" لقاء مع الخوف "

397 23 2
                                    

بسم الله يلا نبدا:

في الأسبوع التالي:

كان يجب على " تاج " أن تبدأ في تدريبه على القيام باستخدام قواه الخفية، ليصبح قادرًا على اخراجها والتحكم بها، لذلك سارعت بإدخاله إحدى غرف القلعة الفسيحة ثم أغلقت الباب خلفهما دون السماح "لإكليل" بالدخول رغم إصراره على مرافقتهما.

لماذا لا تسمحين له بالدخول؟!

قال متسائلًا.

لأني أريدك اليوم بكامل انتباهك....

ثم ولأنها تعلم بأن الخوف هو العائق الأكبر الذي قد يواجهه في بدايات التعلم، والعقبة الوحيدة التي لن ينجح في استخدام قوته الخاصة إلا بعد أن يحطمها، فإنها تربعت أرضًا وأمرته بالجلوس أمامها، وقد حرصت على أن تجعل بينهما مسافة سبعة أمتار:

اجلس هناك.

جلس حيث طُلب منه ثم مدت " تاج " يدها إلى قفص كبير مغطًا بستارة بيضاء، كان الطفل في البداية يحسبه حائطًا من كبر حجمه لذلك فإنه لم ينتبه إلى. وجوده إلا في هذه اللحظة، قالت له قبل أن تكشف الغطاء عما بداخل القفص:

القوة تنبع من القلب يا صغيري لذلك استحق الأسد أن يكون ملكًا للغابة.

ملكًا للغابة؟!

إنه لا يخاف شيئًا يذهب نحو الموت كما لو أنه ذاهب لنزهة، يجب عليك أن تهزم خوفك إن كنت تريد أن تصبح حرًا....

ثم أضافت:

يجب عليك أن لا تدع الخوف يأسرك فأنت لم تأتي إلى هذه الحياة لتكون عبدًا!!

حرك رأسه دليلًا على الفهم والطاعة جيد....

قالت " تاج " ذلك ثم رفعت الستار الأبيض عن القفص فشاهد أفعى سوداء طويلة ضخمة من فصيلة كوبرا الجن....

سألت:

أتعلم ما الذي قد تفعله هذه الأفعى بك لو أنها هجمت عليك؟!

كان الخوف مسيطرًا عليه للحد الذي جعله لا يستطيع أن ينطق!

سوف تنفث سمها عليك فتقوم بشل حر ركتك نهائيًا لتجد نفسك بعد قليل في بطنها تعاني من الشلل والضيقة ونقص الهواء، بالإضافة للجروح القاتلة التي ستخلفها أنيابها الحادة على جسدك كان منظر الأفعى السوداء مرعبًا للغاية لها رأس مسطح مثل صفيحة درع أغريقية وعينان باردتان يشع منهما بريق الموت، ولسان نحيل متشعب أسود اللون تقوم بإخراجه من وقت لآخر بينما تصدر فحيحًا مرعبًا....

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن