47."San Diego"

30 4 0
                                    

صباح اليوم المُرتقب
استيقظ ماثيو مع رعشة في صدره
كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر
يفكر بطريقة يشغل بها الجنرال عن امرهم
تمنى بدواخله كثيرا الا تصله الاخبار حولهم
تشه اصلا لما اقلق؟
لا احد يعلم بشأن سان دييغو غيري
لن يعلم احد لاني لم اخبر احد
دخل المقسم على عجل يتفقد الغُرف و اخر الاخبار
مر على قسم الرصد فلم يجد مايثيره
ثم مر على مكتب الارشيف و تفحص اخر الملفات
ثم دخل قسم الاستخبارات
فوجد الجنرال هُناك مع مجموعة من المحللين و الخبراء و كانت قسمات وجوههم تقطر سُمّاً اسود
توجهت النظرات اليه فور دخوله
و استبشر الجنرال ببسمة حاذقة
الجنرال : اوه اللواء ماثيو اتى
تعال لدينا مهمة طارئة اليوم!
- اومئ ثيو و ركض اليهم على عجل آملا الا يكون مابذهنه ولكن بئساً!-
الجنرال : عصابة الشيطان دخلت سان دييغو للتو!
- ارتعد فؤاد ماثيو و اتسعت حدقتاه لصدمته
كيف علم بأمرهم!! واللعنة
الجنرال : ماثيو؟ مالامر؟
ماثيو : هاه؟ لاشيء! فقط سحقا لهم..
مالذي يخططون له؟
- فسر صدمته على انها كُره عميق لافراد العصابة و سكن بأعصابه التالفة يستمع الى حديثهم-
الجنرال : لا انباء عن ذلك حتى الان! ولكن حسب دراستنا لأنشطتهم السابقة...اعتقد انهم سيقومون بخطف مجموعة من الأطفال عند موقع قريب من الشاطئ!
- لم يصدق ماثيو مايسمعه...مستحيل..كيف..
كيف يعلم بهذه الدقة؟..
اهناك جاسوس في عصابة ليو؟
من يخبرهم بكل ذلك هذا غير منطقي-
الجنرال : ماخطبك اليوم ماثيو؟
ماثيو : اء..لا شيء سيدي انا فقط...تذكرت..الكثير من الاشياء..
الجنرال : مثل ماذا؟
ماثيو : ضربهم لي و...احح لا اريد التحدث عن الامر
الجنرال : لابأس عليك يمكنك اخذ عطلة هذا اليوم والذهاب للراحة
ماثيو : لن استطيع الراحة و اؤلئك الارهابيون يقومون بأفعالهم الشنيعة
خذني معك سيدي ارجوك
- التقت نظرات ماثيو المحتدة مع نظرات الجنرال المغموسة بالشك ثم انتهى الاتصال البصري بابتسامة جانبية غير محددة المعنى من قِبل الجنرال-
الجنرال : لك ذلك!..جهز نفسك هيا
- خطى مبتعدا تاركا العقيد في حيرة من امره
لقد شعر بشيء غريب بعد تلك الابتسامة...
الجنرال يذكره ب حركات ليو او شيء من هذا القبيل
احح لحظة..ماخطبي انا؟
كل شخص اراه يذكرني ب ليو..وتفك؟
ذلك الغبي جعلني اشتاقه فعلا
- دعك ملامحه و ركض سريعا ليُجهز عتاده
لكنه تذكر امرا ما
يجب ان يصطحب سام معه...
لكن عليه ان يكون حذرا لان المكان سيكون خطيرا
وعليه ايجاد طريقة لتسليمه لهم دون ان يراه الجنرال
انهى حزم عتاده و احضر الصبي معه في السيارة ثم انطلق على عجل يتبع قافلة سيارات الأمن التي يتزعمها الجنرال ساندوفال-
_________________________________________

مارتن : اين هُم اؤلئك الحمقى
- نظر لساعته رفق تثاؤب خفيف ثم اعاد وضع المنظار على عينيه ليكمل مراقبة الحيّ
كان يقف في طابق عالٍ لمبنى غير متكمل الانشاء
و ميغيل عند زاوية الحي يترصد الشارع
بينما رودولف والبقية منتشرين بمناطق عدة من الحي ينتظرون ظهور الشاحنة الرمادية التي ستحمل الاطفال الخمسة المخطوفين الى المرفأ كي يتم نقلهم بقارب تهريب صغير
ماهي الا دقائق بعد حتى اتى الاتصال من ميغيل
ميغيل : وصلت وصلت!
- ارتكز مارتن ببصره و تتبعها بالمنظار بينما يستمع عبر اللاسلكي خاصته-
مارتن : رأيتها ديه...تجهزو يا رجال
- لقم كلٌ منهم سلاحه و هاقد بدأت العملية
توقفت الشاحنة المرتقبة كما هو مرجو منها و نزل منها رجلان ليفتحا الابواب الخلفية فينزل الاخرون و معهم الاطفال-
مارتن : خمسة ستة..سبعة...اه هذا فقط؟
تسعة رجال فقط..اح هذا سهل بحق
ميغيل اخبر رودي ان يتولى امرهم..لا حاجة لتدخلنا جميعا
ميغيل : حسنا
- ثوان قليلة واذا ب رودولف يقتحم الاجواء الهادئة مع رشاش بحجم كبير ليستقر امامهم ملوحاً بإبتسامة مستفزة-
رودولف : هولآ..
ظهرت ملامح الاستياء على وجوه الخاطفين ليردف احدهم بلكنة ساخرة-
من هذا الاخرق الان؟...اقتلوه!
- اندفع نحوه ثلاثة منهم على عجل ولكن لم يلبث الامر الا دقائق ليُرديهم على الارض واحدا تلو الاخر
ارتفعت اصوات الشتم من مجموعة الخاطفين و كما جرت العادة..
انفعل رجلان اخران بمحاولة لنيل ثأر رفاقهم و هاقد نشب بينهم شجار
لم يستطع رودولف استخدام رشاشه في الوقت الحالي..لأن اؤلئك الفاسقين كانو يتخذون الاطفال الخمسة درعاً بشرياً
فاكتفى بالاشتباك الجسدي
اما ميغيل فقد حاول الالتفاف من الخلف لاستعادة الاطفال خلسة لكن ظهر شيء من العدم
احال امالهم سراباً!
سيارات الجنرال...
صدح صوت المكبر من الطرف الاخر
انتم رهن الاعتقال عصابة الشيطان!
سلمو الأطفال و اخضعو لنا حالا
اتسعت حدقتا مارتن و شد على اسنانه بغيظ
مارتن : بئسا!! مالذي يحدث؟؟ كيف علمو بمكاننا
- ضرب المنظار بعرض الحائط و ركض على عجل لينزل السلالم الى موقع الاشتباك-
ميغيل : رودي اهرب!!!
رودولف : اللعنة! لا استطيع!
- كان الخاطفون قد امسكو برودولف لينهالو عليه ضرباً وسط تلك الفوضى العارمة
بينما آخران منهما سحبا الاطفال الى القارب و انطلقا مبتعدين عن الحدث
اما الجنرال فقد نزل من سيارته ليُبصر ذاك القارب فاستدار ببصره لاحد رجاله و رفع سبابته-
الجنرال : احضرهم لي
عُلم سيدي!
هرول اثنان من رجال الامن سريعا ليركبو قاربا اخر و ينطلقو خلفهم
اما هو فقط خطى وسط الاشتباك القائم بين افراد عصابة الشيطان و رجاله بينما يلقي الاوامر بإطلاق النار دونما رحمة
و على الجانب الاخر للقضية ماثيو الذي يركض بين الابنية مع الفتى
ليلتقي اخيرا بمارتن في فناء احد المنازل-
ماثيو : مارتن!!!
مارتن : ماثيو احح..
مالذي يحدث؟؟ لما احضرتهم معك ايها السافل!!
ماثيو : اخرس لم افعل..
هذا ما كنت اود تحذيرك منه..الجنرال
يعلم كل شيء عنكم!
- اتسعت حدقتا مارتن بصدمة و نظر نحو الفتى الصغير الذي بدى مرتعدا -
مارتن : لا يعقل...بئسا..
احح هذا يعني..
- لم يكد يكمل عبارته الا وتلقاه احد رجال الامن برشق من الرصاص كان وشيكا لكنه نجى لسرعة بديهتة-
مارتن : سحقا لك!!
- استل مسدسه و اطلق ردهُ ليُصيب الرجل فيسقط ارضا وسط صرخاته-
انهم هُنا يارجال!! تعالو
مارتن : سحقا اخرسس!
ازداد توتر مارتن بينما ماثيو كان يحاول حماية الصبي بأي شكل-
ماثيو : اهرب..اسرع
مارتن : الى اين..انظر حولك
لم يكد يكمل كلامه الا و مجموعة من رجال الجنرال تحيط بهم و صرخات التحذير من كل مكان
ابتعد عن اللواء! سلم نفسك!!
ضع سلاحك ارضا ابتعد عن اللواء ماثيو
مارتن : سحقا...
- نظر ماثيو حوله برهبة و تنهد انفاسه ببطئ..
اهذه نهاية مارتن؟
اللعنة..ماذا افعل..
رفع بصره نحو السماء محاولا البحث عن مخرج فأبصره شيء ما فوقه تماما
اء..ماهذا..اهذا شخص؟
ضيق عسليتاه محاولا الرؤية وسط ضوء الشمس الحاد
فأتسعت حدقتاه حين ادرك ما رأه
ماثيو : وتفك اهذا...
ليو : ايها الاهوجان ان تحركتما...سأمزقكما ارباً
تيبست عروق كُلاً من مارتن وثيو و سكنا ينظران لبعضهما بأعين متسعة دون حراك
انهالت رشقات الرصاص على رجال الأمن و تناثرت صرخاتهم فتشتت جمعهم و ركض كلٌ منهم بإتجاه
بالطبع ذلك لم يكن سوى مقدمة بالنسبة لليو فاتبع هجومه ببضع اكسسوارات..
قنابل يدوية اثارت الغبار في الارجاء وحجبت الابصار
ظل ماث ومارتن يحدقان ببعضهما وسط رعشة اعصابهما ليسقطا ارضا لحظة اهتزاز الارض بالقنابل
ارتفع صوت سُعال اللواء و اصبحت رؤيته ضبابية
جر جسده بين الرُكام ليحتضن الصبي سام من فوره ويتفحصه بقلق ثم رفع بصره للافق الدخانية امامه فلم يُبصر الا كفا مُدت اليه فشخص بعينيه نحو الظل الداكن ذاك
ليو : انت بخير حضرة اللواء؟
- اردف ليو رفق ابتسامة جانبية هزت اركان ماثيو-
عصفت الرياح لتثير المزيد من غُبار الرُكام و اجتاح هدوء صارم موقع الاشتباك
كُل شيء قد توقف لوهلة
و كأنما ذُهولا اصاب البشر والحجر
كُل شبر هُناك كان قد علم بأن شيئا مهما قد حدث للتو
لقد عاد الشيطان...

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن