" نقرات على الباب "

679 27 0
                                    

بسم الله يلا نبدا:

بعد فترة طويلة من غياب " بحر " وفي أحد المساءات الهادئة، طرق أحدهم بنقر خفيف الباب الخشبي لبيت "جومانا "، ورغم بُعد الغرفة التي كان الطفل وأمه يجلسان فيها بتلك اللحظة، إلا أنه تمكن من سماع ذلك النقر....

ماذا بك؟

سألت عندما شاهدته يثب قائمًا.

هناك من يطرق الباب قال.

عندما ذهب ليفتح الباب وجد أمامه فتاة شابة ربما كانت في مثل عمر والدته تقريبًا تحمل بين يديها جرة ماء وطبقًا من الطعام حيث تبادل الأطعمة بين بيوت قرية " الجساسة " كان إحدى أكثر العادات ثباتًا ورسوخًا هناك وقد كان من الطبيعي جدًّا في أحيان كثيرة أن يفتح الطفل باب البيت ويأخذ أطباق الطعام وجرار الماء من فوق العتبة ويدخلها للمطبخ، دون حتى أن يعرف هوية مُرسلها....

أخذ منها جرة الماء وطبق الطعام:

شكرًا.

قال وهو يهم بإغلاق الباب بقدمه.

لحظة.

قالت الفتاة الشابة.

أريد الحديث مع والدتك.

عندما جاءت " جومانا " قالت لها تلك الفتاة بأن والدتها تدعوها للانضمام إليهن في الغد حيث سيجتمع في بيتهم بعض نساء القرية....

وحين سألتها عن سبب تلك الدعوة فإن الفتاة أجابت:

إنه اجتماع دوري نقوم به كل شهر.

وأضافت بلطف:

وقد اشتقنا إليك كثيرًا فقد مضى زمن طويل لم نجتمع فيه معكِ.

في الحقيقة كانت " جومانا " أيضًا قد اشتاقت لصديقاتها من نساء القرية، وكانت تشعر بالحاجة إلى الترويح عن نفسها قليلًا برفقتهن غير أنها في الوقت ذاته تعلم بأن ابنها لن يوافق على أن تتركه وحيدًا في البيت ريثما تذهب وتعود....

لهذا فإنها فتحت فمها لتعتذر عن تلبية الدعوة، غير أن الطفل الذي أحس برغبتها في الذهاب تكلم قائلًا:

سوف تلبي أمي الدعوة.

حقًّا!

هتفت الفتاة:

هل ستحضرين غدًا؟!

نظرت والدته بدهشة نحوه وسألته بصوت منخفض لتتأكد:

هل ستوافق على البقاء وحيدًا في البيت ريثما أقوم بتلك الزيارة؟!

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن