٦. اغرسني بنفسك

43 4 44
                                    









تركه سيهون في قلب الحصة ونهض يستأذن للحمام.. ووقف بالرواق لربع ساعة كاملة، واحدة كانت كافية ليعود ويجده يبكي بسبب سخرية البعض من خطه.. بسبب شعوره بالأوراق التي ألقيت عليه خلسة.

كان متزعزعا تماماً، لكنه عاد يبتسم بمجرد أن شعر بكفه يرتخي على كتفه. بمجرد أن سمعه يثني على جمال خطه.

تلاشى كل ماقاله الجميع بمجرد أن نطق سيهون بذلك.

باليوم الذي تلا دقق النظر للوهان.
أمال رأسه أثناء دسه كفيه بجيبيه كالعادة وميله على الخزانة، وظل يحدق بهيئته يحللها وهو منشغل بترتيب أغراضه بخزانته.

ثم فرق بين شفتيه..

"ألا تفكر بتغيير شكلك قليلا؟"

أدار لوهان رأسه نحوه وابتسامة محتارة تعلو شفتيه.

"ماذا؟"

فرمقه سيهون مجددا وكرر كلماته بوضوح أكبر في حال لم يسمعه.

"مظهرك.. غيره"

وجعلها آمرة هذه المرة.
فمسح لوهان على ثيابه المكوية الخالية من أي تجاعيد، ورفع كفه لشعره يمشطه بأصابعه هامسا بصوت متردد خافت فيما انقلبت تقاسيمه بنوع من الارتباك والحرج.

"ما خطب مظهري؟ أبدو سيئا؟"
"ليس سيئا، لكن ليس رائعا أيضا"

تزعزعت ثقة لوهان بنفسه، ارتبك واضطرب وفورا وجد نفسه يسأل الواقف أمامه منتظرا توجيهه.

"حقا؟ كيف أبدو؟ ماذا تعني؟"

فارتفع طرف شفة الآخر بابتسامة منتصرة ومد كفه ليلمس شحمة أذنه التي احمرت فور أن استشعر لمسته تزامن انكماشه على نفسه وارتفاع كفه مرتعشا ليوقفه.

هو يكره أن يُلمس هنا على ما يبدو..

"لا أعلم، ماذا عن قرط؟ أو تسريحة شعر أخرى؟"
"قرط؟"

همسها بجهل وأومأ الآخر بخفة مهمهما.
ألقى بالكلمة، وترك الباقي على لوهان.

لهذا السبب تحديدا هو هنا يجاور والد المعني الذي بدا غاضبا أكثر من أي مرة ماضية.

لكن ذلك لم يهز شعرة منه، ظل هادئا، ثابتا ساكنا ومتماسكا أمام أنفاسه الثائرة وصدره الذي استمر بالارتفاع والانخفاض وسط محاولاته العديدة لاستجماع نفسه.

لم يدر سيهون وجهه نحوه منذ أن دخل، ولم يفعل حين بدأ يتحدث بنبرة حادة غاضبة.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن