المهشمة
بدى مظهره دافئا جدا..
صحيح ان وجهه كان شاحبا كما الثلج
الا ان دمه كان دافئا..ولونه القانئ كان جميلا حين امتزج بالابيض المتلألئ
ظل العقيد صامتا لدقائق..ينظر حوله محاولا ايجاد مخرج ما
يدعك كفه بتوتر و يشتم بدواخله
الى ان شعر بأنامل الشيطان الباردة حائلا ما بين كفيه
فشخص ببصره اليه-
ليو : اهدأ..ماثيو
- تمسك بكفيه و جر جسده بثقل مميلا اياه ناحيته-
ليو : انت على مايرام؟ تأذيت؟
- ابتلع ماثيو ماء جوفه برعشة و سكن بأعينه الدامعة نحو هيئة الشيطان المنهكة
كانت اعينه السوداء تفيض اماناً رغم انعدام مقومات الامان حولهما
انزاح رعبه و امطرت غيوم اجفانه بسخاء فجأة
فأشاح بوجهه للجهة الاخرى محاولا التهرب من عاطفته التي خانته في اهم اللحظات
حين وجب عليه ان يكون قويا
ارخى ليو ملامحه المتعبة و تنهد رفق بسمة خفيفة
ثم شد انامل العقيد بعناق محاولا جذبه اليه-
ليو : اه تعال..
ماثيو : اش دعني وشأني قليلا
ليو : احح انت عنيد حتى بأسوأ الاوقات
- القى برأسه للخلف و شخص ببصره نحو الافق..
كانت رؤيته مقلوبة ضبابية
يرى السماء وقد بدأت تميل للبرتقالي
وشعاعها ينعكس على سجادة الثلج معطيا بريقا يخطف الانفاس..
تنهد ذو الأعين الغائرة وابتسم
ليقطع العاصفة المطيرة على مفجوع الفؤاد-
ليو : رباه...الغروب ساحر للغاية
- اتسعت حدقتا ماثيو الدامعتين و نظر نحوه-
ليو : مضى زمن طويل..منذ اخر مرة راقبت بها الغروب
امم انظر..انه جيد فوق الثلوج اوليس؟
- مسح العقيد وجهه بخشونة و نظر حيث ارشده الشيطان-
ماثيو : انه جميل..بالفعل
- اتسعت بسمة الاخر و لفظ بعض دماءه بمرارة-
ليو : اوليس ذلك مريحا؟
ان تنعم باستراحة صغيرة من كل شيء في هذا العالم؟
- لم يُجب العقيد بكلمات ب اجابت اعينه بنظرات قلقة
لم يكن يبدو مستمعا بالمنظر البتة!
اذ ان الشيطان يتأمل غروب الشمس
اما هو
ترتعد نفسه خوفا لما يتهيء له من افكار
ان يكون شاهدا على غروب الشيطان!
ماثيو : احح انت بدأت تهذي ليو..
ليو : اه ربما..من يدري
- اغمض اعينه مستشعرا يد خليله الدافئة حين كان يمسح الدم عن ملامحه
بينما العقيد يشتم بين انفاسه
وجهه بارد كاللعنة و ابتسامته الغبية تلك
اهء..بئسا..
ليو مارتنيز ايها الحقير
توقف عن كونك تافها..
انت على وشك الموت ولكنك لا تنفك تتلفظ بأشياء فارغة!
احح ماذا لو..
ماذا لو مات بين يداي الان؟
لاا سحقا..يجب ان انقذه بأي طريقة
لحظة..
لما..
لما اريد انقاذه بهذه الشدة؟
الم اكن اتعطش لتعذيبه حتى الموت؟
الم اكن اقول ارغب بأن اشفي غليلي برؤيته يئن الما؟
هاهو امامي..
يتعذب و دماؤُه ذهبت هباءاً
مالذي افعله انا..
لما ادافع بتلك الشراسة عن مجرم حقير؟
فقط لمجرد انه كان لطيفا معي..
ليو : ذكرني لما انت معي هنا الان؟
اعني...لما تلحق بملعون بائس مثلي
- جاء ردهُ ك صدمة ايقظت شرود ماثيو فاتسعت حدقتاه ونظره باستغراب-
ماثيو : هاه؟
- لعق الدماء عن شفتيه و احتدت ملامحه قليلا ليؤشر بأعينه نحو الافق البعيد-
ليو : هناك قطط صغيرة تود اللعب معنا
- رمش ماث بعدم فهم و نظر حيثُ اشار عليه
كان هناك اشياء بعيدة تتحرك..
ضيق عينيه قليلا..ثم فتحهما على اتساعهما حين ادرك ما يراه-
ماثيو : واو...انت ملعون اكثر من عمي!
- ضحك نظيره بسخرية وتمتم وسط هذيان افكاره-
ليو : كله بسببك اضحكتني كثيرا الايام الفائتة والان حان وقت دفع الثمن
- استل العقيد جسده بصلابة و شد عزيمته-
ماثيو : لندفعه معا اذا..فاتورة مشتركة
- ازداد قُرب تلك الاجسام المتحركة شيئا فشيئا
و اصبحت واضحة للرؤية
قطيع من الذئاب الثلجية الجائعة..
انجذبت لرائحة الدماء
ماثيو : احح الهي..يبدون لطفاء هه
- تحرك العالق تحت الركام في محاولة اخيرة لتخليص نفسه..لكن الحظ لم يكن حليفهما هذه المرة حقا
فتنهد اخر أمل لديه و رفع بصره نحو الموت القادم نحوهما-
ليو : اسمع
ماثيو : هم؟
ليو : مازال امامك بعض الوقت..
اسلك ذلك الطريق يؤدي الى القمة
اشك ان مارتن والاخرين هناك
- لم يأتِه اي رد من العقيد الذي كان يقف بثبات قِبالة المشهد المخيف-
ليو : لا تتغابى اسمع مني
ماثيو..احضرهم و تعال هيا
ماثيو : و اتركك هنا؟
ليو : ناه ..اثق انك ستحضرهم قبل ان يحدث اي شيء..هيا..اركض..لدينا وقت
- التفت اليه رافعا حاجبه بتساؤل-
ماثيو : و ان لم اعثر عليهم في القمة؟
- تنهد الشيطان ثقل انفاسه و استقبل سؤاله بإبتسامة و نظرة كانت تشرح كل شيء لم يستطع قوله-
ليو : ارتمي بحضن نتالي.. وانجب طفلا يشبهك
- عقد ماثيو حاجبيه وشد قبضته مشيحا بوجهه سريعا ليزفر انفاسه بقوة دون ان يجيب
ماهي الا بعض دقائق حتى انحنى بهدوء والتقط جذع شجرة ثخين متخذاً وضعية التأهب-
ماثيو : افواههم تسيل..يبدو ان رائحة دمك لذيذة بشكل لا يُقاوم ايها الشيطان
- ارتعشت سوداوتيّ ليو ليُهدأهُ الاخر بابتسامة حاذقة-
ماثيو : لا تقلق..اخبرتك انا معك
سأحميك حتى النهاية!
أنت تقرأ
شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵
AksiD𝓮𝓪𝓽𝓱.. I𝓽 𝓲𝓼 𝓽𝓱𝓮 𝓸𝓷𝓵𝔂 𝔀𝓪𝔂 𝓽𝓸 𝓰𝓮𝓽 𝓻𝓮𝓵𝓲𝓮𝓯 𝓯𝓻𝓸𝓶 𝓹𝓪𝓲𝓷.. احداث الرواية حول شُرطي يدعى "Mateo/ماثيو" أُرسل للتجسس على افراد عصابة الشيطان الذين يتزعمهم "Leo/ليو" يروي الحكاية "Bran/بران" صديق ماثيو المقرب و سيشارك...