" حقيقة الخادم " فيروز " "

220 15 0
                                    

بسم الله يلا نبدا:

انتهى " الشابندر عدنان " من بيع كل الصُبيان الذين أحضرهم معه في القافلة بعد أن قام بعرضهم فوق تلك المصطبة الخشبية، ثم أردف قائلًا بنبرة فكاهية وبصوت عالٍ حتى يبث روح الحماسة في قلوب الزبائن ويستبقيهم للعرض القادم:

أيها الناس ابقوا لبعض الوقت حتى تنعموا برؤية الجواري اللاتي أحضرتهن لكم من جميع أطراف العالم، إنهن اللائي لم يُخلقن في الأرض إلا من أجل إمتاعكم ، فتيات لسن كباقي الفتيات جمالهن لا ينتهي دلالهن عجيب نهودهن صافية مثل الحليب أردافهن علاج يشفي المريض!!

ارتفعت الضحكات في ممرات السوق وأصبح المكان فجأة أكثر ازدحامًا، تمددت الأعناق وشخصت الأبصار وبات الناس أكثر توثبًا لرؤية أولئك الجواري اللاتي تحدث عنهن " الشابندر "!!

ولكن الغريب في الأمر هو أن الخادم الُملثم " فيروز " وقف مترقبًا وسط الزبائن، يريد شراء جارية لنفسه بالمكافأة التي حصل عليها....

لم يمضي الكثير من الوقت حتى صعدت أول جارية فوق خشبة المسرح وتم بيعها سريعًا بمبلغ يفوق بكثير ثمن أغلى عبد تم بيعه سابقًا....

صعدت الجارية الثانية والثالثة والرابعة وحدث مع كل جارية منهن مثل ما حدث مع الأولى حيث تم البيع بسرعة ولصاحب أكبر مبلغ....

وعندما جاء دور الجارية الخامسة بدأ الكلام يصبح أكثر صخبًا بين جوقة الزبائن، ثم وعلى الرغم من أن طقس مملكة " أبابيل " كان باردًا طوال فصول السنة الأربعة إلا أن الهواء فجأة أصبح حارًّا، وبدأ جميع من هناك يتصببون عرقًا بسبب الفتنة اللانهائية المنبعثة من تلك الجارية....

وحده الخادم الُملثم هو من كان ينظر نحوها بطريقة مختلفة....

بدأ " الشابندر عدنان " يذكر مواصفات الجارية الخامسة قائلًا:

هذه الجارية اسمها " سرابي " عمرها سبع عشرة سنة وهي فتاة بكر لم يسبق لرجل من قبل أن اقترب منها، أسنانها كاملة ومتراصفة مثل أسنان المشط لديها غمازتان في خديها عندما تبتسم قادرتان على إيقاظ كل أشيائك الميتة....

غمز بعينه بطريقة خبيثة وهتف:

كبار السن من الذكور يفهمون قصدي بالطبع أليس كذلك؟!

انفجر الناس بالضحك وبالذات كبار السن منهم ثم التفت إليها "الشابندر عدنان " وأمرها بأن تبتسم حتى يشاهد الجميع تينك الغمازتين اللتين تحدث عنهما للتو، ورغم حزنها الطاغي إلا أنها اغتصبت ابتسامة مزيفة على وجهها خوفًا من العقاب، أكمل "الشابندر ":

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن