بسم الله يلا نبدا:
شاهدت أمامها أقدم جنية عرفها أهالي قرية " الجساسة " كانت امرأة يطلقون عليها لقب ذات " الطائر الأحمر "، اسمها الحقيقي " تاج " وكان جميع من في القرية يخافون منها ويحاولون قدر الإمكان اجتناب غضبها، ورغم تقدمها في العمر إلا أنها لا تزال تحتفظ بقدر كبير من الجمال، يخبرنا بأنها كانت شديدة الفتنة عندما كانت أصغر سنًا:
لها شعر غجري أسود اللون يتخلله بعض خصل الشيب الرمادية، وبشرة بيضاء مشدودة مثل جلد حصان سباق، وتمتلك ملامح هادئة تشبه وقت غروب الشمس....
كانت " تاج " تمتلك طائرًا نادرًا أحمر اللون مرقشًا بحبات ريش برتقالية، كان ذلك الطائر من فصيلة العنقاء اسمه " إكليل "....
وقد قامت بسرقته من عش والدته عندما كان لا يزال داخل البيضة، لذلك استطاعت ترويضه وجعله خادما لها....
ثم ولأن ذلك الطائر الأحمر لم يكن يفارق " تاج "، وكان مثل ظلها تماما يذهب معها أينما تذهب فإن أهالي قرية " الجساسة " مع الوقت نسوا اسمها الحقيقي نهائياًّ، وأصبحوا يطلقون عليها لقب ذات " الطائر الأحمر "....
قالت القابلة " ماريا " بخوف شديد:
ما الذي جاء بك إلى هنا؟!
تعلمي أن لا تحشري أنفكِ في الأمور التي لا تخصكِ يا " ماريا "....
فلو أنكِ قبل قليل لم تأتي بذكر غياب " بحر " لما قامت " جومانا " بطردك.
لم تتفاجأ " القابلة " كثيرًا لمعرفة ذات " الطائر الأحمر " بذلك الأمر، فقد كان من الطبيعي جداًّ أن تعرف تلك الجنية بأكثر الأشياء السرية التي تدور خلف الأبواب المغلقة....
حاولت " ماريا " الدفاع عن كرامتها:
السيدة " جومانا " لم تقم بطردي لقد صرفتني لأنها تشعر بالتعب.
نعم بالتأكيد قالت ذات " الطائر الأحمر " ساخرة:
لا بد أنها شعرت بالتعب من ثرثراتك التي لا تنتهي!!
لم تحاول " القابلة " أن تجادل في الأمر أكثر:
معك حق أنا ثرثارة وكلامي لا ينتهي!!
قالت ذلك ثم هرولت مبتعدة وقد أنساها الخوف أن تحمل معها كيس القماش من على الأرض....
" إكليل " قالت تحادث طائرها الأحمر:
ابقى هنا ريثما أعود.
أنت تقرأ
أبَابيل
Romance" الجنية " جومانا " التي تزوجت بالإنسي " بحر " رغمًا عن أنف عشيرتها من الجن، مندفعةً بعاطفة الحُب مغيبةً العقل.... " ------------------ رواية " أبَابيل " الجزء الاول. ...