" لحظات ما قبل الموت "

322 21 0
                                    

بسم الله يلا نبدا:

قاد " جبّار " جيش " الأباطرة " من خلال البوابة التي فتحتها لهم الشيطانة " روزانا " وبدأ المقاتلون في التدفق إلى أرض " الجساسة" ممتطين صهوات خيول الحرب الُمجنحة، واحتاج الجيش وقتًا طويلًا حتى استطاع العبور بشكل كامل لتصبح القرية لاحقًا أشبه بخلية نحل حية....

قامت " خيزران " بتوزيع الجيش إلى خمسة أقسام رئيسة:

رأس وميمنة وميسرة وقلب ومؤخرة وكانت تُردد بصوت عالٍ، من وقت لآخر بينما تقوم بإنزال القوات منازلها:

" لا نتوقف عن القتال، حتى نسقط أرضًا ونموت!! "

والمقاتلون كلهم من غير استثناء يرددون خلفها:

" لا نتوقف عن القتال حتى نسقط أرضًا ونموت!! "

أما " جبّار " فقد كان طوال الوقت يحاول تجنب لقاء زوجته " تاج "، ويحاول كلما صادفها في طريق أن يذهب من طريق آخر ولكن في إحدى المرات قالت له " تاج " قبل أن يستدير ويصد عنها:

متى ستعترف بأنك كنت مخطئًا في الحكم عليّ يا " جبّار "؟!

التفت إليها وقال كمن يعتذر:

" طاغين " آلمني كثيرًا يا " تاج ".

ولماذا تعاقبني بذنب غيري؟!

ألم تكوني أنتِ من كان يخبرني بأنه لا يسعى للانقلاب ضدي؟!

لقد كنتُ ضحية مثلك وقد كذب عليّ أخي " طاغين " مثل ما كذب عليك....

ثم أضافت وهي تحني رأسها احترامًا وتقديرًا وتُكمل حديثها بنبرة صادقة:

ولكن انظر إليّ اليوم يا مولاي أنا في صفوف جندك أستعد للتضحية بنفسي من أجل أن تستعيد مُلكك وعرشك!!

أومأ لها برأسه دليلًا على رضاه ثم همس:

بعد أن نستعيد الُملك نعود للعيش في جزيرة " الأرباب " حيث قصر مملكة " أبابيل " مثل ما كنّا فيما مضى....

ثم أضاف مداعبًا وهو يُربت على شعرها:

وربما نُرزق بمولود ذكر يكون نائبا لعرش أبيه....

شعرت بالكثير من السعادة لسماعها ذلك الخبر وابتسمت مثل طفلة يخبرها والدها بأنه سيقوم باصطحابها للسوق لشراء الحلوى بعد الانتهاء من أداء واجباتها اليومية، قالت بأمل:

هل تظن أن " أساطير " قد يعود عندما يصله خبر استعادتك الُمللك؟!

ذلك الولد العاق....

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن