بسم الله يلا نبدا:
لم تدم فترة حُكم الملك " جبّار " كثيرًا فقد تدهورت حالته الصحية لمستويات منخفضة جدًّا، وذلك بعد أن اجتمع أطباء الجن من أقاصي الأرض وقرروا إخضاعه لعملية جراحية طارئة يقومون فيها بنزع الرمح السحري الأسود ذي الرأس المشتعل بلهب بنفسجي من جسده....
في البداية اعترض الحكيم على ذلك القرار قائلًا بأنه قرأ في أحد الكتب القديمة كلامًا مفاده أن ذلك الرمح السحري لا يبدأ مفعوله إلا بعد أن يقوم أحدهم بانتزاعه من جسد المصاب به....
ولكن رئيس أطباء الجن وهو جني طاعن في السن اسمه " نوّار " تصدى للحكيم:
أنتم بنو البشر تحبون حشر أنوفكم الطويلة في الأشياء التي لا تفقهون فيها....
لم يكن الوقت مناسبًا للرد....
لذلك نظر الحكيم نحو " جبّار " وقال:
لا تدعهم ينتزعون ذلك الرمح من جسدك....
ثم أضاف بنبرة توسلية:
أرجوك!!
قال رئيس أطباء الجن متدخلًا:
هذا أمر لا يعنيك.
سلامة الملك أمر يعني الجميع.
رد عليه الحكيم من غير أن يلتفت.
اسمعني أيها البشري الفضولي مهما بلغت بك الأمور فإن سلامة الملك لن تهمك كما تهمنا، فنحن أبناء جنسه أما أنت لا واهتمامك كله مبني على المصلحة....
ثم أضاف نوّار مؤكدًا:
المصلحة فقط.
هل أنهيت كلامك؟!
قال ملتفتًا إليه.
هو ذاك.
إذًا اسمعني أيها الجني الأبله، لقد خضنا معًا في الأيام الماضية حربًا مستحيلة كدنا جميعنا نفقد أرواحنا فيها....
قاتلنا إلى جوار بعض بكل قوة حتى انتزعنا النصر من بين أنياب الهزيمة لقد حدث ذلك حين كنت والحمقى الذين معك تحكون مؤخراتكم في بيوتكم آمنين فلا تحاول أن تقنعني بأنك تهتم بشأن "جبّار " أكثر مني!!
وعندما اشتد الحوار بينهما كان لزامًا على الملك أن يتدخل:
دعهم أيها الحكيم....
ثم تابع بصوت واهن:
فلن أبقى طوال عمري أحمل هذا الرمح في جسدي.
أنت تقرأ
أبَابيل
Romance" الجنية " جومانا " التي تزوجت بالإنسي " بحر " رغمًا عن أنف عشيرتها من الجن، مندفعةً بعاطفة الحُب مغيبةً العقل.... " ------------------ رواية " أبَابيل " الجزء الاول. ...