١٨. أمتني وحسب

39 2 43
                                    

*من هذه النقطة ستأخذ الرواية منحنى نفسي.
ستظهر مشاهد بها توضيحات نفسية وأفعال دموية سأحذر مسبقا من وجودها.

-قراءة ممتعة..🌷💗-

🌷_____________________________🌷








"لا يمكنني الترحيب به، لا يمكنني قبول تواجده حولي لوهان أنا لا أستطيع"

توسل كريستوفر ابنه بعد أن جاء للبيت أخيرا بصحبة سيهون الذي بقي في السيارة حتى ينهي جداله.

عاش سيهون وقتا عصييا أثناء علاجه التأهيلي لتشتت لوهان وتخبطه.

فنفى ابنه ببطء وعكف حاجبيه متوسلا أثناء تقدمه خطوة ليمسك بكفيه ويترجى بدوره بوهن.

"لكن سيدي.. أنا أحتاجه قربي، علي أن أعتني به إنه أخي. أنا لا أملك مكانا آخر.."

هذا ليس لوهان.

"من فضلك سيدي، بضعة أيام فقط حتى أجهز البيت لنعود إليه. لن تشعر بوجودنا صدقني"

هذا ليس ابنه.

"لا يمكنني الموافقة، لا يمكنني لوهان"

تمتمها بيأس وفقدان تام للأمل يزامن ذلك بتهدل كتفيه وانكسار عينيه.

مادام ينادى سيدي فالناطق ليس لوهان.

"أنا أريدك، لا أريده. أنت ابني صغيري لا يمكنني أن أدعك ترحل وحسب"
"سيدي من فضلك.."

همسها، وأدمعت عيناه.

البطاقة الفائزة التي يلقيها دوما حين يتأزم الموقف ويضيق عليه.

لم يرد الموافقة.
ولا يدري كيف غادرت الموافقة ثغره حتى.

لكنه وعى حين فتح باب السيارة ودخل يجاور سيهون الذابل المنهك بداخلها.

لم يدر سيهون وجهه إليه، أبقى عينيه تحدقان في بقعة بعيدة عنه.

واحدة مات بها بالفعل.
واحدة تنتهي بها هذه الفوضى.

"أنت تعلم أنني لا أرحب بوجودك في بيتي"

استهل كريس حديثه بذلك. حاول أن يبدو قاسيا بنظرته ونبرته لكنه عجز أمام وهن سيهون ضعفه.

وخرج حديثه مؤنبا فقط.

"أنا أعلم"

همس خافت هو كل ما نال.
واحد بالكاد أصدر به سيهون صوتا.

بدا فاترا ومستسلما..

"تعافى بسرعة كي ترحل، وافعل ذلك دون تدمير شيء آخر هذه المرة"

كان الصمت كاف ليعبر عن مدى تخبط سيهون و ضياعه. كاف ليبدي مزيجا من الندم والقلق في عينيه. مزيج من الاستسلام والتخوف.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن