" لحظات قبل الوداع "

396 22 1
                                    

بسم الله يلا نبدا:

ظنت " جومانا " أنه مهما كان ابنها غاضبًا منها فإنه سيعود إليها قبل غروب الشمس....

ولكن الشمس غربت منذ أكثر من خمس ساعات ولم يعد، فبدا وجهها أكثر شحوبًا وأصبحت نظراتها شاردة كما لو أنها سوف تصاب بعد قليل بالعمى....

ما الذي أصابها حتى تصفعه على وجهه وتطرده خارج البيت بتلك الطريقة؟!

هي لا تملك إجابة عن:

الأسئلة التي تدور في عقلها، ولكنها كانت تعرف شيئًا واحدًا فقط وهو أنها أصبحت شخصًا آخر عندما بدأ قلبها يشتعل بالغيرة....

وبينما كانت مشغولة بالبكاء والندم على ما فعلته به لم تنتبه " جومانا "، إلى صرير مفاصل باب البيت وهي تطلق أنّة خفيفة تشي بأن أحدهم قد جاء....

ثم فجأة امتدت يد في الهواء وربتت على شعرها الرمادي الناعم:

لا تبكي.

رفعت رأسها ونظرت نحوه بندم....

آسفة لم أكن أقصد أن.....

أغلق فمها بيده الصغيرة العابقة برائحة الدموع والتراب والحزن:

أنتِ أجمل منها....

قال الطفل:

أنت أجمل أم في الدنيا كلها!!

ما الذي أفعله لكي تسامحني؟!

قصة....

قال مبتسما ثم مد يده كي يساعدها على النهوض:

اتفقنا؟!

اتفقنا.

قالت وهي تمسك ذراعه وتستعين بها لتنهض.

ولكن قبل أن يذهبا لغرفة النوم توقف الطفل مكانه وقال:

هناك شيء آخر أريده منكِ يا أمي.

أي شيء لأجلك!!

أريدكِ أن تنسيه....

ثم أضاف بصوت جاد:

أعني " بحر "!

جلست على ركبتيها حتى تصبح في مستوى طوله، وقالت:

والدك في خطر وهو بحاجة للمساعدة!!

أي خطر؟!

لست متأكدة.

قالت بتردد.

أبَابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن