١. الزميل المزعوم

104 7 79
                                    






كان وقع الخطى الخافت يتردد في الرواق الصامت بتردد.
نبض صاخب يسكن قلبه وأنفاس مرتبكة تتخذ لنفسها حيزا واسعا من صدره..

عيناه الضائعتان تحدقان بالمحيط دون التقاط شيء منه، وروحه المرتجفة تضطرب تماما بكل لحظة يدرك بها أنه يقترب.

فشد على حقيبة ظهره وترك أنفاسا مهتزة تغادر شفتيه حين توقف وقع الخطى الثقيل الذي يرشده وظهر صوت أشد ثقلا لصاحبه.

"هذا هو صفك"

فأومأ ببطء وأدار وجهه نحو صوت الشرح الخافت على يساره.

خمسين خطوة من مكتب المدير لهنا، وتسعون أخرى من مكتبه للبوابة.

لن يضيع.. هو يرجو ذلك.

فانفتح الباب وسكن المكان قبل أن يحدثه الأكبر مجددا بصوت حاول جعله هادئا.

"تعال.."

فمشى المعني نحوه بطاعة، شعر بكفه يرتخي على ظهره ليرشده وبمجرد أن ارتعش جسده واقشعر أدرك أنه تحت أعين الكثيرين بالفعل.

هو يشعر بكل الأعين تنخر بدنه وتقاسيم وجهه وتنهشها.

ظل يحدق للأمام بثبات، حاول قدر الإمكان أن يبدو طبيعيا، أدار عينيه في محيطه عله لا يبدو شديد الجفاء وجفل بخفة حين ربت المدير على ظهره بعد أن أنهى حديثه بشأن كونه طالبا جديدا كما هو واضح بالفعل..

"عرفهم بنفسك"

ففرق بين شفتيه وابتسم بلطف شديد أثناء إلقاءه كلماته بصوت هادئ خجول.. صوت حاول جعله ودودا كفاية كي لا يتردد أحد بالتقرب منه ونيل صداقته.

"أدعى لوهان ڤيندربيلت، أرجو أن تعتنوا بي"

وانحنى تماما قبل أن يعاود الإستقامة حين بدأ المدير يوضح مقصده.

"اعتنوا به جيدا همم؟ قد يحتاج المزيد من المساعدة هنا"

فزم المعني شفتيه بمرارة وسمع الأستاذ يشير له ليجلس في المقعد قرب النافذة. فتسمر حيث هو وأدار وجهه نحوه بهدوء ليتحمحم المدير بخفة..

"تعال، دعني أساعدك"

ومشى أمامه ليتبعه المعني تحت استغراب الجميع وترقبهم للموقف بأعين متسائلة مستنكرة.

وما إن بلغ المقعد المعني سحبه الأكبر لأجله والتقط حقيبته يعلقها.

ترقب الجميع الموقف بتفاجؤ وتهرب المدير من الأعين بسرعة بالاعتذار عن المقاطعة والمغادرة يتركهه مرتعشا تحت أعينهم وصدى أنفاسهم وتهامساتهم الخافتة.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن