34."Una Gran Familia"

40 2 0
                                    

اهلا بك في ميتم الملائكة!
رمش العقيد باستغراب و نقل انظاره بين الرجال الذين بدا صمتهم وكأنه قًبول لما قاله الأب
ماثيو : اه..انا؟ ابنك؟
الاب : اجل..عزيزي..اي احد يدخل مع ليو يصبح ابنا لي
- مرر الشيطان انظاره نحو مارتن مشيرا عليه فتقدم الآخر و حرر ايدي ماث من القيود-
الأب : انت الان آمن بيننا.. لا احد سيزعجك هنا
ليو : لا تصدقه انه اكبر مزعج
- ما لبث العقيد الا ثوانٍ في غمرة راحته قبل ان يقطعها عليه الشيطان مفتتحا نقاشا ساخرا جديدا-
الاب : مزعج لك فقط ليون الصغير
- تعالت قهقات السخرية و صدٌ و ردٌ مجددا فتنهد ثيو وتمتم مع نفسه-
يالهي...وضعهم..كالاطفال
- ماهي الا دقائق حتى سمعو صوت رنين جرس
و بعض الضجة
ليو : اين الاطفال؟
الأب : تعال اقتربت نهاية الفصل
- توجه نحو الباب على عجل و نادى بملئ صوته-
الأب : ايها الاطفال تعالو..لدي مفاجئة!
- تعالت اصوات قادمة من احد ابواب الحديقة
كان هناك قرابة مئتي طفل او اكثر
وتحلقو مجتمعين حول الأب فبدأ الرجال يخرجون واحدا تلو الأخر ايضا-
الأب : احزرو من عاد
من ؟
- اتاهُ الرد بالتساؤل من مجموعة الاطفال-
الاب : عاد ابطالنا..
احقا؟؟
هل والدي معهم؟؟
اعاد ليو ؟
اين هُم؟
- سيل من الأسئلة انتهى بالتقاء اعيُنهم اللامعة مع رجال عصابة الشيطان..
الذين تناثرو بين جمع الاطفال
فهذا يُعانق طفلين او ثلاثا
و آخرٌ يحملهم و آخرٌ يرمي بطفل عالياً ويلتقطه
وسط اجواء مفعمة بالسعادة
خرج ماث يراقب الاحداث و عيناه تلمعان بدهشة
اهؤلاء عصابة حقا؟
صحيح لديهم عائلات و اطفال..
ليسو مجرد مجرمين فقط..
لحظة..لن انخدع مجددا
المرة الفائتة حدث معي الامر عينه!
لقد خُدعت بهم..
ثم غدرني ذاك..
مهلاً اين ليو
- التفت يمينا وشمالاً يبحث عنه بأنظاره فرأه جانبا يستند الى الباب ويتأمل الاجواء بابتسامة دافئة
فتسائل بدواخله قبل ان ينطق باحرفه
ما خطبه؟ اليس لديه عائلة؟
- تقدم نحوه ونقر ساعده-
ماثيو : لما تقف هنا..الن تلقي التحية على اطفالك؟
- ابتسم الاخر وتنهد ثم نفى-
ليو : ليس الان..الأمر سيطول
- رمش ماث باستغراب و مرر انظاره صوب ملامحه-
ماثيو : سيطول؟..اطفالك كُثر
ليو : ناه..لا تكترث
- استدار الاب نحوهما وتقدم اليه مباشرةً-
الاب : تعال اسرع
- اعتدل ليو من فوره و دخل خلفه-
ليو : ماث..ابقى مع مارتن والأخرين
ماثيو : اين تذهب؟
ليو : سأراك لاحقا
- انخفضت اصواتهما و توارى الشيطان في ظلال الغرفة-
الاب : لدي اخبار سيئة لك...
ليو : ديه توقعت
- كان ذلك اخر ما سمعه ماثيو قبل ان يشرع الاب باغلاق الباب ويتركه في حيرة من امره!
اخبار سيئة؟
مثل ماذا
حسب ما اذكر..لا يوجد احد من الشرطة يتبعهم..
ولا يوجد اي انباء عن الامساك بأحد رجالهم
اي اخبار يقصد؟
علي ان اعلم عما يتحدثون
خطى نحو النافذة فلمحه خيالهما
كان ليو جالسا و الأب يعرض عليه حزمة اوراق و الاخر كان يقلبها ويدعك جبهته
لا يبدو سعيدا بما يسمع..
احح مالذي يقوله له!
اكتسحه الفضول اكثر فحاول الاستماع لكن عبثا
يتحدثان بهمس و اصوات الاطفال عالية-
مارتن : لا تحاول لن تسمع شيء
- ارتعشت ملامحه و ارتد سريعا ينظر خلفه-
مارتن : الزجاج عازل عزيزي الجاسوس
ماثيو : اء..لم اكن اتجسس!
مارتن : اذا ماذا تسمي محاولة التنصت على الناس؟
- تقدم ليقف قرب النافذة ليحدق بهما ايضا لدقائق
ثم تنهد-
مارتن : تعال تعال لنذهب
ماثيو : سنذهب ونتركه؟
مارتن : دعه هذا مشاكله عويصة..لن ينتهي
- لوح بكفه نافيا و تمايل بخطاه مبتعدا فلحق به ماثيو راكضا-
ماثيو : ماذا تعني؟
مارتن : سيلحق بنا بعد قليل..الستَ جائعاً؟
ماثيو : امم..قليلا..
مارتن : تعال سنستحم ثم نأكل
- اومئ و تبعه حيث مشى
ليدخلا معا الى جناح كان خاصا برجال العصابة
ثم اخذ ماث حماما و خرج يبحث عما يرتديه بدل قميصه المدمى ذاك
ف رمى له مارتن كنزة رمادية اللون-
مارتن : امسك..سرقتها لأجلك
- رمش الاخر بعدم فهم لكنه سارع بارتدائها-
ماثيو : سرقتها؟
مارتن : قهقه..ملابس ليو
- اشار لقميصه ايضا و غمز-
ماثيو : اء..بئسا..سيغضب
مارتن : لا لاتقلق..دائما ما افعلها..توقع ان يتركها لك
هو لا يستعيد اشياءه التي تؤخذ منه
- بعثر ماث خصله و نظر نحو ساعة الجدار ثم زم شفتيه فغرغرت معدته لتفضح شدة جوعه-
مارتن : اومو..تعال تعال..اتبعني
اعتقد ان المائدة جاهزة
- خرج مارتن مع مجموعة من الرجال ثم تبعهم الاخر متورد الوجنتين ليدخل لقاعة الطعام فيُصدم مجددا
كانت ممتلئة بالنساء!
يرتبن مائدة ضخمة شهية ثم توزعن على الكراسي و تناثر بينهن افراد عصابة الشيطان
الاجواء كانت حافلة!..وكأنها حفلة عشاء او استقبال جنود عائدين من الحرب
ماهذا..من اين اتو بالنساء..كنت اظنهم عُزاب بائسين يعيشون لوحدهم كقطيع الاغنام
- تمتم ماثيو مع نفسه و شرد بمقلتيه يبحث عن كرسي يحتويه فتناهت انظاره لرأس الطاولة
اجل ذاك المكان حيث يجلس كُبراء القوم وسادتهم
فلمحه!
اء..ليو!!
- اتسعت حدقتا عينيه و سكن يراقبه
ف استدار الاخر صوبه حين لاخط دخوله و ربت قربه مشيرا عليه بالقدوم-
ليو : تعال..
- جر الكُرسي الفارغ قربه فتنبه له ماث وتقدم بارتباك ليجلس قربه فبادره الشيطان بابتسامة خفيفة ثم اخفض انظاره لصدره وتمتم-
ليو : كنزة جميلة..من اين حصلت عليها؟
- غص ماث بأنفاسه و عقد حاجبيه اثناء اعتداله على الكرسي-
ماثيو : اعطاها لي مارتن
ليو : اه اجل حتى هو قميصه جيد..يبدو مألوفا
ماثيو : هه...صحيح
-قهقه بخفة و قرب اليه كأسا على عجل-
ليو : الا تشعر بالجوع؟ لنأكل
نتالي..هلا تملئين صحن ماث؟
نتالي : هاه؟ بالطبع انا قادمة
- عقد ماث حاجبيه ورمقه فضحك الاخر و نقر ساعده
و اه اجل لقد بدا يتحرشه منذ اول وهلة-
ليو : انظر اليها..ستغير رايك
ماثيو : تشه دعني لا اريد ان انظر لشيء..اصل.ا اء
- قاطعت خُصلاتها الشقراء المتدلية فوقه حدة نبرته فرفع بصره للحسناء منتصبة القوام قربه
لتقابله برمشة اذابت فؤاده-
نتالي : هلو..
ماثيو : اء..هولا
- اشاح بوجهه المحمر سريعا ليخفيه عن ناظريها و يستقبله ليو على الجانب الأخر بضحكة مكتومة
ثم تناهت انظاره لها-
ليو : شكرا لك عزيزتي
نتالي : على الرحبب!
- تبسمت ووضعت الطبق امام العقيد الذي كاد يختفي من الاحراج-
نتالي : امم مابال ضيفك ليو؟ يبدو لي مريضا؟
ليو : لا لا انه بخير.. هو فقط لم يعتد الاجواء هنا
اوليس صحيحا ماثِ؟
- ربت على كتفه فسحب انفاسه و رفع رأسه مبتسما ثم اومئ و اعاد بصره للفتاة فائقة الحُسن-
ماثيو : صحيح..شكرا لكِ
نتالي : بالهناء
- طُبعت ابتسامتها الاخيرة في مخيلته قبل ان تغادره لتعود لجمع النساء
حينها ادرك ماثيو امرا...
انه اول مرة يرتبك لذاك الحد
ليو : اعجبتك؟
- تمتم ليو بينما يرتشف من كأسه فرمقه ماثيو محاولا رد آماله خائبة-
ماثيو : لا تحلم!
- ابتسم الاخر و تنهد بقلة حيلة-
ليو : لا جدوى معك..اه لتأكل هيا
- تقدم الاب ليترأس حشد الناس ووقف يُلقي كلمات احتفاله على اسماعهم في صمتٍ محفوف بنظرات الحُب..اجواءهم كعائلة ضخمة حقا
و كان ذلك شيئا غريبا جدا على العقيد
اذ انه لم يحظى بعائلة قط..
هو الأخر كانت له بداية سوداوية كما كُل فردٍ من افراد العصابة اؤلئك-
الأب : يا ابنائي..
ابارك لكم نجاحكم في مهامكم هذا العام
لقد حققنا انجازات رائعة نسبة للاعوام الفائتة
الاعداد كانت كبيرة
و مازال امامنا مهام كثيرة للعام القادم
ارتاحو لمدة ثم سنبدأ من جديد
- رفع ماث حاجبه بانكار ومرر مقلتيه نحو المتحدث..
نجحو بماذا؟ التفجيرات؟؟
وتفك..اهؤلاء مجانين؟ لست افهم
يحتفلون بقتل الناس؟ و يتظاهرون بانهم طيبون؟
العام القادم..ووه سيفجرون اكثر
احح علي فعل شيء..يجب ردعهم
الاب : سأبدأ بتوزيع مكافئاتكم حسب درجة انجازكم هذا العام
في البداية مارتن..تصدر المشهد و كان افضل الافراد
- مرر مارتن اصابعه مابين خُصله بغرور وسط تعزيز الحضور له و ضحك مزهوا بسيل الأطراء والمديح الذي اُغرق به-
الاب : ماذا تود ك مكافئة لك؟
- مرر انظاره وسط ابتسامة ماكرة و كالعادة لا يفوت فرصة لاستفزاز ليو -
مارتن : سيارة ليو و غرفته و وعشيقته و خزانة ملابسه!
- توقفت الضحكات لوهلة و رمش ماثيو بصدمة بينما نظر الاب مارك الى ليو
الذي اكمل ارتشاف كأسه دون مبالاة ثم جعد ملامحه لطعم الشراب في حلقِه و تنهد -
ليو : امم و عشيقتي ايضا؟
مارتن : اجل اجل متأكد انك لن تبخل علي بها
- قهقه مارتن بسخرية محاولا اضحاك من حوله لكن الجميع يعلم انه ليس امرا مضحكا
بل اثار سخطهم قليلا
فرفع ليو بصره ناحية المتحدث المخمور و صعقه بإبتسامة و جواب مختصر-
ليو : انهم لك!
الأب : اء..انت جاد؟
ليو : اجل مارتن كأخي لن ابخل عليه
- عقد ماث حاجبيه و تأمل الذي قُربه بعدم ارتياح
لما..بتلك البساطة؟ يتخلى عن كل ما يملكه بغباء؟ مالذي يخفيه-
مارتن : اذا انهم لي؟
ليو : يه..في احلامك
- تصنم المخمور محدقا بنظيره الذي جعله اضحوكة في لحظات قليلة ثم ابتلع ما بقي له من كرامة و اصلح جبهته المحطمة ببضع كلمات ساخرة-
مارتن : تشه اساسا كنت اعلم و فقط اختبرك!
من يرغب بأغراض شخصٍ اخر
احتفظ بهم لنفسك..انا اريد رحلة الى هاواي!
- لاح طيف ابتسامة ليو و اومئ متفهماً
فأكمل الأب ماركوس توزيع جوائزه-
الأب : ميغيل؟ ماذا تريد؟
ميغيل : ان اتبنى طفلا من الجُدد!
الاب : اوه اي واحد؟
ميغيل : اسمه جيكوب..
الاب : لك ذلك..انه لك..حسنا ماذا عن رودولف؟
رودولف : اريد ان اتزوج ب روزابيلا!
- رمشت الفتاة بصدمة و نظرت حولها بوجه يقطر حياءا!
فتعالى الصفير و التصفيق تحفيزا لرودولف-
الأب : اسأل رضاها
مارتن : هيا اطلبها..انحني
- حمحم الاخر الذي بدأ يرتبك ثم جثى على ركبته امامها-
رودولف : روزا هلا تتزوجين بي؟
روزا : اء..انتظر..انا..امم
- ازداد هُتاف التشجيع للفتاة المُحرجة فاومئت بالموافقة و انتفض رود منتشيا سعادةً ليحمل فتاته ويُبادرها بقُبلة امام انظار الجميع
و ماث بينهم يأكل ويرمش كالقط الضائع..
لكنه كان مفتونا بالاجواء تماما اذ بدأ الحماس يتسلل لقلبه و المكان يروق له شيئا فشيئا
الاب : اه حسنا يبدو ان لدينا زفاف قريبا
- استمرت القائمة حتى اخر رجال العصابة الى ان اتسعت ابتسامة الأب مارك و انهى خطاب جوائزه بنبرة تميل للفخر-
الأب : اه واخيرا اريد ان انهي ليلتنا بجائزة اخيرة
سوف اخص الشيطان الثالث بالشُكر
مُنذ بدأ مهامه و نحن نعيش في استقرار و الميتم اصبح مثاليا لجميع ملائكتنا الصغار
نحن جميعا نشعر بالامتنان لك
اطلب و تمنى..لك ما تشاء
- ابتلع ماثيو اخر لقمة و نظر حوله متسائلا-
الشيطان..الثالث؟..يوجد ثلاثة؟
- توجهت الانظار نحو ليو فابتسم و لوح لهم بملامح تزينها بساطة التعبير ليكسر اجواء الرسمية تلك بكلمات قليلة-
ليو : اشكروني بأن تدعوني اكل و أنام كثيرا!!
الأب : سترتاح قريبا..انهي مالديك اولا
ليو : اه سأفعل
الان هلا تجلس مكانك و تنهي موشح الف ليلة وليلة؟
- تمازجت ضحكات النساء مع قهقات رجالهم و اردف المتحدث مع قهقةٍ خفيفةٍ-
الاب : حسنا لن احاسبك الان لانك عملت بجد
سأدعكم ترتاحون..

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن