" الذهاب إلى المقبرة "

336 24 0
                                    

بسم الله يلا نبدا:

كانت السماء مُعتمة وجميع أهالي قرية " الجساسة " نيام في تلك اللحظة وحده الطفل من كان مستيقظا يحوم حول نفسه في المساحة الخالية من الغرفة مثل نمر يحاول الفرار من أقفاص الصيادين....

حاول في البداية الهرب من النافذة لكنها كانت أضيق بكثير من يستطيع تمرير جسده منها، حاول فتح باب الغرفة لكنه كان مغلقًا الخارج بواسطة المزلاج....

فكر في العبور من خلال الحائط بيد أنه لا يزال حزينا....

وبينما هو في تلك الحالة اليائسة إذ تذكر أمرًا ما جعله يقفز من مكانه ويهتف كالمجنون:

" أستطيع أن أعيد أمي للحياة!! "

لقد تذكر تلك الجملة التي كانت والدته تقولها له دائمًا بعد أن تحكي له قصة ما قبل النوم تلك الجملة التي كان يغمض عينيه عند سماعها ويحلل في عقله كل كلماتها تحليلًا دقيقًا:

" تذكر طوال عمرك يا بني أن الرب يُجيب دعوة الداعي إذا دعاه."

ثم فكر عقله بهذه الطريقة:

" إذا كان الرب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه مثل ما كانت أمي دائمًا تقول فأنا أستطيع أن أعيدها للحياة مجددًا لو أني طلبت من الرب ذلك، أمي لن تكذب عليّ فقد كانت صادقة معي طيلة حياتها.... "

لهذا فإنه رفع يديه ودعا بينه وبين نفسه:

" يا رب أعد لي أمي، أعدها لقيد الحياة!! "

كرر الدعاء في قلبه عدة مرات وعندما فرغ من دعائه ذاك كان يجب عليه أن يجد طريقة ما ليخرج بها من بيت الساحرة ويذهب إلى المقبرة حيث سوف يُجيب الرب دعاءه ويجد والدته " جومانا " في انتظاره هناك....

وثب قائمًا على قدميه ترتسم على وجهه البريء ابتسامة سعيدة تشي بتفاؤله، لقد بدأ يشعر بالفرح يحل مكان الحزن ويشعر بالنار وهي تشتعل في جسده مجددًا....

تراجع خطوتين إلى الوراء نظر نحو الحائط بتحدًّ واضح:

آآبرآ كآ دآ برآآ، أنا الذي يصنع ما يقول!

ثم انطلق نحو الحائط بكل سرعة....

ولأن الوقت كان متأخرًا ولم يكن هناك أحد من سكان القرية مستيقظًا في ذلك الوقت وهو لا يعرف الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه للوصول إلى المقبرة فإنه توقف عند إحدى زرائب الحيوان، ليسأل:

هل هناك أحد أستطيع سؤاله عن شيء ما؟!

أجابه صوت قادم من داخل الزريبة:

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن