𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرى

٣. شُقة

علم سيهون أن جون لن يتوقف حتى يدرك ما يحدث دون علمه. حتى يعرف لمَ ينتظر الأشقر أمام البوابات نهار كل يوم ولمَ لا يغادر الصف دونه بنهاية اليوم.

علم أنه سيتخذ خطوة بهذا الشان ولم يعلم متى. لكن بالنظر للطريقة الحازمة التي مشى بها نحو لوهان فعلى الأرجح سيتخذها الآن.

لذا ترقب الأمر بعينيه أولا، وبمجرد أن ارتفع كف جون يضرب رأس لوهان بقسوة أثناء ميله نحوه استقام من مكانه.

"ماذا بينك وبين ذلك الأخرس همم؟ كم كلفك الحصول عليه؟!"

ظل لوهان يحدق بالأسفل دون فهم، وجادل سيهون نفسه لوهلة بالثواني التي استغرقها ليصل إليه.
هذه فرصته.

جون ليس صديقه، هو رفيقه بعد كل شيء.
لكن..

الإتفاق اتفاق..

لذا حمل أقرب كتاب له عن طاولة أحد الطلاب وبلحظة لم يتمكن أحد من استيعابها مال جوناثان للأمام وساد الصمت بعد أن ارتطم الكتاب برأسه ليصدر صوتا شديد الصخب.

سمع لوهان صوت الضربة وارتجف جسده بهلع حيث كان. وارتفع رأس جون نحو سيهون بنظرة مميتة حاقدة وبهسهسة حادة خافتة حدثه مستنكرا ما حدث منذ لحظة فقط.

"ماذا تظن نفسك فاعلا؟"
"هو أضعف منك"

ألقى سيهون كلماته بالمقابل بهدوء ودفع ذلك لوهان للنظر إليه، كلا.. لا يدري كيف يصف ذلك.

لقد أدار رأسه إليه، عينيه ارتكزتا عليه، لكنه لا يراه. رغم كل شيء كان يبدو كشخص مبصر.

فاستقام جون وانتظر سماع الكلمة التي علم أن سيهون سينطق بها تاليا.

"أتخشى أن تخسر حقا؟"
"اوه كلا أنت لم تفعل.."

همسها المعني دون تصديق لما سمع، وتقدم خطوة زامنها سيهون بالشد على قبضتيه سرا واستفزازه أكثر.

"أتظنني لا أستطيع؟"

تابع حين حصر جون المسافة بينهما خطوة تلو الأخرى وأجج النيران في صدره حين أمال رأسه ورد ذلك بهسهسة خافتة.

"أنت تتحدث بالفعل أيها الأخرس"
"أتظنني.. لا أستطيع؟"

كررها سيهون بحدة هذه المرة وشعر جون بقلبه يغلي حقدا، شد قبضتيه وكاد يلقي بهما على وجه الآخر الشاحب، أراد أن يدمي وجهه. أن يحطمه تماما، أن يريه أنه لن يخسر، أنه لن يستطيع أبدا الفوز عليه.

وحال بينه وبين كل ذلك صوت المدير الذي صدح ليسود الصمت تماما هذه المرة.

"ماذا تظنان نفسكما فاعلين؟!"

هذا كل ما استلزمه الأمر ليتراجع جون عما يفعل تماما، دفع سيهون بكتفه أثناء مغادرته الصف وظل هو هناك يقف بثبات.. بثبات لم يبلغ أبدا ثبات عسليتي لوهان عليه.