" بداية الرحلة "

374 27 1
                                    

بسم الله يلا نبدا:

كانت الصدمة التي تلقاها قوية عليه للحد الذي جعله يفكر بالرحيل
بعيدًا عن قرية " الجساسة "، لقد قدم بيده السم لوالدته حين طلبت منه أن يحضر لها بعضًا من الماء، ورغم أنه لم يكن يعلم بوجود السم في تلك الجرة إلا أنه لن يستطيع أن يغفر لنفسه أنه كان سببًا في قتلها:

لم أعد أشعر برغبة في البقاء هنا أشعر بأن كل شيء يذكرني بأمي في هذه المنطقة.

ماذا تريد أن تفعل؟!

لا أعلم كل ما أعرفه هو أنني أريد أن أعانقك....

قال ذلك، ثم أضاف:

هل أستطيع معانقتك يا " تاج " أم أنكِ غاضبة مني، لأني هاجمتك وكنت سببًا في قتل أمي؟!

بالتأكيد لم تكن تقصد أيها المسكين....

ثم فتحت ذراعيها له وقالت:

تعال إلى جدتك.

أشعر بأن قلبي يتمزق أشعر بأنني حزين جدًّا!!

همست في أذنه بصوت يدعو للتفاؤل وهي تحتضنه:

مهما كانت أحزانك كبيرة تذكر أن كل شيء سوف يمضي.

لم يكن واثقًا من الكلام الذي يسمعه من جدته الآن فلفرط حزنه السحيق جدًّا كان يشعر بأن ذلك الحزن سيرافقه طوال عمره....

قرأت " تاج " ما كان يفكر به فقالت:

" ثق بي كل شيء سيمضي أنت فقط عليك أن تصمد لبعض الوقت، أن تقاتل من أجل الوقوف مهما اهتزت الأرض من تحت أقدامك!! "

ولكنني أشعر برغبة في السقوط هذه الذكريات ستظل تجرني نحو الأسفل كلما حاولت الارتفاع هذه الذكريات ستضع رأسي في كيس من الطحين كلما أردت أخذ أنفاسي، أنا لا أعرف ماذا أفعل!!

نظرت إليه وقالت:

لا تسقط هذا ما يجب عليك أن تفعله....

ثم أضافت:

فعندما تسقط سوف يتسابق الجميع نحوك ، ليس لكي يساعدوك على النهوض بل لكي يقفوا فوق جثتك ويصبحوا أكثر طولًا....

أنت لا تعرف كم يصبح الأشخاص قذرين عندما يرون شخصًا مكسورًا أيها الولد لهذا احتفظ بأحزانك لنفسك، واسقط واقفًا إن كان لا بد لك من السقوط.

أومأ لها برأسه دليلًا على الفهم والطاعة.

هل أنت مُصر على الرحيل الآن....

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن