٥. حثالة إنسان

47 5 35
                                    









هم ينظرون، لازالوا يفعلون.

لازالوا يتربصون وجه الأشقر الذي كان يتخبط خجلا وتخوفا أثناء جلوسه قبالته في المجموعات التي طلب المعلم تشكيلها لأجل المشروع المدرسي.

كان عليها أن تصبح مجموعة، لكن بطريقة ما انتهى بهما الأمر معا دون أي شخص إضافي.

لم يعارض أحد ذلك، ولم يجرؤ سيهون على أن يفعل. حاول أن يتحكم بصدى أنفاسه لإدراكه التام مدى حساسية أذني هذا الفتى وسرعة ارتباكه.

زم شفتيه بقوة أثناء نظره بطرف عينه لجوناثان الذي كان يرمقه بسخرية من بين مجموعة أصدقائه الضخمة.

أعاد عينيه لوجه لوهان الذي كان يكتب شيئا ما على الورقة أمامه وأغمض عينيه ليتنفس بعمق مهدئا من ضيقه وارتباكه.

لا بأس.
أنا أحصل على المال مقابل هذه الحماقة، هم الحمقى هنا.

هم لازالوا على حالهم لكنني سأصبح أفضل.

"أهذا الموضوع مناسب؟"

ففرق بين جفنيه ونظر للورقة التي دفعها لوهان إليه بابتسامة مترددة غير واثقة، نظر لاسم المشروع، للموضوع الذي يفترض بهما البحث بشأنه وكاد يجادل لحماقة السؤال.

هو لن يحضر مشروعا عن الجهاز البصري مع شاب كفيف. أبدا.. لن يفعلها أبدا..

"لوهان هذا.."
"يمكننا أن نساعد بعضنا بهذا جيدا"

قاطعه الآخر وبان شيء من التردد والقلق في عيني سيهون اللتان تتأملان مرارة بسمته وحسرتها.

"أنت ترى، وأنا لا. يمكننا البحث بهذا الشأن بتوسع أكثر، سيكون أمامنا الكثير للحديث بشأنه وهذا سيزيد المعلومات فقط ويزيد علاماتنا بالمقابل"

منطقي لكن لا.

لن يجلس أمامه ويخبره بشيء من ذلك.
لن يبحث بشيء من ذلك.
لن يتخذ الخطوة.

"أقررتما موضوع بحثكما؟"

نطقها المعلم بصوت حذر أثناء نقله عينيه بينهما، فرفع لوهان وجهه إليه وبهتت ابتسامته حين أدرك أن سيهون لم يمنحه إجابة لفظية بعد.

لذا تجنب إجابة ذلك وبحث بأطراف أصابعه عن الورقة ليجعدها ويخفي حماقة فكرته في جيبه أو القمامة حيث تنتمي، وما كادت تمس أنامله طرف الورقة حتى التقطها المعلم.

"اوه هذا.."

أبصر الكلمات المكتوبة بها وبهتت بسمته، نظر لسيهون بتأنيب كما لو كانت فكرته وتحمحم بخفة أثناء إخفاض لوهان برأسه كاعتذار طويل صادق لسيهون الذي لازال يحدق به بذات القلق..

"اختيار موفق.. أنا أتطلع لذلك"

وتجنب كلاهما الإجابة.
ترك الآخر الورقة على الطاولة حيث كانت، وتراجع بهدوء محاولا عدم جذب أنظارهما نحوه.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن