" الوفاء بالوعد "

386 25 1
                                    

بسم الله يلا نبدا:

بعد مشوار طويل من السير المتواصل ليل نهار صادف الأصدقاء الخمسة خانًا للمسافرين ذا عدة طوابق ينهض عند ناصية الطريق كان بناؤه مصنوعًا من خشب الأشجار وتفوح من أعطافه رائحة الغابات القديمة فاقترح " الحكيم " عليهم أن يتوقفوا عنده قليلًا ليأخذوا فيه قسطًا من الراحة....

لم يكن " عاصف " يريد إضاعة المزيد من الوقت بالتوقف المتكرر وكاد أن يرفض الاقتراح ولكن منظر " سرابي " التي بدا عليها الإرهاق من طول المشي وقلة الشرب والأكل والراحة، أجبره على الموافقة:

حسنًا، ولكننا سنكمل سيرنا غدًا عند شروق الشمس!!

دخل الأصدقاء الخان توجهوا نحو طاولة الاستقبال، والتي كانت تقف خلفها امرأة بدينة بدت من منظرها المتكبر أنها صاحبة الخان:

هل يوجد لديكم مكان نرتاح فيه حتى الغد.

سأل " عاصف ".

قالت بجلافة وهي تمعن النظر في " الحكيم " و " إكليل ":

أيها الفتى نحن لا نستقبل الحيوانات في هذا النُّزل!

كاد " الحكيم " أن يعلق ولكن " عاصف " أغلق فمه وتمتم في أذنه:

لا تتكلم أيها " الحكيم "، حتى لا يتسبب لنا ذلك بالمتاعب!!

قال " الشمالي " وهو يخرج من ثيابه كيسًا به بعض النقود المعدنية:

سندفع أجرًا مضاعفًا إذا ما سمحتِ بإستقبال الفأر والطائر!!

ترددت قليلًا قبل أن تبدي موافقتها:

احرصوا على أن لا توسخ هذه الحيوانات المكان بقاذوراتها!

وضع " الشمالي " قطعتين ذهبيتين فوق طاولة الاستقبال:

لا تقلقي هذا لن يحدث....

ثم أضاف ممازحًا:

فهذه الحيوانات مدربة جيدًا على قضاء حاجتها في الأماكن المخصصة لها!!

همس الحكيم متذمرًا:

نعم نقضي حاجتنا داخل فمك أيها المتعجرف!!

بدهشة قالت مالكة الخان:

هل قال هذا الفأر شيئًا؟!

لا إنها تخيُلات فقط....

قال " عاصف " وهو يُحكم قبضته على فم الحكيم وأضاف ليخرج من الموضوع:

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن