٢١. إلام سيؤدي

27 1 25
                                    









⚠️

"إن كان عليك مواجهتي يوما.."
"مواجهتك؟"

تساءل إيلير بصوت صغير محتار يقاطع كلمات سيهون الذي رسم ألف مشهد ومشهد لانتقام كريستوفر منه.

فهمهم، ورفع ساقا لتعتلي الأخرى أثناء جلوسه على الكرسي قبالة سرير الأصغر المتمدد.

"امم، إن حدث شيء يحتم عليك مواجهتي والانتقام مني.. هل ستفعل؟"
"هل تمازحني؟ أي نوع من الأسئلة هذا؟"

قهقه بخفة مستنكرا ولم يسمع صوت ضحك سيهون في المحيط. السؤال جاد. وهو يتساءل عن سبب طرحه إياه في هذا الوقت تحديدا.

فشد الغطاء لصدره وتكور على نفسه قليلا بينما يفكر بعمق في الأسباب التي قد تنتج كرها يؤدي إلى الإنتقام.

ماذا قد يدفعه للتفكير بذلك حتى؟

"سأسامحك"
"مـ.. تسامحني؟!"

سأل سيهون بصوت مستنكر متفاجئ عال، وأومأ لوهان مستغربا تفاجؤه واستنكاره تماما.

"سأسامحك، أنا دوما سأسامحك"

لم تكن هذه الإجابة التي يريد سيهون سماعها.
لقد أراد وعيدا وألف طريقة لمقتله..

"لا يمكنك أن تسامح وحسب، أعني.. عليك أن تواجهني، ماذا إن كان الضرر الذي سببته كبيرا .. ماذا إن أذيتك؟"
"سأسامحك"

كررها بإصرار، وساد الصمت حين عجز سيهون عن تكوين جملة أخرى يجادله بها، فانعكف حاجبيه وبقيت شفتيه مفروقتين بعجز تام بينما يمنح الأصغر الفرصة ليستأنف كلماته.

"إن أذيتني فلابد أنك لم تقصد ذلك، إن كان الضرر كبيرا فلابد أنك لم تملك الخيار لتقلل من سوء وقع الأذى علي. إن كان علي مواجهتك يوما والانتقام منك فأنا لن أفعل.."

ابتسم برضا عما قال، وصفق لنفسه داخليا أثناء متابعته وتمنيه أن تكون بسمة كهذه على شفتيه تعلت شفتي سيهون الآن.

"مهما بلغ الحقد بداخلي فسيكون حبي لك دوما أكبر"

لكن سيهون بكى.
لان لوهان سامحه مجددا، وسيسامحه دوما. ولن يكرهه أبدا.

بكى لأنه يتلقى حبا هو لا يستحقه.

كانت هذه الذكرى شيء لوهان عاجز عن فهمه.

إيلير يرحل.
وكرهه لسيهون يغادر معه..

كان يفترض به أن يكرهه.
كان يفترض به أن يكون حانقا حتى مماته لا يفترض به أن يسامحه قط.

لكن ها هو ذا.
يقابله وجسده برمته يرفض أن يمسه بأذى.

ها هو كفه يشد على السكين بعد أن عزم قتله وتمزيق جسده ليمنحه أكثر ميتة بشعة قد يتخيلها عقله المنهك.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن