١٩. النسخة الزائفة

30 3 15
                                    










"أنت تراني أليس كذلك؟"

ظهر الصوت ناعما خافتا يداعب مسمعه ويدفع بسمة شديدة الرفق للإزهار على شفتيه. فمسح على رأس إيلير المتمدد على السرير غارقا بين الأغطية وهمهم بخفوت دون أن يفقد الصفحة التي بلغها من القصة التي يحكيها.

رمش الأصغر حينها ببطء، وابتسم برقة حين انكمش على نفسه وهمس يتلو سؤاله بسؤال آخر.

"كيف أبدو؟ هل أنا جميل؟"

التقى جانبي الكتاب برفق حين أغلقه سيهون وأبقاه في حجره ليسلط تركيزه كله على سؤال الأشقر.

لم يتوقف كفه عن المسح على رأسه، ولم يتأخر بمنحه الإجابة التي ترضيه وتخرس هذا السؤال تماما لتكفه عن الظهور.

"أنت تبدو فاتنا.. شعرك ذهبي لامع يلفت الأعين لنعومته، وعيناك تومضان كالشمس لحسنهما.. ووجهك خُلق بدقة وحب"
"ماذا تعني؟"

تمتم يبحث عن مزيد من التفاصيل، أزهر وجهه خجلا وابتسم برقة وضياع حين أخذ سيهون يوضح الأمر بشكل محسوس أكثر. بطريقة يفهمها شخص لا يبصر.

"النظر إليك يشبه ذلك الدفء الذي يغمر صدرك حين يكون المحيط برمته صقيعا باردا إيلير"

عاد يرمش بضياع، وتسلل الدفء المذكور لصدره يغمر جسده من الداخل للخارج.

"أنا أشعر بذلك حين تكون معي"

ومض سيهون لصوته المتمتم، رق قلبه لتصريحه وشعر به يمسك بكفه الذي يمسح على رأسه ليضمه لنفسه تاركا قبلة صغيرة على ظاهره.

"أنا أحبك سيهون"

كان على هذا أن يبعث الدفء الذكور بصدره.
لكنه لم ينبت إلا حديقة شائكة تنغزه وتمزق صدره بذنبه.

"شكرا لك.."

وضم كفه لصدره مسدلا حفنيه، لم ينم لأن نبضه لازال متخبطا تحت يده، لذا سأله باحثا عن سبب واحد يشكره لأجله.

"لمَ تشكرني؟"
"لأنك ومن بين كل الناس أخ لي.."

عاد وجه سيهون يبهت ويذبل.
عاد شعور الذنب يتأجج ليصهر روحه ويحرقها.

"لأنك تحبني وتعتني بي"

رسم إيلير أشكالا عشوائية وهمية على ظاهر كفه بأصابعه.

"أنت تراني جميلا أيضا.. "

الأسباب لا تنتهي.

"وتجعلني أشعر بالأمان والدفء"

هو يملك أسبابا حقا كي لا يكرهه..

"وتأخذني من نفسي دوما لتبقيني آمنا معك"
"أنا أحبك صغيري"

همس سيهون بذبول، ونال همهمة قصيرة حين بدأ النوم يشده من واقعه إلى مكان لربما أكثر سلاما.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن