" الوعد باخذ الأثأر "

376 25 0
                                    

بسم الله يلا نبدا:

حين مضت عليه الأيام التالية وهو بخير ولم يجد فرقًا يُذكر في حياته، ازداد يقينًا بعدم وجود الرب، حتى إنه قال في نفسه ذات مرة، وهو ينظر إلى السماء الصافية من خلال زجاج نافذة الغرفة:

" لو كنت هُناك أصلًا لعاقبتني لأني تخليت عنك! "

ثم ولأن القلوب تموت عندما تفقد الخيط الدقيق الذي يربطها بالسماء، فإن قلبه مات رغم أنه لا يزال ينبض بالحياة....

تبدل مزاجه وبدأ يتحسس وحشًا ما يولد بداخله....

أصبحت عينه اليسرى حمراء قائمة كالدم، وبات يشعر برغبة شديدة في إيذاء أحدهم....

اتجه نحو الغرفة التي تنام فيها الساحرة، حاول فتح باب غرفتها ولكنه كان موصدًا بالمزلاج، فقد كانت " أيار " من ذلك النوع الذي لا يعرف أن يخلد للنوم إلا بعد أن يتأكد من أنه في مكان مغلق....

لم يكن واثقًا من قدرته على استخدام مهارة العبور آنذاك ورغم هذا إلا أنه تراجع إلى الوراء ثم سمح لقدميه بأن تدفعاه نحو الباب....

كانت الغرفة مظلمة من الداخل وهناك صوت شخير منتظم ينبعث من فوق السرير أزاح الستائر لكي يسمح لضوء القمر بالعبور ثم تقدم حتى اقترب من " أيار "، ومع كل خطوة يخطوها كان يشعر بجسده يصبح أكثر تحجرًا وصلابة ويشعر بأن هناك أسياخًا من الحديد تسبح داخل عروق يديه....

كان جسده حارًّا ويتنفس بصعوبة شديدة ويعاني رجفة حادة بأطرافه، إنه يتعرق بشكل غير طبيعي ويحس بألم قاسٍ نتيجة لذلك الشيء الغريب الذي يحدث له....

لم يمضي عليه الكثير من الوقت حتى نظر إلى يديه مستعينًا بضوء القمر الخافت المنبعث من نافذة الغرفة، فشاهد الجروح التي بدأت تتشقق شيئًا فشيئًا من عند رؤوس أصابعه والمخالب السوداء المعقوفة والحادة التي كانت تخترق اللحم وتنمو إلى الخارج....

لم يشعر بالخوف أو الغرابة وهو يرى بعد قليل يديه وقد أصبحتا تشبهان يدي وحش خرافي....

وبدا كما لو أن ذلك الشيء الذي حدث معه كان طبيعيًّا جدًّا....

قال بصوت يختلف عن صوته العادي وهو يلكز جسد " أيار " بأحد مخالبه:

أنتِ....

ثم أضاف هامسًا:

استيقظي!!

فتحت " أيار " عينيها متفاجئة بوجوده ،أمامها، حاولت أن تستخدم سحرها في الدفاع عن نفسها ولكنه لم يدع لها فرصة إلقاء تعويذة ضده، فقد باغتها بأن غرس مخالبه في صدرها بقوة لتغوص يده عميقًا في تكتلات الدهون واللحم، ولم يتوقف عن الحفر حتى وصل قلبها....

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن