" ولاي العرش"

419 22 0
                                    

بسم الله يلا نبدا:

في صباح اليوم التالي كان كُبراء عائلة " الأباطرة " بالإضافة للوزيرة " خیزران " و " عاصف " و " سرابي " و " إكليل " و " الحكيم " و "الشمالي "، جميعهم متحلقين بشكل دائري منتظم تاركين مسافة خمسة أمتار بينهم وبين الملك الممدد فوق السرير والذي كان يستعد للفظ أنفاسه الأخيرة:

ما يعزيني هو أنني سأموت وأنا مطمئن بأن مملكتي وشعبي وعائلتي بخير....

ثم التفت نحو " عاصف " وأضاف معاتبًا:

غير أني كنت سأكون أكثر اطمئنانًا لو أنك قتلت " طاغين "....

أقترب " عاصف " حتى جلس عند رأسه وهمس بنبرة صوت معتذرة:

كان موته يا جدي يعني خسارة " الشمالي "....

ثم أضاف ليطمئنه:

كما أن " طاغين " لم يعد لديه جيش يقاتلنا به، وما عاد وجوده خطرًا علينا.

متجاهلًا ذلك الكلام همس " جبّار " بلهجة مترددة تشي بقلقه:

أنت لا تعرف " طاغين "....

ثم أردف متمتمًا:

ليتك قتلته.

لم يجادل الحفيد في الأمر أكثر ، كل ما فعله هو أنه أمسك بيد جده الضخمة وكأنه كان يريد أن يتشبث به لكي لا يستطيع الموت أخذه للعالم الآخر....

نظر " جبّار " في وجوه كُبراء العائلة فردًا فردًا ثم مرر بصره نحو "الحكيم "، و " إكليل "، و " الشمالي "، وابتسم بشيء من اللطف وهو ينظر باتجاه " سرابي "، وأخيرًا رسا ببصره على وجه الوزيرة "خيزران " وقال:

أعرف أن لديكِ ما تقولينه.

قالت متلعثمة:

سنشتاق إليك كثيرًا يا سيدي.

أوه يا عزيزتي " خيزران " وأنا سأشتاق إليكم أيضًا....

قال " جبّار " بشجن ثم أضاف:

ولكن ليس هذا ما كنتِ تريدين قوله أليس كذلك؟!

مضغت الوزيرة " خيزران " ريقًا من الخجل وقالت:

جرت العادة أن يُنصًب الملك وليًّا لعرشه حتى إذا....

ثم صمتت الوزيرة " خيزران " وكأن الكلام خانها في تلك اللحظة، فأكمل " جبّار " الحديث عنها قائلًا:

حتى إذا مات تولى نائبه الُملك من بعده، أليس هذا ما كنتِ تریدین قوله؟!

أومأت " خيزران " برأسها موافقة.

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن