بسم الله يلا نبدا:
لم يكن القمر حاضرًا في تلك الليلة المرعبة لذلك انتشرت النجوم ذلك في السماء على مد البصر، والقرية التي كان سكانها نائمين بدت في الوقت المتأخر جداً من الليل كما لو أنها مكان قديم هجره البشر....
اتجهت شرقًا نحو الغابة التي لم يسبق لبشري من قبل أن دخلها وخرج منها حيّا " الغابة الُمظلمة " أرض فسيحة تغطيها الأشجار وهي العالية المتشابكة تقع في منتصفها قلعة حجرية كبيرة ذات طابقين سكنتها قديمًا عائلة ملكية من الجن اسمها " عائلة الأباطرة "....
دخلت الغابة من ممرها الواسع والذي يشبه مدخل كهف كبير، غير مبالية بالأخطار التي تحفها أو ربما تحدث لها بالداخل....
كانت تسير بخطوات ثابتة وسط الظلام وحفيف اصطكاك الرياح بأوراق الأشجار، والأصوات الصاخبة لنقيق الضفادع، والهسيس المنخفض لأجنحة الخفافيش....
كانت " جومانا " تعرف أن هناك من يراقبها بعينين باردتين من وراء الأشياء، ولكنها لم تبالي!!
ما أن اقتربت من صوتًا يشبه زمجرة أسد غاضب، رفعت بصرها نحو مصدر الصوت بقلق فرأت طائرًا ضخماً يجلس على قمة القلعة وينظر نحوها بغضب كما لو أنه تلك القلعة الصخرية ذات الطابقين حتى سمعت يحاول تحذيرها من مغبة الاقتراب أكثر....
ولكن لأنها تريد التحدث مع صاحبة تلك القلعة بأي ثمن فإنها أكملت سيرها غير مكترثة بالتحذير....
فما كان من ذلك الطائر حين شاهدها تقترب، إلا أن قفز من مكانه ضاربًا الهواء بجناحيه الطويلين، منطلقًا نحوها شاهرًا في وجهها مخالب سوداء معقوفة ذات نهايات قاتلة:
" إكليل "....
صاح أحدهم، من داخل القلعة:
عد إلى مكانك!!
وقبل أن يغرس الطائر مخالبه في جسدها استجاب لذلك النداء فصفق الهواء مرة أخرى بجناحيه الطويلين، ليرتفع بضعة أمتار نحو الأعلى ويستدير في الجو عائدًا إلى مكانه....
ثم ولأن أحدًا لم يظهر في الأرجاء فإن " جومانا " تكلمت بصوت مرتف:
أين أنتِ؟!
وعندما لم تتلقَّ جوابًا غير الصرير الخافت الذي تبعثه حشرة الليل، فإنها اقتربت بخطوات حذرة نحو بوابة القلعة، وقالت بهمس يملؤه الرجاء:
أرجوكِ أريد التحدث إليكِ!!
فتحت ذات " الطائر الأحمر " البوابة وقالت بقلق:
أنت تقرأ
أبَابيل
Romance" الجنية " جومانا " التي تزوجت بالإنسي " بحر " رغمًا عن أنف عشيرتها من الجن، مندفعةً بعاطفة الحُب مغيبةً العقل.... " ------------------ رواية " أبَابيل " الجزء الاول. ...