"راقبيني"
بلعتُ ريقي وهو يَدفع كُلّ تلك الأجراس المُعلقة على فروع الشجرة لِتشكل حواجز وَهمية ، كانت أكثرَ من إستطاعة المرء على المرور ضمنها واصلا إلى لُبّ الشجرة بِسلاملا أفهمُ ما المهمُ في كُلّ ما يفعلهُ ولا إين نهاية أفعاله كانت هذه أجوبة تذمراتي من حياتيّ الهادئة المسالمة ، أردتّ عيش مُغامرات الكُتب لكنها لا تضمن مثل هذه التحديات السخيفة الصعبة
"ماذا يعني هذا أبي؟"
عند سماعه سؤالي كانَ إنتهى بالفعل في تحريكهم جميعا يخطوا خطواته للوراء فيقفُ بجانبي شابكا كلتا يديهِ ببعضهماالرياحُ تهبّ على هذه التلة أتمسكُ بقبعتي لألا تنجرف مع لعبة الربيع المفضلة هذه
"أجيبي نيسا ، هل يمكنكِ أخذ تلك التفاحة دون قرعكِ أيّة أجراس؟"
إنها تتحركُ بقوة لا تسمحُ لها بالقَرع ، لكنها كَثيرةُ لدرجة مرور أحدهم ضمنها سيصتدمُ بهانفيتُ برأسي أنزلُ قبعتي ثم أرفعُ عينايّ إليهِ
هل هو جادٌ حتى؟ يستحال مرور أحدهم ضمنها دون إستصدامه بثلاثٍ على الأقلأحيانا يبدو والديّ غريبَ أطوار لا يتعامل مع إبنته على أنها في الثانية عشر مطلقا ، من سيتخيل قدرتي على فكّ مسدسٍ وتركيبهِ من جديد؟ هو فَعل
أحاولُ إقناعَ نفسي أنّ ولاءهُ لشهادتهِ كَجنديٍ يجعلهُ يرغب بزرعِ محبة الدفاع عن الوطن داخلي على طريق هذه التحديات
أقضي وقتا أكبر من ساعات فراغي رفقته هو وتقنياتهِ الغريبة بدلا من اللعبِ مع ذواتِ عمري
"لا أستطيع.."
أخبرتهُ ، فيرفعُ حاجبيهِ مستمتعا ينزلُ عينيهِ إلي متأسفة جدا لطولي مقارنة به عملاق هذا الكوكبإبتَسَم يومئ برأسه وخصلاته تسخر مني رفقة الرياح
"حسنا ، ماذا عن الآخرين؟ هل تعتقدين يمكن لأحدهم تجاوزها؟"إن لم يتدحرج إلى جذع الشجرة ، لا أظن..
عادت عيناي تتبعُ تلك الأجراس ترقصُ ذهابا إيابا تخرج بعض القرعات الخفيفة للسمعِ نتيجة الرياح
عديدة ومتقاربة لن أقتنع ما دامت عيناي لن تشاهد فاعلا بنفسهمارأسي يُنفي لهُ مجددا
أحاول فهم ما يرغب والدي بإصالهِ لي إلا أنني عاجزة
"ربما رجل الورق يمكنه ذلك"هو ضحكتَ مثل القَراصنة في مخيلتي ، كنت أصدق شخصا صنع من الورق معدوم السماكة ليتمكن من تفادي الأجراس المتحركة ، ولأنني كثيرة التفكير أعتقد حتى هو لن يستطيع فعلها
وجهي يظهر عبوسا أتصورهُ يسخر من أفكاري ما الذي سيعتقدهُ من طفلة؟ هو رجلُ حربٌ رأى الكثير يفترض به المشي مع أفكار صغيرة مثلي بكل روية
"هل هذا صحيح؟ إذا هل عليكِ مناداتي رجل الورق حينئذ؟"
رمشتُ بضع مرات أدخل كلماته رأسي لأستنتج ما قصدهُ ، إلى رمشاتٍ أخرجت تتشكل بعدها بعض النجومِ داخل خضراوتاي بينما سألتُ بحماس
"هل يمكنك فعلها؟"

أنت تقرأ
روچبين
Azioneسَألتهُ ذاتَ مرّةٍ كيفَ أَدّى الأمرُ إلى إجتماعِ الملاكِ مع الشَيطان لكنهُ أقنعني حينَ قالَ.. أحيانا يكونُ الطريقُ إلى الجَحيمِ مَوصوفا بالنوايا الحَسنة. إنها مجردُ حفيدةٍ بكماء لدوقٍ إيطالي تعيش معهُ في لنُدن بعد تخلي والديها عَنها ، وعندما يَنتهي...