بسم الله يلا نبدا:
تعدى " عاصف " حدود الغابة " الُمظلمة " ثم بعد ذلك حدود قرية "الجساسة " ولم يكن يعرف أي الطرق يجب عليه أن يسلك، ورغم هذا إلا أنه واصل السير غربًا هو و " إكليل " لفترة طويلة جدًّا حتى اقتربت الشمس للغروب من السماء، وبدأ الاثنان يشعران بالجوع والعطش:
" إكليل " انظر هناك....
قال وهو يشير نحو البعيد:
إنها " قافلة "!!
كانت هناك قافلة تجارية طويلة فيها العديد من الفيلة الضخمة التي كان بعضها محملًا بصناديق كبيرة، والبعض الآخر يحمل على متنه فتيات وفتيانًا صغارًا يجلسون متحاشرين في هوادج ضخمة كانوا في الطريق بهم نحو سوق " الجواري " و " العبيد "....
كانت القافلة ترفع العديد من الرايات الملونة المكتوب عليها " تجارة "الشابندر عدنان " " بينما تسير متقدمة نحو؛ الأمام يحفها الخدم الذين يحرصون على رفاهية وخدمة التجار المسافرين، ويحفها أيضًا الحرس الُمستأجرون لحماية البضائع التجارية من أطماع اللصوص وقطاع الطريق....
أستطيع أن أشم رائحة شهية منبعثة من تلك الصناديق الكبيرة....
قال " عاصف "، ثم أضاف:
لا بد أن فيها الكثير من الطعام الشهي، أليس كذلك؟!
" إكليل " جاعع.
قال " إكليل " بنبرة متوسلة.
جائع....
قال " عاصف " مصححًا، وأضاف:
تعال نتسلل إلى هناك نأخذ ما نشاء من الطعام ثم نهرب قبل أن يرانا أحد!!
ربما ساعد غروب الشمس " عاصف " و " إكليل " كثيرًا على أن لا يثيرا انتباه أحد وهما يتسللان من مؤخرة القافلة، لداخل أحد صناديق المؤن الغذائية المربوطة بإحكام على ظهر أحد الفيله، وربما لو أنهما التفتا للخلف وهما يتسللان لصندوق المؤن الغذائية ذاك، لشاهدا فأرًا له لحية طويلة نسبيًّا تشبه لحية عنز فحل كان يلحق بهما منذ اللحظة التي تعديا فيها حدود قرية " الجساسة "....
ملأ الاثنان بطنيهما من الأكل:
كما توقعت كان الطعام لذيذًا هنا.
قال " عاصف " متخمًا.
لذيذ.
قال " إكليل " وهو يتجشأ.
قال صوت آخر معهما في الصندوق:
هل غادرت قرية " الجساسة " من أجل أن تملأ بطنك بالطعام؟!
أنت تقرأ
أبَابيل
Roman d'amour" الجنية " جومانا " التي تزوجت بالإنسي " بحر " رغمًا عن أنف عشيرتها من الجن، مندفعةً بعاطفة الحُب مغيبةً العقل.... " ------------------ رواية " أبَابيل " الجزء الاول. ...