٢٥. فراشتي

25 2 45
                                    












إلى أين سيؤدي هذا؟

تساءل كريستوفر. كان السؤال يغزو عقله ويشتت كل أفكاره بكل مرة تقع بها فاجعة فوق كل فاجعة ماضية.

بحث عن الإجابة، عن كل السبل التي يفترض به أن يسلكها ليؤدي هذا لشيء ما..

ليبلغ نهاية مرضية..
على الأرجح هو لم يفكر حتى بالنهاية حقا قدرما أراد أن يبلغها وحسب. جيدة، سيئة..

هو لا يهتم.

لكن بكل مرة يكاد يمضي.. بكل مرة يفكر ويمضي ليله متخبطا بين كل الاحتمالات يعود خالي الوفاض.

لكن الليلة..
بعد هذه الرصاصة..
وبعد تلك النظرة التي رآها بعيني سيهون..

هو أيقن أنه لن يعرف النهاية أبدا.
لأن هذا لا يؤدي إلى شيء.

سيهون الوحيد الذي يعرف ما قد يؤدي إليه.
الوحيد الذي يعرف النهاية.

"جرحك سطحي.. لحسن حظك أنه لم يصب عضوا حيويا"

هذا ليس حسن حظ.
هذه طريقة يتفضل بها سيهون عليه.
طريقة ليذكره أنه قادر على رد الأذى دوما ويختار أن لا يفعل.

النظرة في عينيه كانت قاتلة، كانت يده ثابتة ومصوبة إلى صدره حتى حركها عمدا حين أطلق النار.
هو اختار أن لا يقتله الآن.

اختار أن يبقي على حياته.

كريس ممتن لذلك.
ويريد الاعتذار، يريد أن يصلح الأمر دون مواجهة دامية أخرى. دون رائحة بارود ودون صدى إطلاق النار.

يريد أن يتحدث..

لكن كيف قد يواجه عينيه القاتلتين وكفه المتهيئ لسفك الدماء؟ كيف قد يبدأ حديثا مع شخص كهذا؟

"هل تريد الإبلاغ عن الواقعة سيدي؟"

تساءل الطبيب باهتمام وزم المعني شفتيه نافيا دون أن يقطع تحديقه بكف يده المرتعش.

استطاع سيهون التهرب من أربع جرائم قتل، لفق أربع أسباب وأوهم الجميع بأنه قد مات.

شخص كهذا لن تمسكه الشرطة.
شخص كهذا لن يكون الإبلاغ عنه حلا.

ولا النقاش حتى..
لأنه ألقى بنفسه من النافذة واختفى في قلب الظلمة.

كيف يتحدث معه؟
كيف يفترض به أن يصل لسيهون؟

بل..

كيف يمكنه أن يأتي بسيهون؟






-وردنا خبر بأن وريث سلسلة شركات ڤندربيلت وابن كريستوفر الوحيد قد أصيب جراء حادث سير راح ضحيته سائق سيارته.. تم تحويل كليهما إلى المشفى الخاص بالعاصمة لكن سرعان ما عاد ڤندربيلت بابنه إلى قصره مع طاقم طبي متكامل ليرعاه هناك مبررا بذلك أنه يشعر بالعياء حين يبقى وحيدا في المشفى-

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن