٩. أبقه حيا

43 5 65
                                    







رن هاتف لوهان بعد أسبوعين من غيابه.
بعد أسبوعين من الترقب والبكاء والتحسر على صداقة لربما.. لربما لم تكن موجودة من الأساس.

اختفى سيهون كأنه لم يكن.
تلاشى تماما ولم يظهر حتى هذه اللحظة التي صدح بها صوت المساعد بهاتفه يعلمه بهوية المتصل.

وفور أن سمع الاسم هو مد كفيه يبحث عن هاتفه بضياع، أمسكه وتركه يرسل ذبذباته عبر كفيه إلى قلبه فيما انسابت المزيد من الدموع على وجنتيه تزيده على شقائه شقاء.

سيهون يتصل..

ربما ليسأل عن حاله.
ربما ليخبره أنه آسف.
ربما ليبوح باسمه الكامل.

سيهون يتصل، هو لم ينساه.
لازال حيا في رأسه. هو لازال يفكر به.

سيهون يتصل..

وهو لا يملك القوة الكافية ليرفض الرد.

قلبه لن يحتمل المزيد من البعد هو بحاجة لتبرير منه، بحاجة لمبرر واحد يعيش عليه.

لذا أجاب.. ورفع الهاتف إلى أذنه ينتظر ويترقب ظهور صوت الآخر.

وحين نال الصمت هو فرق بين شفتيه لتنساب همسته تزامن بظهورها شهقاته المتكسرة.

-مـ..مرحبا؟-
-مرحبا لوهان-

فأغمض عينيه بقوة حين سمع صوته المغصوص. حين علم من تعب نبرته أنه لربما كان يبكي. عليه أم على شيء سواه؟

هو لا يدري.

-كيف حالك..؟ أرجو أنك على ما يرام-
-امم-

همهم محاولا احتباس صوت بكاءه. همهم وضم ركبتيه لصدره مرخ رأسه عليهما فوق ذراعه كمحاولة منه بكبح مزيج الأحاسيس الذي يلسعه.

-لقد أردت الاعتذار.. أعلم أنك غاضب مني..-
-أنا لست غاضبا أنا حزين-

همس برده أخيرا لينهار باكيا يبكي على أعقابه سيهون أكثر.

"أنت اختفيت.. أين كنت؟ لقد كنت أنتظر"

ونال الصمت كإجابة.
بالطبع هو لا يملك ردا.
بالطبع هو لن يبرر.

بالطبع سيتركه يستنزف مشاعره وأحاسيسه وما بقي من نفسه عليه.

-أجبني ارجوك.. أخبرني أنني كنت مخطئا. أتوسل إليك سيهون أخبرني أنني كنت صديقك حقا..-

هو لا يجيب.
لم لا يجيب؟!

-أتوسل إليك.. بربك سيهون.. بربك أجبني..-
-أنا آسف-

فنفى باستماتة، مسح الدموع عن وجهه بكف مرتعش أثناء ارتجافه بوهن على فراشه الذي بات صلبا قاسيا تحت جسده المكلوم.

-لا تعتذر، بررلي.. لماذا فعلت ذلك؟ لماذا كذبت علي؟ أنا صدقتك لماذا فعلت ذلك؟-
-أنا آسف لوهان.. أنا حقا آسف-

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن