بسم الله يلا نبدا:
غادر جميع رجال القرية أرض المقبرة وعاد كل واحد منهم لاستكمال عمله، ولم ينتبه أحد منهم إلى الطفل عندما سقط على وجهه فاقدًا الوعي متأثرًا بخسارته الفادحة....
وحدها تلك اليد الممتلئة بعروق كثيرة هي من امتدت نحو جسده الممدد فوق الأرض، ثم حملته وسارت به بعيدًا....
صعدت " تاج " إلى عربتها الخشبية بينما حفيدها نائمًا بين يديها:
خذنا إلى القلعة.
أعطت أمرًا لسابح.
صهل الحصان الأبيض بصوت عالٍ ثم انطلق يلاحق الريح مخلفًا وراءه عواصف من الغبار لا تنتهي.
سنهتم بهذا الولد لبعض الوقت يا " إكليل ".
قالت " تاج " لطائرها.
الذي كان يحلق قريباً من العربة.
سنهتم به إلى أن يصبح قويا....
فهو لا يمكنه مواصلة الحياة من غير مساعدتنا!!
أطلق " إكليل " زئيرا عاليًا فقالت " تاج ":
كنت أعرف أنك ستقول ذلك!!
وهكذا أخذته إلى القلعة صعدت به للطابق الثاني حيث غرفتها نزعت عنه ثيابه قطعة قطعة حتى أصبح عاريًا أمامها....
مددته فوق سريرها الواسع، وجعلت تتأمل ملامحه الحادة والناعمة والقريبة جدًّا من ملامح وجه أمه....
وحين فرغت من تأملاتها قالت تكلم " إكليل " الذي كان يقف على إفريز النافذة:
لولا تلك الدودة التي بين فخذيه لاعتقدت أنه فتاة!!
إنه يشبه والدته كثيرًا يا سيدتي!
قال إكليل.
أثار ذلك الحديث أشجان " تاج "، فقالت بصوت حزين:
الحمقاء لم تستمع إلى نصيحتي....
ثم أضافت بخيبة أمل:
كنت أعرف أن هذا ما سيحدث لها لو أنها فتشت وراء الحقيقة.
لم يكن " إكليل " يعرف ما الذي يدور داخل عقل سيدته في تلك اللحظة لم يكن يعرف ما هي الخطوة القادمة التي تخطط لها هل هي تفكر بالانتقام من الأشخاص الذين قتلوا ابنتها، أم أن لديها خطة أخرى:
ما الذي تخططين لفعله يا سيدتي؟!
تنهدت " تاج " بصوت مرتفع يبدو أنها هي نفسها لا تعرف:
أنت تقرأ
أبَابيل
عاطفية" الجنية " جومانا " التي تزوجت بالإنسي " بحر " رغمًا عن أنف عشيرتها من الجن، مندفعةً بعاطفة الحُب مغيبةً العقل.... " ------------------ رواية " أبَابيل " الجزء الاول. ...