" الدعوة "

215 17 0
                                    

بسم الله يلا نبدا:

رغم أن القبور كانت كثيرة ومتشابهة تقريباً في العرض والطول إلا أنه استطاع تحديد موقع قبر والدته بدقة ومن غير جهد مهتديًا فقط برائحة الياسمين التي كانت لا تزال تنبعث من قبرها....

جلس هناك وجعل ينتظرها وكله يقين بأن الرب سوف يُجيب دعاءه ويعيدها إليه....

سألت البومة البيضاء:

ما الذي جاء بك إلى المقبرة في مثل هذا الوقت من الليل؟!

جئت من أجل أمي ستخرج من هنا بعد قليل....

لكن الأموت لا يستيقظون!

لم يناقشها وظل يحدق بتركيز نحو القبر فقالت البومة البيضاء:

أخبرني ما الذي يجعلك تعتقد أن أمك سوف تخرج من قبرها؟!

لقد كانت تقول لي بأن الرب يُجيب دعوة الداعي إذا دعاه.

وأنت دعوته أن يعيدها للحياة لهذا جئت إلى هنا، أليس كذلك!!

أومأ لها برأسه، فسألت:

هل تسمح لي بالبقاء معك؟!

ولماذا تريدين البقاء؟!

لأنه لم يسبق لي من قبل أن رأيت ميتًا يخرج من قبره!

لا بأس....

تمتم:

ابقي.

وعندما تأخر الوقت كثيرًا وقاربت الشمس على الشروق ولم تعد "جومانا " إلى الحياة، قالت البومة البيضاء بعد أن بدا أنها ملت الانتظار:

يجب أن تعود إلى البيت أيها الولد!!

في الحقيقة نعم هو يجب أن يعود للبيت قبل أن تستيقظ " أيار " من نومها وتكتشف غيابه نهض الطفل الذي بدا الحزن والإرهاق يظهران عليه بوضوح:

لا بد أني ارتكبت خطًّأ ما.

ماذا تقصد؟!

أمي لا تكذب لقد كانت تؤكد بأنه يُجيب أي دعوة....

ثم أردف:

لقد طلبتُ منه أن يعيدها للحياة ولكنه لم يفعل، لا بد أني ارتكبت خطاًّ ما!!

وجد " أيار " في انتظاره عندما عاد إلى البيت تقف عند عتبة الباب وتمسك بيدها عكازًا خشبيًّا:

كيف استطعت الخروج وباب غرفتك مقفل؟!

لم يعرف كيف يجيب فقال:

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن