بسم الله يلا نبدا:
تسلل الحكيم من بين أقدام الناس بحذر حتى لا يقوم أحد بدهسه ثم اختار امرأة كانت ترتدي فستانًا قصيرًا وقام بتسلق ساقها العارية بخفة بالغة وصولًا إلى فخذها ثم صعوداً نحو الأعلى حتى أخرج رأسه أخيرًا من عند فتحة صدر فستانها، نظر إليها مبتسمًا وهو يتنفس الصعداء، وقال بنبرة صوت شخص محصور يقضي حاجته خلف شجرة:
يا سلام المكان دافئ هنا ورطب!!
صرخت تلك المرأة بكل ما أوتيت من قوة فرغم أنه فأر وهذا سبب يكفي لإخافة أي امرأة إلا أنه بالإضافة لذلك كان يتكلم مثل البشر وله لحية طويلة تشبه لحية عنز فحل....
تسببت تلك المرأة وبقية النسوة اللاتي خفن من الفأر في ارتباك كبير بين صفوف عامة الناس الأمر الذي بسببه اضطر الحرس للتحرك من أماكنهم حتى يعيدوا ضبط الصفوف....
وهنا وبحسب الخطة المتفق عليها بين الأصدقاء الثلاثة، يأتي دور "إكليل " الذي قفز من مكان مرتفع، ورفرف بجناحيه في الهواء موازنًا نفسه حتى هبط إلى وجه " الشابندر عدنان "....
حاول" الشابندر " إبعاد ذلك الطائر البرتقالي الذي حجب عن عينيه الرؤية، ولكنه لم يتمكن من فعل هذا إلا بصعوبة بالغة وعندما نجح أخيرًا في إبعاد الطائر عن وجهه والتفت للمكان الذي كانت تقف فيه الجارية الخامسة لم يجدها فصاح بأعلى صوته:
أيها الحرس....
أيها الحرس لقد اختفت الجارية الحقوا بها!!
وعندما نظر لنفسه وجد أن ملابسه أيضًا كانت قد اختفت من فوق جسده، فقال بخجل بعد أن غطى بيديه القَصيرتين ما استطاع أن يغطي:
وفتشوا عن ملابسي أيضًا!!
لقد استطاع " عاصف " وسط اضطراب جمهور الناس الذي تسبب في وقوعه الحكيم، أن يخترق صفوف الحرس برشاقة عالية من غير أن يشعر به أحد واستغل المدة القليلة التي حجب فيها " إكليل " الرؤية عن عيني التاجر البدين، ليحمل " سرابي " بين يديه ويهرب بها بعيدًا....
ثم ولأنها لم تكن ترتدي فوق جسدها شيئًا فإنه لم ينسى قبل هروبه أن يأخذ ملابس " الشابندر " ويغطي بها جسدها....
سألت:
إلى أين تأخذني؟!
ابتسم " عاصف " لها وقال:
لرؤية شخص عزيز ....
استطاع الجميع أن يتقابلوا في نقطة الالتقاء التي حددوها عندما وضعوا الخطة احتضنت " فيروز " ابنتها " سرابي " وبكت كثيرًا غير مصدقة أنها استطاعت أخيرًا استعادتها:
أنت تقرأ
أبَابيل
Romance" الجنية " جومانا " التي تزوجت بالإنسي " بحر " رغمًا عن أنف عشيرتها من الجن، مندفعةً بعاطفة الحُب مغيبةً العقل.... " ------------------ رواية " أبَابيل " الجزء الاول. ...