حدق لوهان بهاتفه لوقت طويل، عينيه تترددان ما بين اسم أبيه وأيقونة الاتصال وقلبه يعارض كل الإحتمالات التي تراوده.
"سيدي.."
نودي بصوت هادئ مرتبك، صوت خافت داعب حواسه كلها ودفعه لإفلات ما يمسك وترك كل أفكاره تترامى إلى جانب وقع خطاه الرطب على الأرضية.
مشى لوهان في الرواق الضيق المؤدي للحمام ودخل ببسمة صغيرة ينظر لسيهون الذي يتمدد بالحوض مرتبكا وينظر إليه بحرج خلسة في كل خطوة يخطوها.
"اغتسلت جيدا عزيزي؟"
سأل بلطف وتقدم يسحب السدادة ليصرف الماء الذي عبث الآخر به كفاية. شمر عن ذراعيه وفتح المرش ليغسل جسده مجددا بالماء الدافئ دون أن يبخل ببسمته الناعمة المطمئنة في كل هذا.
أنهى ذلك وبهدوء هو تراجع يسحب الكرسي المتحرك المطوي من الزاوية فيفتحه مموضعا منشفة كبيرة عليه وتقدم لسيهون مجددا يزيح خصلاته الطويلة عن عينيه ليخاطبه بلطف موضحا.
"تشبث بي جيدا كي لا تنزلق حسنا؟"
"أ..أنا ثقيل.."غمغم المعني بصوت خافت متردد ونفى لوهان ذلك ببسمة واسعة مجيبا بدفء.
"يمكنك الاتكاء علي عزيزي.."
أسنده إلى المقعد يجلسه عليه، وما إن استقر هو لفه بمنشفة أخرى قبل أن يأخذه إلى الغرفة المجاورة حيث سرير أرضي موضوع إلى جانب طاولة قصيرة ومكتب لا يكاد يتعدى حوضه.
"لقد بدأ الجو يبرد.. دعنا نجففك بسرعة كي لا تمرض"
صرح بحذر مجففا شعره جيدا قبل أن يتراكض إلى الخزانة ليسحب منها قطع اثياب الدافئة لأجله.
تجاهل ثيابه المبتلة واعتنى بأمر سيهون أولا.
سرح شعره وربطه للأعلى لأنه شكى بأنه يزعج عنقه حين ينام وألبسه جوربين يزيدان دفء قدميه المتجمدتان.وما إن جهزه تماما هو واجهه يتفحص هيئته بنظرة ناعمة تلاها بالنطق ليجذب عينيه الضائعتين في نقطة ما لوجوده.
"سأبدل ثيابي بسرعة وأعود لنتناول العشاء سويا حسنا؟"
انتظر إيماءته البطيئة بكل صبر وغادر ما إن نالها.
لقد كان البيت دافئا، أشد دفئا من قصر أبيه ومن أي مكان آخر. ربما تواجد سيهون هو السبب لكنه يحب المكان هنا.
يحب المطبخ الصغير والغرف الضيقة والأروقة بإضاءاتها الخافتة. يحب الأسرة الموضوعة على الأرض والأواني القديمة.
يحب ماضي سيهون برمته.
فقلب الطعام بهدوء والتفت في تلك الأثناء ينظر لسيهون الذي بقي على جلسته قبالة التلفاز القديم يحدق بالشاشة التي تعرض بعض الرسوم المتحركة.
أنت تقرأ
𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرى
Fanfiction"أنت تحتاج المال وأنا أحتاجك لتحمي ابني، هذا متبادل سيهون" "كل ما أطلبه منك أن تكون صديقا للوهان"