عدل لوهان ربطة عنقه بأكفف باردة ووجه فاتر شاحب لا يحمل معلما للحياة. عدل هندامه بهدوء دون أن يعكر صفو المحيط المعتم بصدى أنفاسه المسموعة.
لم ينتهي الأمر.
لم ينتهي الألم.
لازال الألم محسوسا.
ولازال يعاني.روحه تستعر دوما، كل ليلة، بكل ثانية تمضي وبكل لحظة يوقن بها أنه وحيد في بيت لا يعرف أحد أفراده.
عاد لأنه لا يملك مكانا يأوي إليه.
لا يملك شخصا يحتمي به.لا أحد سوى الرجل الذي أطلق الرصاصة على سيهون.
الشخص الذي حرمه إياه كان الوحيد..عاد مستسلما ويائسا ومكسورا حين أيقن أن الأموال التي ادخرها سيهون لأجله قد نفذت وأن تكاليف علاجه الباهظة لن تؤمن.
حين أيقن أن الأجهزة التي تبقي أنفاسه مسموعة ونبضه قائما ستفصل عن جسده ويترك دونها ليموت تماما.
كان ذلك اضطرارا، هو لم يرد الذهاب مع ذاك المدعو كريستوفر.
لم يرد أن يكون نسخة من ابنه المزعوم لوهان.
لم يرد العيش تحت اسم ليس اسمه وسقف بيت لا يعنيه.
"صغيري"
نودي اسمه بصوت عذب ناعم والتفت يواجه صاحبته التي تبسمت برقة وتقدمت إليه بفستانها الأصفر الناعم وشعرها الحالك الذي يرتخي على ظهرها بتسريحة رقيقة.
"تبدو أنيقا.."
"شكرا جوليا"تمتم بخفوت. ولم يكن يعني شكره حقا.
فذبلت بسمتها حين أخفض عينيه عنها، ومسحت على وجنتيه برفق. عدلت شعره وبهدوء صرحت تذكره.
"حظ موفق باجتماع اليوم عزيزي"
هو يدعو بعكس ذلك حقا، لولا حاجته للمال من هذا الرجل لما أمضى دقيقة أخرى في محيطه.
لكن لأجل سيهون..
"كن حذرا ولا تفسد الأمر همم؟ لقد عمل والدك على هذا لأعوام"
"سأكون حذرا"تمتم يجاريها.
وتركها تثرثر قليلا حوله قبل أن تخبره بأن الفطور جاهز.غادرت..
وعاد وحيدا.عاد يفكر بكل ما قيل على مدار الأعوام الماضية. بكل ما حاول الجميع دسه بعقله وإقناعه به.
سيهون المجرم الذي حاولوا نسجه بعقله الذي يرفض أي صورة غير تلك التي رسمها لوجهه وهو يبتسم بحنان ويخبره أنه سيعتني به.
سيهون ليس مجرما.
وإن كان..
هو يسامحه.لقد نسي كل السيء، نسي كل شيء آلمه وصنع سيهون له ذكريات جديدة تمحو أثر الآلام عن روحه.
أنت تقرأ
𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرى
Fanfiction"أنت تحتاج المال وأنا أحتاجك لتحمي ابني، هذا متبادل سيهون" "كل ما أطلبه منك أن تكون صديقا للوهان"