١٦. لا تغفر

25 2 17
                                    













نام لوهان ولا يدري كيف غط بنومه في وضعه الذي يفتقر للراحة. كفه ممسك بكف سيهون ورأسه مرتخ على طرف السرير وظهره طله يطن متألما.

ونام كريس خارج الغرفة على مقاعد الإنتظار جالسا. عله يستسقظ ليجد أن لوهان قد قرر مرافقته والاستغناء عن سيهون تماما.

استفاق هو أولا من حلم قاس آخر يجسد خسارته للوهان بشكل مأساوي. طريقة أخرى يغادره بها لوهان.

عقله يجيد العبث مؤخرا.

لذا رفع رأسه الذي كان يميل على الجدار خلفه وتأوه متوجعا لشعوره بشد قاس في عنقه كما هو الأمر مع كل جسده.

حسنا، لم يكن هذا الأقسى.

لذا استقام وراح يغسل وجهه عله وعلى الأقل يقابل ابنه بشكل لائق عوضا عن هذا المظهر المرهق.

صفع وجهه بالماء البارد مرارا وتكرارا وحدق بانعكاسه المشتت باحتقار.
بهذا الوجه المشوه الذي سبب هذه الفوضى.

لو أنه لم يبتدئ الأمر لما آل به الحال إلى هنا.

لذا تهرب من عينيه الحاقدتين بحمل معطفه عن الحوض وإرخائه على ذراعه متخذا خطاه نحو الغرفة ليطمئن على ابنه.

دفع الباب بحذر خشية أن يزعج نيمته ويوقظه ودخل بخطى خفيفة للمحيط يتأمل وجهه المسالم حين لا يحمل أي نظرة كره أو تعابير حاقدة.

حين يملك ملامح أشد رفقا ورقة من تلك التي يرمقه بها.

لوهان الصغير..
ابنه الجميل..

كان قد غرق بتأمله لما يعنيه في هذه الغرفة برمتها، ونسي تماما أمر الجسد الخائر الذي كان ملقى قربه. لم يستدرك وجوده أو يتذكره إلا حين بلغه صوت شهقة خافتة.. واحدة لم يكن لوهان هو مصدرها.

واحدة جذبت عينيه إلى مشهد سيهون الباكي، إلى فاهه المفغور خلف قناع التنفس لتنساب منه الشهقات مكتومة وعيناه اللتان تذرفان الدموع بمرارة دون أن يحرك من جسده إنشا.

كفاه يرتعشان، ولربما كامل جسده أيضا يفعل.

ظن كريستوفر أنه اكتفى، ظن أنه لن يشهد المزيد من المواقف المبكية التي تكسر قلبه على ابنه وعلى هذا الشاب المذنب.

لكنه عصى عقله الذي صاح عليه يأمره بالمغادرة قبل استفاقة لوهان وشهادته هذا الموقف بأم عينيه.

عصى وعيه الذي توسله الذهاب.

وبقي في بقعته ينظر إلى الطريقة البطيئة التي رفع بها لوهان وجهه عن ذراعه المطوي يفرك عينيه بنعاس وتعب. بقي ليرى مزيج الصدمة والذهول والسعادة وهم يعتمرون وجهه لمجرد أن عينيه التقيتا بعيني سيهون أخيرا.

رآه يجهش بالبكاء على سيهون لمرة تالية.
ورآه يتخبط حين نهض بسرعة بنية ضغط الجرس واستدعاء الطبيب.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن