٤. هدنة

56 4 37
                                    





وصل السائق بالوقت المحدد، أقله إلى المنزل الذي كان يمتد على طول الطريق بالفعل لبضعة أميال ربما. سوره الشاهق وإضاءته المذهلة جذبت عيني سيهون بجنون نحوها.

ظل يحدق بالأشجار العالية، بالسور الشاهق والبوابات الذهبية..

كان.. كان ذلك قصرا.. بكل ما قد تحمله تلك الكلمة من معنى.

كان قصرا كاملا مكملا، كان به غابة شقت السيارة طريقها بقلبها على الطريق المرصوف. تماثيل ضخمة وعدد مهول من الأشجار والزهور.

نافورة جارية يتوسطها تمثال حجري وتقابل البوابات الرئيسية للمكان فيطوقها الطريق بحرفية مذهلة.

تردد سيهون بالنزول، خشي أن يتسخ المكان من حذائه الجديد. خشي أن أنفاسه بهذا المكان لن تسع رئتيه.

خشي أن يفسد الأمر.

أراد أن يتراجع، أراد حقا أن يطلب من السائق أن يعود به أدراجه لكن صوت لوهان الضاحك الذي ناداه أوفقه عن فعل ذلك.

فنزل الأشقر الدرجات الواسعة للواجهة بخطى سريعة مدروسة، ابتسامته تشق وجهه وهيئته بوضوح تتناسب مع هذا المكان.

يبدو.. كأمير..
أجل.. هذا هو الوصف الانسب.

"سيدي الصغير، الجو بارد..!"

صاحت الخادمة أثناء ركضها خلفه على الأدراج وحملها لخفيه الأبيضين اللذان تناسبا تماما مع البيجاما التي ترتخي على جسده الضئيل.

وترقب سيهون ذلك بتفاجؤ، سيدي الصغير..؟
أهذا ما ينادى به هنا؟

فنظر سيهون للقصر الفاره أمامه مجددا ولم يستنكر ذلك حتى.
من الجيد أنها لا تناديه مولاي.

انفتح الباب بعد أن أقدم السائق على ذلك، تردد سيهون لوهلة قبل أن ينزل من السيارة ليقابله الآخر الذي توقف لاهثا على بعد خطوات منه.

لازال يبتسم، ينظر إلى نقطة ما، مكان ليس وجهه.. لا يراه أبدا لكنه يبتسم بهذا الوسع، يرحب به بهذه السعادة.

"لقد تأخرت"

أنبه بها بلطف، وفرق هو بين شفتيه بنية التبرير، هو لم يتأخر...

"أنا أعتذر لذلك سيدي"

كان خطأ السائق.

فنفى لوهان بابتسامة وحينها جاورته الخادمة لاهثة قبل أن تؤنبه برقة تزامن ذلك بإبعاد خصلة صغيرة كانت قد تهربت من تسريحتها المنظمة لتزعج وجهها.

"الأرض باردة سيدي، قد تتأذى"

وجثت فورا تضع الخفين بقدميه تزيد استنكار سيهون وصدمته.

هناك من يلبسه حذاءه؟! بحق الإله..!

دنى لوهان بخطى مترددة هذه المرة، مد كفيه للأمام حتى لامسا صدر سيهون الذي كان قبالتهما تماما، فومض بلطف واقترب أكثر ليطوق ذراعه ويحدثه ببهجة وترحيب.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن