𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرى

٢٠. مت أو أمته

⚠️

"مات؟"

همسها الأشقر متلحفا بغطائه وغارقا في الأريكة المريحة إلى جانب سيهون الذي اكتفى بثياب خفيفة أدفت جسده كفاية والمدفأة التي تلفحه بسخونتها.

"إنه البطل، لا أظنه سيموت. ثم إن أكثر من نصف القصة لازال متبقيا. سيكون حيا بطريقة ما"

طمأنه وقلب الصفحة التالية ليقرأها بينما راح كفه يلتقط قطعة بسكويت أخرى ليضعها بيده فيراه يمسكها بكلتا يديه ويبقيها بينهما دون أن يقربها من ثغره.

واسترسل يحكي ما خط على الأوراق أمامه.

"كان استيقاظه في اليوم الموالي أشبه بالموت والعودة على قيد الحياة. كذب عينيه وعقله السقيم. كذب كل الأفواه والألسنة. أنكر واستنكر وعارض ودحض كل الكلمات. هو لم يمت.. ذاك البدن الذي أردوه بالأمس قتيلا لا يعود إليه. تلك الأنفاس التي تلاشى صداها لم تكن أنفاسه.. كانوا كلهم كاذبون، كلهم حتى عينيه.."

استرسل، وتنفس بعمق حين أنهى هذه الفقرة ليفرق بين شفتيه ينوي ابتداء التي تلتها.

ولم يكد يفعل حتى ظهر صوت شهقة خافتة وأنين متألم ممن جاوره دفعه لإدارة رأسه بسرعة آلمت عنقه وأجحظت عينيه بقلق.

وهناك تماما كان إيلير يميل على جسده ويبكي بين ثنيات غطائه بصمت. دموعه تسيل لتبلل البسكويت الذي لازال بين يديه وشفتيه تنطبقان على بعضهما ليحول بفعلته بين سيهون وصوت بكاءه.

فأغلق سيهون الكتاب بسرعة وتركه جانبا ليستدير بكامل جسده نحوه مزيحا الغطاء عن رأسه وماسحا وجنتيه بكفيه.

"ما الأمر؟ ماذا حدث؟"
"سيهون.. هل ستموت يوما؟"

ومض المنصت بتفاجؤ، وبهت وجهه حين انسابت الشهقات من بين شفتي الأشقر الذي راحت يداه تفلتان ما يمسك ليشد على يديه بقوة محدقا بوجهه بعمى وضياع.

"أنت لن تتركني وحدي صحيح؟ لن تدعني أشعر بشيء من ذلك صحيح؟"

تمرغ لوهان في كفه، أخذ يشد يده نحوه بجشع بينما يستمر بالتساؤل والتوسل والرجاء.

"ماذا سأفعل وحدي؟ كيف سأعيش دونك؟"
"رباه، أنا لن أرحل أبدا إيلير.. أنا هنا معك"

حاول طمأنته لكنه كان يبكي.

هو بدوره كان يفعل، كان يشعر بالحسرة لأنه يعد لنفسه الثواني والساعات. لأنه يعلم أن بيتهم السري لن يظل سرا، أن كريستوفر سيدل طريقه إليه وحينها هو حتما سيقتله.

سيموت في يوم ما، بطريقة مؤلمة بشعة ودون أن يراه لوهان.

هذا جيد.

هذا أكثر من جيد.

لا يفترض بلوهان أن يراه أبدا على أي حال.

"أنا أريد البقاء معك دوما، إن مت أنا سأموت بعدك لن أتمكن من المضي دونك"